لبنان يراهن على مليونَي سائح هذا الصيف لتحريك اقتصاده المتعثر

لبنان يراهن على مليونَي سائح هذا الصيف لتحريك اقتصاده المتعثر

09 يوليو 2023
يتوقع لبنان استقبال نحو مليوني زائر خلال الصيف (الأناضول)
+ الخط -

رغم انهيار اقتصاده الوطني، يبقى لبنان بطبيعته الساحرة الخلابة وشعبه المحب للحياة الوجهة المفضلة لدى السياح العرب والأجانب، وأبنائه المغتربين المنتشرين في غالبية دول العالم، وذلك على الرغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف به.

وتعتبر السياحة في لبنان ذات أهمية كبيرة، إذ تعد من أبرز مصادر الدخل الوطني، إلى جانب مساهمتها في تنشيط القطاعات الأخرى مثل الفنادق والمطاعم والنقل السياحي.

وتفيد توقعات رسمية هذا العام بأن حوالي مليوني شخص سوف يزورون بيروت خلال هذا الصيف، وسط تقديرات بأن يحقق موسم السياحة الواعد إيرادات بقيمة 6 مليارات دولار مقارنة مع أكثر من مليون ونصف سائح الصيف الماضي بإيرادات 4 مليارات دولار.

وفي هذا السياق، أكد زياد المكاري، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن السياحة تعتبر الرافد الأول للاقتصاد اللبناني في ظل الأزمة المالية والاقتصادية التي تشهدها البلاد، لافتا إلى أن جزءا كبيرا من الاقتصاد اللبناني مرتبط بالسياحة.

وأعلن عن إقامة عدد كبير من المهرجانات لهذا الصيف من أجل تشجيع السياح العرب والأجانب والمغتربين على زيارة لبنان.

واعتبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في تصريحه لـ"قنا"، أن السياحة هي أهم حافز لعودة العديد من المغتربين اللبنانيين إلى لبنان هذا الصيف، إلى جانب كون السياحة تساهم في تشغيل المؤسسات السياحية من مطاعم ومنتجعات وبيوت ضيافة.

وأكد المكاري على ضرورة انتظام عمل المؤسسات في لبنان، وأولها انتخاب رئيس للبلاد، بما يساهم في عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى لبنان ويشجع المزيد من السياح على زيارته.

ويعتبر لبنان وجهة سياحية جميلة ومتنوعة، تتميز الطبيعة فيه بمناظرها الخلابة وتاريخها الغني. ويمكن للسياح الاستمتاع بالشواطئ الساحرة، والتزلج في الجبال، وزيارة المدن التاريخية مثل بيروت وصيدا وبعلبك وطرابلس. كما يتمتع لبنان بثقافة فريدة ومأكولات شهية، وتعتبر السياحة في لبنان تجربة رائعة للمسافرين الباحثين عن مزيج من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي.

تشير التوقعات إلى أن نحو مليوني شخص سوف يزورون لبنان خلال موسم الصيف الجاري

ويؤكد مراقبون أن قطاع السياحة الواعد يساهم في تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تلقي بثقلها على اللبنانيين، حيث يعاني لبنان أزمة اقتصادية ومعيشية، وصنف البنك الدولي الأزمة اللبنانية من بين الأزمات العشر الأسوأ، وربما من بين الثلاث الأسوأ عالميا منذ القرن التاسع عشر، في حين كشفت "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا" (إسكوا)، في تقرير لها مؤخرا، عن ارتفاع نسبة الفقر في لبنان إلى أكثر من 82% بين السكان.

وأعرب مسؤولون في لبنان عن يقينهم بأن لبنان سيشهد موسما سياحيا واعدا يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني، حيث توقع وليد نصار، وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، في تصريح، أن يستقبل لبنان خلال الموسم السياحي الحالي مليوني مغترب وسائح، سيساهمون في تحريك العجلة الاقتصادية.

ولفت الوزير نصار إلى الحملات السياحية للوزارة التي انطلقت تحت عناوين شتى، منها "أهلا بهالطلة"، والتي تساهم بشكل مباشر في حث اللبنانيين في بلاد الانتشار والسياح الأجانب على القدوم إلى لبنان.

وأكد وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية على جهوزية القطاع السياحي، وأنه يساهم بشكل كبير في إظهار الصورة الحقيقية والجميلة للبنان، وبالتالي تحفيز السياح والمنتشرين على زيارة الوطن والتمتع بالسياحة.

من جهته، قال أحد منظمي الجولات السياحية في لبنان وصاحب فكرة "لبنان جنة"، لـ"قنا"، إن فكرته، التي بدأت منذ العام 2019 تزامنا مع بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان، جاءت من أجل إظهار طبيعة لبنان الخلابة بمعزل عن الصورة النمطية في ظل أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان، حيث يقوم بتنظيم جولات سياحية في أنحاء لبنان.

وأشار إلى أنه يسعى جاهدا لخدمة بلده والترويج للسياحة فيه، لافتا إلى أن جائحة كورونا التي بدأت في العام 2020 كانت فرصة له لزيارة كافة المناطق اللبنانية من شماله إلى جنوبه، وتصوير جولاته في الطبيعة وعرضها من خلال صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي.

(قنا)

المساهمون