لهذه الأسباب ظلت أسعار النفط هادئة رغم تصعيد الحرب في لبنان بين إسرائيل وحزب الله

22 يونيو 2024
حاوية نفط في مياه المتوسط، 15 فبراير 2024 (دانيال شامكن/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- استقرار أسعار النفط على الرغم من التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، حيث لم تؤثر الهجمات المتبادلة على الأسعار بشكل ملحوظ.
- تحليلات تشير إلى أن عدم تأثير الصراع على أسعار النفط يعود لعدم كون إسرائيل ولبنان منتجين رئيسيين للنفط، بالإضافة إلى ارتفاع المخزونات الأميركية ومخاوف النمو الاقتصادي العالمي.
- السوق العالمية تظهر تكيفًا مع التقلبات الجيوسياسية والتكنولوجية، وتأثير الصراعات مثل الحرب بين إسرائيل وحزب الله على أسعار النفط يبقى محدودًا نظرًا لعوامل متعددة منها الإنتاج والمخزونات العالمية.

ظلت أسعار النفط هادئة على الرغم من تصعيد الحرب على الجبهة اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، حيث شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجمات على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان، فيما صعّد الحزب من نطاق هجماته بالصواريخ والمسيّرات؛ تصعيد كان من المفترض أن يثير المخاوف بشأن إمدادات النفط الخام، لكنه فشل في دفع أسعار النفط نحو الارتفاع أمس الجمعة. ما هي الأسباب وراء هذا الهدوء؟

في تفسير ذلك، قالت أنجي جيلديا، رئيسة قسم الطاقة الأميركية في شركة KPMG، لنشرة ماركت ووتش: "تظل الحكمة التقليدية هي أن الصراع الأوسع في الشرق الأوسط أو أي انقطاع كبير في إنتاج النفط أو النقل يمكن أن يتسبب في ارتفاع الأسعار، على الأقل مؤقتًا". ولكن لا يبدو أن هذا هو الحال يوم الجمعة. إذ فشلت أسعار النفط في العثور على الكثير من الدعم على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة ضربت "البنية التحتية" لحزب الله في جنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي أيضًا إنه اعترض بنجاح "هدفًا جويًا مشبوهًا عبر من الأراضي اللبنانية".

ويرى محللون أن السبب في عدم ارتفاع أسعار النفط يعود إلى أن لبنان وإسرائيل ليسا من الدول نفطية أو تؤثر مياههما على حركة حاويات النفط، أما العامل الثاني فيعود إلى ارتفاع المخزونات الأميركية من الخامات البترولية، فيما يرتبط العامل الثالث بمخاوف النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في أوروبا والصين.

وقد هدد حزب الله بأنه لن يكون هناك أي مكان آمن في إسرائيل وأن الصراع قد يشمل قبرص. ومع ذلك، قالت جيلديا: "لقد اعتادت السوق على التقلبات المركبة، ومزيج من المخاطر على المدى القريب مثل الاضطرابات الجيوسياسية والتكنولوجية، والتغيرات الهيكلية طويلة المدى في الاقتصاد، بما في ذلك تحول الطاقة والتضخم الثابت".

وقال ستيوارت غليكمان، محلل أسهم الطاقة في مركز CFRA للأبحاث بأميركا، إن العلاقة بين إسرائيل وحزب الله، "بعبارة ملطفة، ليست ودية"، وإن معركة عسكرية كبيرة بين حزب الله وإسرائيل "سيكون من الصعب على إسرائيل التعامل معها". وأشار إلى أن القدرات العسكرية لحزب الله من المرجح أن تكون أقوى بكثير مما تستطيع حماس أن تفعله في قطاع غزة.

وأضاف غليكمان أن لبنان لا ينتج النفط الخام فعليا، ولا غزة كذلك، "وبالتالي فإن تأثير هذه المعارك على أسعار النفط كان محدوداً".

وفي يوم الجمعة، استقر خام برنت القياسي العالمي تسليم أغسطس/آب عند 85.24 دولارًا للبرميل في بورصة ICE Futures Europe، بانخفاض 47 سنتًا، أو ما يقرب من 0.6%، على الرغم من أنه سجل مكاسب أسبوعية بنسبة 3.2%. وشهد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي تراجعاً في عقد أغسطس/آب بمقدار 56 سنتاً، أو 0.7%، ليستقر عند 80.73 دولارًا في بورصة نيويورك التجارية.

المساهمون