مؤشر الفساد حول العالم: الولايات المتحدة خارج أول 25 دولة للمرة الأولى

25 يناير 2022
جهود مكافحة الفساد تراجعت بدعوى مكافحة تداعيات كورونا (فرانس برس)
+ الخط -

لم تحرز معظم البلدان أي تقدم يذكر في خفض مستويات الفساد على مدى العقد الماضي، وأثرت استجابة السلطات لجائحة كوفيد-19 في العديد من الأماكن على المساءلة، وفقاً لتقرير صدر الثلاثاء عن منظمة لمكافحة الكسب غير المشروع.

وجد مؤشر مدركات الفساد لعام 2021 الصادر عن منظمة "الشفافية" الدولية، اليوم الثلاثاء، والذي يقيس مدركات الفساد في القطاع العام، وفقاً للخبراء ورجال الأعمال، أنه "يتم تقويض الحقوق والضوابط والتوازنات بشكل متزايد، ليس فقط في البلدان التي تعاني من الفساد المنهجي والمؤسسات الضعيفة، ولكن أيضا في الديمقراطيات الراسخة".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

من بين قضايا أخرى خلال العام الماضي، أشار التقرير إلى استخدام برنامج "بيغاسوس"، الذي ارتبط بالتجسس على نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين والسياسيين في جميع أنحاء العالم.

تابع التقرير أنّ الجائحة "استخدمت في العديد من البلدان كذريعة لتقليص الحريات الأساسية وتجنب الضوابط والتوازنات المهمة".

مؤشر الفساد 2021 (منظمة الشفافية الدولية)

وقالت منظمة "الشفافية" الدولية ومقرّها برلين، إنه في أوروبا الغربية؛ المنطقة التي سجلت أفضل النتائج بشكل عام، أعطت الجائحة للبلدان "ذريعة للتهاون في جهود مكافحة الفساد، حيث يتم إهمال إجراءات المساءلة والشفافية أو حتى تراجعها".

وأضافت أنه في بعض الدول الآسيوية، "تم استخدام كوفيد-19 أيضاً كذريعة لقمع الانتقادات". وأشارت إلى زيادة المراقبة الرقمية في بعض الدول والنهج الاستبدادي في دول أخرى.

الدول الأكثر نزاهة

يصنف التقرير البلدان على مقياس من 0 "الأكثر فسادا" إلى 100 "الأكثر نزاهة". تعادلت الدنمارك ونيوزيلندا وفنلندا في المركز الأول برصيد 88 نقطة لكل منها.

ولم يتغير رصيد أول دولتين، بينما ارتفع رصيد فنلندا بثلاث نقاط. واحتلت النرويج وسنغافورة والسويد وسويسرا وهولندا ولوكسمبورغ وألمانيا، باقي المراكز العشرة الأولى، واحتلت المملكة المتحدة المركز الحادي عشر برصيد 78 نقطة.

الولايات المتحدة، التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى 67 نقطة في عام 2020، احتفظت بهذه النتيجة هذه المرة لكنها تراجعت مرتبتين إلى المركز 27.

وقالت منظمة "الشفافية" الدولية إنّ الولايات المتحدة سقطت من قائمة الدول الـ25 الأولى لأول مرة "لأنها تواجه هجمات مستمرة على الانتخابات الحرة والنزيهة، ونظام تمويل حملات غامض".

وقالت المنظمة إنّ كندا، التي تراجعت ثلاث نقاط إلى 74 نقطة، ومرتبتين إلى المركز 13، "تشهد زيادة في مخاطر الرشوة والفساد في مجال الأعمال".

وأضافت أن نشر وثائق باندورا أظهر كندا على أنها "مركز للتدفقات المالية غير المشروعة، مما يؤجج الفساد العابر للحدود في جميع أنحاء المنطقة والعالم".

الدول الأعلى فسادا

يصنف المؤشر 180 دولة ومنطقة. وجاء جنوب السودان في ذيل القائمة برصيد 11 نقطة. الصومال، التي تقاسمت معها المركز الأخير في عام 2020، تعادلت هذه المرة مع سورية في المركز الثاني بـ13 نقطة، تليها فنزويلا بـ 14 نقطة، ثم اليمن وكوريا الشمالية وأفغانستان بالتعادل بـ16 نقطة لكل منها.

قلق إسرائيلي

من جانبها، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن إسرائيل حصلت على أدنى مكانة لها في مؤشر الفساد العالمي لعام 2021.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل حصلت على 59 درجة من 100 درجة، بينما حصلت في عام 2016 على 64 درجة.
وأشارت إلى أن هذه المرة الأولى التي تحصل إسرائيل على درجة دون 60 في مؤشر الفساد العالمي؛ محذرة من أنها تتجه للانحدار نحو 50 درجة لتكون ضمن الخط الأحمر الذي يضم الدول التي ينظر إليها على أنها دول فاسدة.

ويواجه عدد كبير من كبار المسؤولين والساسة في إسرائيل حاليا، تهما بالفساد واستغلالهم مناصبهم لخدمة مصالحهم الشخصية؛ وعلى رأس هؤلاء رئيس الوزراء السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.

جهود راكدة

وقالت منظمة "الشفافية" الدولية إنّ السيطرة على الفساد راكدة أو ساءت في 86% من البلدان التي شملتها الدراسة في السنوات العشر الماضية.
في ذلك الوقت، شهدت 23 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمجر وبولندا، انخفاضاً كبيراً في مؤشرها، بينما تحسنت 25 دولة بشكل ملحوظ. وهي تشمل إستونيا وسيشيل وأرمينيا.
يصدر مؤشر مدركات الفساد منذ عام 1995، ويتم حسابه باستخدام 13 مصدراً مختلفاً للبيانات التي توفر تصورات عن فساد القطاع العام من رجال الأعمال وخبراء الدول. تشمل المصادر البنك الدولي والمنتدى الاقتصادي العالمي وشركات المخاطر والاستشارات الخاصة.
 
المساهمون