قالت الرئاسة الفرنسية إن مؤتمراً دولياً حول لبنان جمع أكثر من 357 مليون دولار من المساعدات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للبلاد، بعد عام واحد من انفجار هائل في ميناء بيروت.
وحسب وكالة "أسوشييتد برس"، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء، إن المؤتمر الافتراضي، الذي استضافته فرنسا والأمم المتحدة، كان يهدف إلى إظهار الدعم للشعب اللبناني.
وقال ماكرون إن فرنسا ستقدم 100 مليون يورو (118.6 مليون دولار) في الأشهر المقبلة، وسترسل باريس أيضاً 500 ألف جرعة من لقاحات كوفيد-19 للبلاد.
كما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي خاطب المؤتمر في رسالة بالفيديو، بتقديم 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة. ويشارك في المؤتمر نحو 40 رئيس دولة وحكومة ودبلوماسياً ورؤساء منظمات دولية، بحسب مكتب ماكرون.
ومن بين المشاركين في المؤتمر الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل. وقدرت الأمم المتحدة الاحتياجات الإنسانية الحالية للبنان بما لا يقل عن 357 مليون دولار. وقال مكتب ماكرون إن المساعدات ستركز على الغذاء والمدارس والقطاع الصحي وإمدادات المياه النظيفة.
ويهدف مؤتمر الأربعاء أيضاً إلى زيادة الضغط على القادة اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والبدء في إعادة إعمار البلاد. ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، ومأزق سياسي أبقى البلاد بدون حكومة عاملة لمدة عام كامل.
وقال بايدن: "لن يكون أي قدر من المساعدة الخارجية كافياً على الإطلاق، إذا لم يلتزم قادة لبنان بالقيام بالعمل الجاد ولكن الضروري لإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد. هذا ضروري، ويجب أن يبدأ الآن". وقال ماكرون إن السياسيين اللبنانيين جعلوا الوضع "أسوأ من خلال وضع مصالحهم الفردية والسياسية فوق مصالح اللبنانيين، ولبنان بالتأكيد يستحق الأفضل". وأضاف أن المساعدات الإنسانية الموعودة يوم الأربعاء ستكون غير مشروطة. لكنه حذر من أنه "لن يكون هناك شيك على بياض للنظام السياسي اللبناني لأنه متخلف عن السداد... يبدو أن القادة اللبنانيين يختارون التدهور (للوضع). يؤسفني ذلك. أعتقد أنه خطأ تاريخي وأخلاقي".
من جانبه أكد شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي تبنى قبل أيام "إطار عقوبات... لاستهداف أولئك الذين يعرقلون جهود إنهاء الأزمة السياسية في لبنان. من الواضح أننا نأمل ألا نضطر إلى تفعيله".
وقاد ماكرون، الذي ذهب إلى بيروت مرتين منذ الانفجار الذي وقع في الميناء، جهوداً دولية لمحاولة مساعدة المحمية الفرنسية السابقة من خلال تقديم مساعدات طارئة. وجمع مؤتمر العام الماضي حول لبنان، الذي نظم في أعقاب الانفجار، نحو 280 مليون يورو (332 مليون دولار).
وفقًا للأمم المتحدة، يعيش أكثر من نصف اللبنانيين الآن في فقر، ويعاني واحد من كل ثلاثة لبنانيين من انعدام الأمن الغذائي، ويواجه ما يقرب من أربعة ملايين شخص خطر عدم الحصول على مياه صالحة للشرب.
"أسوشييتد برس "