ماذا تعني تصفية عملاق العقارات الصيني "إيفرغراند"؟ إليك 9 معلومات أساسية

29 يناير 2024
مجمع "إيفرغراند مينغدو" التابع للمجموعة العقارية المتعثرة في جيانغسو (Getty)
+ الخط -

تتجه مجموعة "تشاينا إيفرغراند" China Evergrande، المطور الذي كان محور أزمة العقارات في الصين، إلى التصفية بعد أن أمرت محكمة في هونغ كونغ بذلك اليوم الاثنين.

ويُعد الأمر القضائي علامة فارقة قاتمة لشركة المؤسس هوي كا يان Hui Ka Yan بعد مرور أكثر من عامين على التخلف عن سداد ديونها. كما أنه يمثل فصلاً آخر من انهيار سوق الإسكان في الصين، الأمر الذي لا يزال يؤثر سلباً في النمو الاقتصادي.

لكن المفاجئ في الأمر أن التصفية لن تشمل كامل المجموعة، فثمة فارق كبير وجوهري بين نشاطها داخل هونغ كونغ وعملياتها في البر الصيني.

ولذلك، بعد الحكم القضائي بتصفية "إيفرغراند" هذا، ثمة 9 أسئلة طرحتها شبكة "بلومبيرغ" الأميركية وأجابت عنها على هذا النحو:

1 - كيف وصلت "إيفرغراند" إلى هنا؟

اعتمدت مجموعة "إيفرغراند"، التي أطلقها هوي عام 1996، على الاقتراض بكثافة لتغذية نموها. وأصبحت أكبر مقترض بالديون الدولارية بين أقرانها، وصارت لفترة من الزمن أكبر مطور في البلاد من حيث المبيعات.

لكن المجموعة واجهت مشكلة في إعادة تمويل ديونها اعتباراً من عام 2020، بعدما بدأت الحكومة تضييق الخناق على التحميل المالي الزائد في قطاع العقارات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، تخلفت المجموعة عن سداد سنداتها، الأمر الذي أعقبته مفاوضات مطوّلة مع الدائنين بهدف التوصل إلى خطة إعادة الهيكلة.

ورفع أحد المستثمرين في وحدة "إيفرغراند" دعوى قضائية في يونيو/حزيران 2022 سعياً لتصفية الشركة. وأجلت القاضية في القضية، ليندا تشان، الإجراءات مراراً وتكراراً لمنح "إيفرغراند" وقتاً لإبرام صفقة إعادة هيكلة. 

لكن في سبتمبر/أيلول، توقفت خطط إصلاح الديون عندما تم وضع هوي تحت سيطرة الشرطة للاشتباه في ارتكابه جرائم. ثم نفد صبر القاضية تشان أخيراً في 29 يناير/كانون الثاني، فأصدرت أمر التصفية في المحكمة العليا.

2 - ماذا سيحدث بعد تصفية "إيفرغراند"؟

بعد صدور قرار التصفية، ستكون المهمة الأولى للمحكمة تعيين جهة تدير التصفية ومن المرجح أن تتولى هذه الجهة إدارة الشركة.

ويتمثل التحدي طويل الأمد في كيفية تقسيم المجموعة المطورة التي تفوق التزاماتها البالغة 2.39 تريليون يوان (333 مليار دولار)، أصولها البالغة 1.74 تريليون يوان، والتي يظل معظمها في الصين القارية.

3 - ماذا يعني أمر تصفية "إيفرغراند" لحاملي السندات؟

يبقى أن يرى المراقبون ما إذا كان الحكم الصادر في هونغ كونغ مقبولاً في الصين القارية. إذ يتم تشغيل معظم مشاريع "إيفرغراند" من قبل وحدات محلية، وهو ما قد يكون من الصعب على المصفي الخارجي الاستيلاء عليه. ومن المرجح أن تستمر أعمال البناء وتسليم المساكن وغيرها من الأنشطة في البر الرئيسي أثناء تطوّر العملية.

يشير التداول في سندات "إيفرغراند" إلى آمال باهتة في التعافي. وحتى قبل حكم التصفية، كان يتم تداول معظم الأوراق النقدية بالدولار بنحو 1.5 سنت للدولار، حسبما تظهر البيانات التي جمعتها "بلومبيرغ". كما أن احتمالات إنقاذ بعض القيمة من وحدتَي "إيفرغراند" المدرجتين في هونغ كونغ قاتمة أيضاً، مع انخفاض القيمة السوقية لهما بأكثر من 80% منذ تقديم الالتماس.

كما لا تزال القاضية تشان تفسح في المجال لترتيبات إعادة الهيكلة حتى بعد التصفية. لكن حاملي السندات يشعرون بالإحباط.

في هذا الصدد، يقول الشريك في شركة المحاماة "كيركلاند أند إيليس" Kirkland & Ellis LLP والمستشار القانوني لمجموعة مخصصة من الدائنين، فيرغوس سورين: "لقد فشلت الشركة في التعامل معنا.. وفي هذه الظروف، لا تتحمل الشركة إلا لوم نفسها في إنهاء أعمالها".

