"ماركت واتش": 10 بنوك أميركية تكبدت خسائر "دفترية" ضخمة

14 مارس 2023
رجل أمن يحرس البنك الفيدرالي وكأنه يعبر عن دور البنك في حماية البنوك الأميركية (Getty)
+ الخط -

قال موقع "ماركت واتش"، التابع لمؤسسة داو جونز، المالكة لجريدة "وول ستريت جورنال"، والمتخصص في الأخبار الاقتصادية وبيانات الأسواق وتحليلها، إن هناك 10 مؤسسات مالية تكبدت خسائر "دفترية" ضخمة، بسبب ما في محافظها من سندات ثابتة العائد، مع الرفع المتتالي للفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي.

ورغم الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها بنك الاحتياط الفيدرالي لحماية الجهاز المصرفي، في أعقاب انهيار بنكي سيليكون فالي وسيغنيتشر، لم تُظهر أسهم المؤسسات المالية الأميركية، وخاصة الإقليمية الصغيرة منها، أي علامة توضح اطمئنان المستثمرين أو "زوال الغمّة"، حيث واصلت تراجعها، لتخسر أسهم 12 مؤسسة منها نسبة تجاوزت 10%، خلال تعاملات يوم الإثنين.

وخلال تعاملات نفس اليوم أيضاً، خسرت أسهم 5 مؤسسات مالية أخرى نسبة تجاوزت 20%، الأمر الذي يعكس بصورة واضحة حالة القلق الشديد التي تسيطر على الأسواق، بعد ما اعتبره البعض ضربة قاصمة للقطاع المصرفي.

وتوقف تداول سهم بنك سيليكون فالي في وقت مبكر من يوم الجمعة، بعد خسارته نحو 60% من قيمته، نصفها كان قبل بدء ساعات العمل الرسمية في السوق.

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن البنك أحد البنوك القليلة التي كانت "تراقبها بعناية شديدة"، فيما تصاعدت ردود الأفعال من العديد من المحللين الذين ناقشوا مخاطر السيولة لدى البنك، قبل انهياره.

وأغلق المنظمون في كاليفورنيا البنك، وسلموا "حطامه" إلى المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC)، كما تم في وقت لاحق إغلاق بنك سيغنيتشر من قبل المنظمين بولاية نيويورك، وبالمثل تم تسليمه إلى المؤسسة  أمس الأحد.

ويوم الإثنين، نشر موقع "ماركت واتش" قائمة بالمصارف الأميركية التي يبلغ إجمالي أصولها 10 مليارات دولار على الأقل، قال إنها تتعرض لأكبر قدر من الخسائر الدفترية (غير المحققة) في الأوراق المالية المتاحة للبيع، أي غير المحتفظ بها حتى الاستحقاق، كنسبة مئوية من إجمالي رأس المال، كما ظهر في القوائم المالية لتلك المؤسسات في نهاية العام الماضي.

وشملت القائمة بنوك كستومر بنكورب، وفرست ريببليك بنك، وبنك ساندي سبرنج، وبنك نيويورك المجتمعي، وبنك فرست فونديشن، وبنك ألاي فايننشال، وبنك دايم المجتمعي، وبنك باسيفيك بريميير، وبنك بروسبيريتي بنكشير، وكولومبيا فاينانشال، بالإضافة إلى بنك سيليكون فالي.

وتتربح البنوك عن طريق جمع الودائع، أو اقتراض الأموال، ثم إقراضها أو شراء الأوراق المالية. وتكسب تلك البنوك الفارق بين متوسط عائدهم على القروض والاستثمارات ومتوسط تكلفة الأموال لديهم.

وتستثمر كل المؤسسات المالية الأميركية جزءا من أموال المودعين لديها في أذون وسندات، يكون العائد في أغلبها ثابتاً، وهو ما يجعل قيمتها تتراجع "دفترياً" مع الرفع المتتالي لأسعار الفائدة.

وفي حالة رغبة المودعين السحب من أرصدتهم، تضطر البنوك لبيع تلك السندات إن لم تتوفر لها النقدية الكافية للوفاء بطلبات العملاء، وهنا تكون المشكلة لو كانت عوائد السندات المطلوب بيعها أقل من العائد المتاح البيع عنده في السوق الثانوية، حيث تتحول الخسائر الدفترية إلى خسائر حقيقية، على النحو الذي حدث مع بنك سيليكون فالي، الذي خسر نحو 1.9 مليار دولار من مبيعات اقتربت من 21 مليار دولار.

لكن مع الإجراء الجديد للبنك الفيدرالي، والذي مد به خطوط تمويل للبنوك الراغبة في الحصول على سيولة، أصبحت البنوك الآن قادرة على رهن السندات المتاحة لديها، كضمان بالقيمة الإسمية، للاقتراض من خلالها. ويعني ذلك أنه يمكن للبنوك تجنب بيع السندات الحكومية، والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، بخسارة، إذا احتاجوا إلى جمع الأموال، كما يقول موقع "ماركت واتش".

وبخلاف الأوراق المالية المشتراة للمتاجرة، والتي يتم بيعها عادة خلال فترة قصيرة، يتم الاحتفاظ باستثمارات الأوراق المالية في ميزانيات البنوك في واحد من الشكلين:

متاح للبيع AFS: حيث تستطيع البنوك بيع هذه الأوراق المالية (السندات في الغالب) في أي وقت، وبموجب القواعد المحاسبية، يلزم وضع علامة عليها للتسويق كل ربع سنة. وهذا يعني أن المكاسب أو الخسائر يتم تسجيلها لمحفظة المتاح للبيع بشكل مستمر، ويطلق عليها خسائر دفترية، ويتم إضافة المكاسب المتراكمة، أو طرح الخسائر، من إجمالي حقوق الملكية.

محتفظ بها حتى تاريخ الاستحقاق HTM: وهي سندات ينوي البنك الاحتفاظ بها حتى موقع استردادها بالقيمة الإسمية. وهذه يتم وضعها بالميزانيات بسعر التكلفة، ولا يتم وضع علامة عليها للتسويق كل ربع سنة.

المساهمون