شهدت أسعار اللحوم الحمراء قفزات قياسية في الأسواق الشعبية في طرابلس وسجلت أعلى مستوى لها وصل إلى سعر 73 دينارا ما يعادل 15 دولاراً للكيلو من اللحوم الوطنية، فيما أكد تجار ومربون لـ"العربي الجديد" أن نفوق 40% من الثروة الحيوانية في المنطقة الشرقية، بسبب عاصفة "دانيال" التي ضربت المناطق الشرقية في سبتمبر/أيلول الماضي. (الدولار= 4.87 دنانير).
وقال تاجر المواشي سالم كشاكة لـ"العربي الجديد" إن أسعار اللحوم الحمراء ارتفعت، بسبب نقص المعروض في الأسواق، مضيفاً أن الأسعار سوف تزداد إلى أكثر من 73 ديناراً في حالة عدم ضبط السوق ووضع حل للنقص الحاصل في الثروة الحيوانية.
من جهته، أكد المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي لـ"العربي الجديد" أن الأسعار ارتفعت 35% منذ كارثة درنة في سبتمبر لجميع أنواع اللحوم الحمراء، لأن السعر يتواصل في الارتفاع.
وأضاف أن هناك غياب أجهزة الدولة الرقابية لمتابعة الأسعار، لا سيما بوجود سعر استرشادي للحوم بين 48 و50 ديناراً للسعر اللحم الخراف المحلية والمستورد بـ35 ديناراً من وزارة الاقتصاد وسط غياب الجهات الرقابية في فوضى الأسواق.
وقال مدير إدارة فرع الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر صالح بومباركة لـ"العربي الجديد" نفوق 40% من الثروة الحيوانية في بلدية البيضاء جرّاء العاصفة، مطالباً بضرورة التدخل الحكومي وتعويض الأهالي وتدخل الدولة من أجل تعويض المربين ولهم أكثر من شهرين من دون تقديم مساعدة لهم.
وبلغ متوسط استهلاك الفرد في ليبيا 33.5 كيلوغراماً للشخص الواحد سنوياً تقريباً، وفقاً للإحصاءات المتوافرة عن العام 2016.
واستوردت ليبيا 378.16 مليون دولار من لحوم الأبقار والابل المجمدة لتغطية متطلبات السوق المحلي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
ويؤكد مورد المواشي علي بن صالح لـ"العربي الجديد" أن أسعار اللحوم المحلية ارتفعت منذ كارثة درنة نظراً إلى نقص العرض وزيادة الطلب، وبالتالي يجب وضع خطة للمحافظة على الثروة الحيوانية وتعويض المتضررين من الفيضانات بدعمهم أو شراء المواشي لهم، وقال إن أسعار لحوم الأبقار والابل ارتفعت هي أيضاً.
في السياق، أوضح رئيس اتحاد المربين والفلاحين أحمد أبو جلالة لـ"العربي الجديد" أن المنطقة الشرقية تشكل 40% من إنتاج ليبيا من الثروة الحيوانية جلها في منطقة الجبل الأخضر مما قد يتسبب في غلاء أسعار اللحوم والمواشي والخضروات التي شهدت قفزات قياسية قبل يومين.
ولا تزال ليبيا التي مزقتها الحرب منقسمة بين حكومة عبد الحميد الدبيبة المدعومة من الأمم المتحدة في غرب البلاد والحكومة المؤقتة المكلفة من مجلس النواب في شرقها.
ودمرت موجة بلغ ارتفاعها 7 أمتار المباني، وجرفت البنية التحتية إلى البحر. وكانت مدن درنة وسوسة وتنكس والبيضاء والمرج وشحات الأكثر تضرراً بعد انهيار السدين في درنة. وفقدت أعداد لا حصر لها من العائلات أحباءها ومنازلها وممتلكاتها.
وقال مسعود الأحمر وهو من أصحاب الدخل المحدود لـ"العربي الجديد" إن "اللحوم الحمراء لا نعرفها إلا في موسم العيد، والدخل يكفي للحوم الدواجن التي سعرها في زيادة أيضاً ووصل إلى 13 ديناراً للكيلو".