لعنة بيتكوين تصيب شركات السيارات الصينية

25 فبراير 2021
أسهم شركات السيارات الصينية تقتفي أثر "تسلا" في سوق المال (Getty)
+ الخط -

رغم أن العديد من شركات السيارات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة لم تكن منخرطة في الاستثمار في عملة بيتكوين الرقمية، إلا أن الهبوط الأخير في قيمة العملة أصاب أسهم هذه الشركات في العمق، لمجرد اقتفائها أثر أسهم شركة "تسلا" الأميركية لصناعة المركبات الكهربائية، التي تكبد مؤسسها إيلون ماسك خسائر كبيرة على خلفية استثمار شركته في بيتكوين.

فقد بددت أسهم "تسلا" كل المكاسب التي حققتها منذ عام حتى نهاية تعاملات يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تداولها دون المستوى الذي كانت عليه عندما دخلت مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

وتراجع سعر السهم بنسبة 13% إلى 619 دولاراً في بورصة نيويورك، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، لتصل نسبة خسائره منذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى 31%.

وجاء الأداء في أوائل الأسبوع وسط عمليات بيع واسعة النطاق في السوق مدفوعة جزئياً بتعليقات الرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، خلال عطلة نهاية الأسبوع، بأن أسعار بيتكوين ومنافستها الأصغر إيثريوم "تبدو مرتفعة"، وذلك بالتزامن مع هبوط عملة بيتكوين الأكثر رواجا في العالم.

خسرت العملة hgvrldm نحو 11 ألف دولار من قيمتها، يوم الاثنين الماضي

وجاءت رسالة ماسك عبر وسيلته المفضلة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد أسبوعين من إعلان "تسلا" استثمار 1.5 مليار دولار في بيتكوين.

لكن سرعان ما خسرت العملة نحو 11 ألف دولار من قيمتها، يوم الاثنين الماضي، بعد تحذيرات بشأن التداول بها والمخاطر العالية التي ترافق استثمارها، لتصل إلى 47.4 ألف دولار، قبل أن تستعيد جزءاً من خسائرها وتستقر عند نحو 50 ألف دولار للوحدة.

وبالتزامن مع تصرحات ماسك المتشائمة والمغايرة لنبرته السابقة حول الاستثمار في العملات الرقمية وجاذبية أرباحها، حذرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين من خسارة المستثمرين أموالهم بسبب ضخ استثمارات في العملة الافتراضية، مشيرة إلى أن "المضاربة هي أساس تذبذبات سعر بيتكوين، وهذا عالي الخطورة".

وكتب دانيال آيفز، المحلل في شركة "ويدبوش" الأميركية للخدمات المالية والاستثمار، في ملاحظة للعملاء، أن "تسلا" هي مسرحية سيارة كهربائية تدخل العصر الذهبي للمركبات الكهربائية، بينما هناك قلق مستمر من أن العرض الجانبي لبيتكوين يمكن أن يطغى على قصة نمو السيارة الكهربائية التي تلعبها تسلا في عام 2021 وما بعده".

وبجانب القلق من استثمارات تسلا في بيتكوين، هناك عوامل أخرى حديثة قد تؤدي أيضاً إلى تقليل بريق تقييم عملاق صناعة السيارات الكهربائية الأميركي.

وأوضح آيفز، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الأربعاء، أن قرار الشركة بالتوقف عن تلقي طلبات للحصول على النسخة الأقل سعراً من طراز سيارتها "واي" (Y)، كما ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، قد يقلل أيضاً من حماسة المستثمرين.

بالإضافة إلى ذلك، أكد التدفق المستمر لأخبار تطوير السيارات الكهربائية من صانعي السيارات التقليديين، مثل شركة جنرال موتورز، وفورد موتور، وهم يستعدون للدخول في سباق الكهرباء، على أن "تسلا" ليست الطريقة الوحيدة للحصول على فرص في سوق التحول القادم في قطاع السيارات.

وفي خضم أزمة تسلا مع البيتكوين والمبيعات، امتدت التداعيات إلى أسهم شركات السيارات الكهربائية الصغيرة، خاصة الصينية، التي عادة ما تأخذ إشارات التداول اليومية من "تسلا".

فقد تكبدت شركات تصنيع السيارات الكهربائية المدرجة في سوق المال الأميركية خسائر حادة لاقتفائها أثر أسهم التراجع الصادم لسهم "تسلا".

وتراجعت أسهم شركة "إكس بنغ إنك" بنسبة 33% عن أعلى مستوياتها الأخيرة، في حين انخفضت أسهم "لي أوتو"، المملوكة لرجل الأعمال الصيني لي شيانغ، بنسبة 27% عن ذروتها التي حققتها في أوائل يناير/ كانون الثاني 2021. وعلى المنوال نفسه سارت أسهم شركة "نيو إنك" بهبوط بلغت نسبته 22%.

تكبدت شركات تصنيع السيارات الكهربائية المدرجة في سوق المال الأميركية خسائر حادة

وكان سعر "إكس بنغ إنك" قد تضاعف في 2020 أكثر من أربع مرات منذ طرحها العام الأولي، كما تضاعف سعر "لي أوتو" أكثر من ثلاثة أضعاف، فيما صعد سهم "نيو إنك" بأكثر من 1100% في 2020، متفوقاً على الصعود المذهل لـ"تسلا" الذي بلغ 743%.

وامتد التراجع أيضاً إلى الأسهم المدرجة في هونغ كونغ لمجموعة "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيهيكل غروب"، التي تراجعت بنسبة 23% الأسبوع الجاري. كما تراجعت أسهم شركة "بي واي دي" بنسبة 18%.

المساهمون