مارتا أورتيغ... وريثة إمبراطورية "زارا" تواجه تحدي خسائر أزمة أوكرانيا

16 مايو 2022
مارتا أورتيغا (Getty)
+ الخط -

تواجه مارتا أورتيغا البالغة 38 عاماً، والتي توجت رئيسة لمجموعة "إنديتيكس"، المالكة لماركة "زارا" العالمية، تحديات عديدة أبرزها الخسائر المترتبة على الحرب الروسية في أوكرانيا.

خلفت مارتا أورتيغا والدها أمانسيو أورتيغا، في شهر أبريل/ نيسان الماضي، على رأس الإمبراطورية الإسبانية المتخصصة في النسيج والألبسة "إنديتيكس" المالكة لماركة زارا، التي توجد في 96 بلدا عبر شبكة تتكون من 6657 محلا و174 ألف أجير.
اختيرت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من قبل مجلس الإدارة، كي تخلف والدها الذي أسس تلك الإمبراطورية في الستينيات من القرن الماضي، حيث بدأ بزارا قبل أن يحدث ماركات أخرى، متمثلة في بول أند بير، وماسيمو دوتي، ستراديفاريوس، وأويشو، وزارا هوم، وأوتركو.
وتوجت أورتيغا في مستهل الشهر الماضي، وهي التي تبلغ الثامنة والثلاثين من العمر، رئيسة لمجموعة "إنديتيكس"، المالكة لماركة "زارا" التي تسود في سوق الملابس الجاهزة والموضة السريعة.

أصغر أبناء أمانسيو
توصف أصغر أبناء أمانسيو أورتيغا بأنها متكتمة ومتحفظة، لكنها كانت مستعدة للمنصب الجديد منذ سنوات، حيث يقول بابلو إسلا، الذراع الأيمن لمؤسس المجموعة الإسبانية، إن هذا الانتقال كان يتم الإعداد له منذ مدة طويلة.
رأت النور في العاشر من يناير/ كانون الثاني 1984، من الزواج الثاني للملياردير الإسباني، تخرجت من المعهد الأوروبي للأعمال بلندن في 2007، وبدأت مسارها المهني بائعة عادية في أحد محلات زارا بلندن، بعد دراسة إعدادية وثانوية بغاليسيا وسويسرا.

تحكي عن تلك الفترة قائلة في أحد حواراتها النادرة مع وول ستريت جورنال: "في الأسبوع الأول، ظننت أني لن أستمر، لكن بعد ذلك نصبح مدمنين على المحل".
يرى مراقبون أنها عندما التحقت بعد ذلك بالمقر الرئيسي لإنديتيكس بغاليسيا بإسبانيا، تعرفت على تفاصيل المجموعة، تعرفت أكثر على عالم الموضة، وعلى مدى سنوات، تمكنت من قيادة العديد من المشاريع.
ستحصل على مليون يورو في العام بعد توليها أمر مجموعة إنديتيكس التي حققت رقم معاملات في حدود 27.7 مليار يورو بزيادة بنسبة 36 في المائة، وستحظى بدعم مسؤولين تعرف جيدا مؤهلاتهم، خاصة أولئك الذين ينتمون لأسرتها.
في حوارها مع وول ستريت، أكدت أنها ستكرس حياتها من أجل تطوير ميراث والديها، متجهة نحو المستقبل مستخلصة الدروس من الماضي خدمة للشركة والمساهمين والعملاء.

المساهمة في تطور "زارا"
تعرف بأنها ساهمت في العقد ونصف العقد الأخير في تطور "زارا". واكتسبت خبرة كبيرة في تحليل اتجاهات الموضة، غير أن ذلك يضعها اليوم أمام تحديات يتوجب عليها رفعها، في مجموعة تبنت نموذجا مندمجا ساهم في توسعها في الخارج ومضاعفة رسملتها في البورصة.
سيكون عليها استحضار مواجهة تداعيات الحرب على نشاط المجموعة في السوقين الروسي والأوكراني، كما يفترض فيها التعاطي مع تأثيرات ذلك في سوق أوروبا الشرقية، والمشاكل الناجمة عن التوريد من الصين في ظل التدابير الاحترازية الأخيرة، وهو سوق تتوفر فيه المجموعة على 300 محل.

ينتظر منها تعويض الخسائر الناجمة عن الحرب في روسيا وأوكرانيا، وأن توسع حضور ماركات المجموعة في الولايات المتحدة الأميركية، والمضي في التحول الرقمي وتطوير البيع الإلكتروني، واقتراح منتجات ذات جودة عالية ومسؤولة من الناحية الايكولوجية وبأسعار تنافسية، خاصة في ظل التضخم.
وحسب مراقبين، فإن أورتيغا ستواجه أيضاً العديد من التحديات الأخرى في ظل حدة المنافسة في الأسواق العالمية، ما يفرض عليها استحداث وسائل من أجل استمرار نجاحات الإمبراطورية التي ورثتها عن والدها.
ويتصور المراقبون أنه يفترض في الرئيسة الجديدة ملاءمة الطموحات الاقتصادية ونموذج الإنتاج مع متطلبات العملاء الذين أضحوا أكثر انشغالا باحترام البيئة. وتزوجت أورتيغا، من كارلوس توريتا في حفل زفاف فخم، اعتبر وقتها من أبرز الأحداث إعلاميًّا في إسبانيا.

المساهمون