4 – كيف تفاعلت السوق مع قرار تصفية "إيفرغراند"؟

تم تعليق التداول في أسهم "إيفرغراند" بعدما انخفض السهم 21% إلى نحو 16 سنتاً من هونغ كونغ اليوم الاثنين. وهذا ما أعطاها قيمة سوقية تبلغ 2.15 مليار دولار هونغ كونغي فقط، بانخفاض عن الذروة البالغة 414 ملياراً عام 2017.

وكان رد الفعل الأوسع أكثر هدوءاً، مما يشير إلى أن المستثمرين كانوا يتوقعون الحكم. وانخفض مؤشر "بلومبيرغ إنتليجنس" لأسهم المطورين الصينيين بما يصل إلى 1.4%.

5 - هل تنشر تصفية "إيفرغراند" العدوى بين مطوّري العقارات؟

لقد اتبع العديد من أقران "إيفرغراند" الشركة بالفعل في التخلف عن السداد. إذ يواجه أكثر من 10 مطورين صينيين جلسات استماع مطولة بشأن التصفية، بما في ذلك الشركتان متوسطتا الحجم "لوغان غروب" Logan Group Co و"كيسا غروب" Kisa Group Holdings Ltd.، لذا فإن كيفية تنفيذ حكم "إيفرغراند" ستتم مراقبتها عن كثب بحثاً عن أي سابقة.

وقبل صدور الحكم، أصدرت محاكم هونغ كونغ ما لا يقل عن 3 أوامر تصفية لشركات بناء صينية أخرى منذ بدء الأزمة عام 2021. لكن لم يقترب أي منها من "إيفرغراند" من حيث التعقيد وحجم الأصول وعدد أصحاب المصلحة المعنيين بملفها.

6 - كيف ستؤثر تصفية "إيفرغراند" في سوق العقارات الصيني؟

لا بد من أن تؤدي أي عناوين سلبية إلى الإضرار بالمشاعر الهشة السائدة أصلاً بين مشتري المنازل الصينيين. فقد كان الناس يتجنبون شراء منازل جديدة من مطوري القطاع الخاص خوفاً من عدم اكتمالها.

لذلك، استمرت مبيعات المنازل وأسعارها في الانخفاض حتى مع تكثيف السلطات خطواتها لدعم تمويل المطورين وتسهيل شراء المنازل على الناس.

وحول هذه النقطة، كتبت محللة "بلومبيرغ إنتليجنس" كريستي هونغ في مذكرة أن أمر التصفية "تتنافى مع الجهود السياسية الأخيرة لدعم السوق".

7 - ماذا سيحدث لرئيس "إيفرغراند" بعد تصفيتها؟

ثمة تساؤلات كبيرة حول مصير هوي منذ وضعه قيد التحقيق. وعن هذا الأمر، قالت القاضية تشان إن التصفية ستساعد في معالجة القضايا، بما في ذلك قبضة الرئيس على ما تبقى من إمبراطوريته العقارية. والأمر المؤكد هو أن ثروته التي بلغت ذروتها عند 42 مليار دولار عام 2017، أصبحت الآن في حالة يرثى لها.

8 - لماذا غابت أي خطة لإنقاذ "إيفرغراند"؟

أطلقت الصين حملة صارمة على قطاع العقارات تماشياً مع شعار الرئيس شي جين بينغ بأن المنازل مخصصة للعيش لا للمضاربة. ويظل هذا النهج سليماً، حتى لو بدأت السلطات في تفكيك بعض الجوانب الأكثر تشدداً في هذه السياسة.

ويريد شي أن يأتي النمو الاقتصادي من مجالات مستدامة مثل التصنيع والخدمات، بدلاً من ضخ كميات لا نهاية لها من الخرسانة والصلب لإنتاج الشقق. كما أبدت الحكومة القليل من الاهتمام بإنقاذ المستثمرين الأجانب بشكل فعال في السندات ذات العائد المرتفع.

9 - ماذا تقول "إيفرغراند" بعد قرار التصفية؟

على أثر صدور القرار، قال الرئيس التنفيذي للمجموعة شون سيو اليوم الاثنين، إن "إيفرغراند" ستتواصل بنشاط مع المصفي وتنسّق العملية ذات الصلة. وقال في بيان مكتوب إن الشركة "بذلت كل الجهود الممكنة وتأسف بشأن أمر التصفية"، لكنه لم يذكر ما إذا كانت ستستأنف أم لا.

وشدد سيو على أن أمر التصفية يخص كيان "إيفرغراند" المدرج في هونغ كونغ، بينما تظل إدارة وتشغيل الشركات الأخرى في المجموعة من دون تغيير. وستسعى الشركة إلى ضمان استقرار عملياتها في البرل الصيني، والمضي قُدُماً في تسليم المنازل.

المساهمون