لبنان يعوّل اقتصادياً على السياحة الشتوية

03 فبراير 2023
موسم التزلج يبشر بالخير مستقطبا مغتربين وسائحين أجانب (Getty)
+ الخط -

يُعوّل لبنان على موسم الشتاء والتزلّج لاستكمال "تألّق" القطاع السياحي الذي برز في فترة الأعياد وقبلها في الصيف، بتحقيقه عائدات سياحية تجاوزت الـ5 مليارات دولار، وذلك بعد انقطاع دام تقريباً عامَيْن بفعل الأوضاع السياسية والاقتصادية وجائحة كورونا.

وأعلن وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصّار عن إطلاق "Lebanon Snow Festival" بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط، والذي يأتي ضمن الحملة السياحية الشتوية للوزارة "عيدا عالشتوية".

ودعا نصّار، في بيان المنتشرين اللبنانيين في دول العالم وبلاد الانتشار والسّياح الأجانب، للقدوم إلى لبنان والاستمتاع بموسم الثلج والتزلّج في مختلف المناطق ومراكز التزلّج، مستفيدين من الأسعار المخفضة لتذاكر السفر التي وضعتها شركة ميدل إيست بالتعاون مع الوزارة ابتداءً من يوم الجمعة في 3 فبراير/ شباط الجاري ولغاية 31 مارس/آذار المقبل ضمناً، والتي ستشمل دول العالم كافة.

واعتبر وزير السياحة أن "الفترة المقبلة تتطلب تعاوناً وتضامناً بين المؤسسات السياحية والنقابات السياحية كافة، والوزارات والأجهزة الأمنية المعنية، لتحقيق النجاح المطلوب واستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح والمنتشرين، إذ سنقوم بمتابعة الموسم بصورة يومية مع اللجان التنسيقية لكل منطقة ومركز تزلج، ومع النقابات السياحية".

وتضرب لبنان منذ أيام عاصفة ثلجية اعادت الأمل لأصحاب المنتجعات السياحية ومراكز التزلج الذين يعوّلون على الموسم اقتصادياً، وقد سجل توافد لمواطنين لبنانيين ومن دول عربية، للاستمتاع بالثلوج وممارسة هواية التزلج.

ونجح لبنان في فترة الأعياد باستقطاب أعداد كبيرة من المغتربين والسياح شكّلت متنفّساً للمؤسسات السياحية بالدرجة الأولى في ظلّ الأزمة الاقتصادية الحادّة التي تعيشها البلاد، وأنعشت قطاعات كانت تكافح للصمود بوجه الانهيار المالي الجارف.

في السياق، تقول منسقة الحملة الشتوية لوزارة السياحة "عيدا الشتوية" المهندسة رانيا عبد الصمد، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد نجاح حملة "أهلا بهالطلة" لصيف 2022 أردنا الاستمرار بهذه الخطوة في الشتاء وبعد موسم الأعياد الذي شهد قدوم المغتربين بالدرجة الأولى، من هنا كان استخدام شعارات وصور تعنى بالأفراد وشمل العائلات، وتستهدف خصوصاً اللبنانيين الذين يعملون في الخارج ودول الخليج، ودائماً ما يحرصون على زيارة لبنان في كل مناسبة".

وتلفت عبد الصمد إلى أن "توقعاتنا كانت تلامس 500 إلى 600 ألف شخص، لكن العدد تخطى الـ600 ألف في فترة العيد، وهو رقم لافت وإيجابي جداً، ونأمل استمرار التوافد طوال موسم الشتاء"، مشيرة إلى أن الحملة الاعلانية "لم تكبّد الخزينة أي تكاليف مالية، لأنها اعتمدت على القطاع الخاص، والتبرعات، والتعاون بين الوزارات والنقابات والجهات المعنية كان أساس النجاح".

وتشير عبد الصمد إلى أن "الصيف كان حافلاً، وسجل دخول مليون و600 ألف شخص إلى لبنان، والحملة الصيفية شجعت الناس أكثر على زيارة لبنان في موسم الشتاء الذي فاقت عائداته السياحية أيضاً التوقعات وتجاوزت المليار دولار، الأمر الذي ساهم في تنشيط الاقتصاد والكثير من القطاعات، سواء السياحية من فنادق التي بلغت الحجوزات فيها نسبة الـ100%، والمطاعم والمقاهي وأماكن السهر التي كانت صالاتها ممتلئة".

وتضيف: "كذلك، طاولت المزارعين والمنتجات البلدية والجمعيات التي نظمت نشاطات في الطبيعة، عدا عن بيوت الضيافة التي نشطت كثيراً وهي قد برزت في فترة كورونا، كما لاحظنا أن مؤسسات كثيرة عاودت نشاطها بعدما كانت أقفلت أبوابها من جراء الأزمة، وكل منطقة استفادت بدورها من الحركة السياحية وقطاعاتها الخدماتية، سيما أنها نظمت نشاطات ميلادية مميزة كانت جاذبة بدورها".

وتلفت عبد الصمد إلى أن "معظم الوافدين إلى لبنان خلال فترة الأعياد كانوا من اللبنانيين المغتربين بنسبة 75%، و25% من جنسيات أخرى عراقية، أردنية ومصرية بالدرجة الأولى، وكان هناك تحسن ملحوظ في الزوار الخليجيين، عدا عن بعض السياح الأوروبيين والأميركيين".

وتشير المتحدثة ذاتها إلى أن "أزمة كورونا خلقت سياحات جديدة في لبنا،ن سيما بيوت الضيافة التي فتح وزير السياحة وليد نصار باب التسجيل لها وتقديم أوراقها، فبلغت 150 بيتاً، وأيضاً رياضات السير أو المشي الجبلي، أو ما يعرف بـ"الهايكينغ" وهذا كان له صداه أيضاً في موسم الأعياد، ونتوقع استمراره في الشتاء، فهذا الوطن يتمتع بطبيعة خلّابة تليق بمحبي هذه الأنشطة".

كذلك، تلفت عبد الصمد إلى أن "العمل مستمرّ لجذب وافدين إلى لبنان في موسم الشتاء والتزلج، وهناك اجتماعات متواصلة تعقدها وزارة السياحة مع وكالات السفر والنقابات، وأصحاب مراكز التزلج للتعاون وزيادة الإقبال من خلال حزم تشجيعية".

وفي وقتٍ يعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ أواخر عام 2019، ويشهد انهياراً تخطى التسعين في المئة في قيمة عملته الوطنية، وبدأ يدخل مرحلة الدولرة الشاملة، بيد أن القطاع السياحي يسجل منذ فترة نشاطاً ملحوظاً، حتى على صعيد المهرجانات والحفلات التي استأنفت عملها بعد توقف لسنتين، وعادت لتستضيف نجوما من الصفوف الأولى، علماً أن أكثرية التذاكر تسعّر بالدولار وتباع بالعملة الصعبة.

وعلى الرغم من الأرقام الجيدة التي تسجل سياحياً، بيد أن الكثير من المواطنين المقيمين في لبنان الذين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية باتوا يعتبرون لبنان بلد السائحين والمغتربين وحملة الدولار فقط، وهم أصبحوا محرومين من الاستمتاع بمواسمه، خصوصاً أن تسعيرات القطاع السياحي باتت كلها بالدولار الأميركي.

المساهمون