أبلغ رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، رئيس الجمهورية ميشال عون، عند زيارته القصر الجمهوري، اليوم الثلاثاء، بمضمون الاتصال الذي أجراه مع صندوق النقد الدولي تحضيراً للتفاوض من أجل معالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.
وأكد مصدرٌ مقرَّبٌ من الرئيس عون، لـ"العربي الجديد"، أنّ عون تحدّث اليوم الثلاثاء عن "أهمية تسريع وتيرة المباحثات مع صندوق النقد الدولي، وتوحيد الموقف اللبناني خصوصاً على صعيد تحديد الخسائر، منعاً لتكرار تجربة حكومة حسان دياب، وبالتالي تذليل كل الخلافات الداخلية باكراً نظراً لأهمية هذه المفاوضات وحاجة لبنان الماسّة للدعم المالي".
الرئيس عون اطّلع من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على نتائج اجتماعاته مع اللجان الوزارية وعلى مضمون الإتصال مع صندوق النقد الدولي تحضيراً لبدء المفاوضات لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد pic.twitter.com/gVufijW1OI
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 5, 2021
وعلى صعيد الحركة اللبنانية المكثفة للتواصل مع الخارج، وعرض البرنامج الإصلاحي توصلاً للحصول على الدعم المطلوب، أبلغ عون وزير الدولة للشؤون الخارجية الألمانية نيلز آنين أنّ "الحكومة الجديدة ستعمل بسرعة من أجل تحقيق البرنامج الإصلاحي، بهدف إعادة النهوض الاقتصادي"، وفق ما أعلنت الرئاسة اللبنانية، في بيان.
وأكد عون خلال استقباله آنين، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، في القصر الجمهوري ببعبدا أنّ "الاتصال تمّ مع صندوق النقد الدولي لهذه الغاية بالتزامن مع استمرار التدقيق المالي الجنائي الذي بدأ من الحسابات المالية لمصرف لبنان وسيشمل لاحقاً الوزارات والإدارات، والمؤسسات العامة والمجالس والصناديق".
الرئيس عون أكّد لوزير الدولة في الخارجية الالمانية نيلز آنين في حضور السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل ان لبنان بدأ اتصالاته مع صندوق النقد الدولي لإطلاق ورشة إصلاحية بالتزامن مع التدقيق المالي الجنائي وتحريك عجلة العمل الحكومي وتطوير قطاع الكهرباء وإعادة اعمار مرفأ بيروت pic.twitter.com/P2dLQCgCZk
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) October 5, 2021
وشدد الرئيس اللبناني على "الإرادة بالتغلّب على الصعوبات التي تواجه البلاد من الداخل والخارج، وعلى أن تخطيها يتم تدريجياً لاستعادة ثقة المجتمع الدولي ودعمه، وسيتم العمل في هذا المجال وصولاً إلى تحقيق الغاية المنشودة"، على حد قوله.
وأضاف عون أنّ "الخطة التي أعدها لبنان لإعادة الإعمار، تلحظ أيضاً معالجة الفقر وتحقيق الاستقرار النقدي، وتفعيل قطاع الكهرباء، وإعادة إعمار مرفأ بيروت، وصولاً إلى مشاريع إنمائية أخرى على مستوى البلاد، واستحداث الحكومة الإلكترونية"، لافتاً إلى أنّ "أي جهة يمكنها أن تساعد لبنان على تنفيذ هذه المشاريع، هي موضع ترحيب اللبنانيين".
ونقل الوزير الألماني وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني، مركّزاً على "ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، لاسيما وأنّ ألمانيا باتت ثاني أكبر دولة مانحة للبنان، وهي عازمة على استمرار التعاون لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين"، وفق الرئاسة اللبنانية.
وقال آنين إنّ بلاده قدمت دعماً مباشراً للبنان، و"ستواصل تقديم هذا الدعم لا سيما بعد تشكيل حكومة جديدة، والخطوات المتوقع أن تتخذها في إطار معالجة الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد".
ولفت الوزير الألماني إلى أنّ "الانتخابات التي تمّت في ألمانيا، سوف تنتج عنها حكومة جديدة ستواصل تقديم الدعم اللازم للبنان، وستتعاون مع الحكومة اللبنانية لتحقيق ما يساعد على نهوض لبنان واستقراره".
الاتحاد الأوروبي: ما سمعناه في لبنان يؤكد أنّ هناك ما يستحق الدعم
وعلى خط "حشد الدعم" نفسه، اجتمع رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الثلاثاء، مع سفراء وممثلي بعثات الاتحاد الأوروبي في لبنان وجرى نقاش في الأوضاع الراهنة في لبنان، وخطة الحكومة لمعالجة التدهور الحاصل، إضافة إلى التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي.
وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف بعد اللقاء، وفق ما نقلته رئاسة مجلس الوزراء، في بيان، "عبّرنا عن استعدادنا لدعم الرئيس ميقاتي وخطة عمل الحكومة وما وعدت بتنفيذه"، مضيفاً "نعلم أنّ السياسات في لبنان صعبة لذا ليس كل ما يعلن عنه يمكن تطبيقه، ولكن على الأقل فإنّ الخطط والمشاريع التي تم تحديدها تستحق من وجهة نظرنا الدعم، ونحن نشجع بشكل خاص الحكومة في مساعيها لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والاتحاد الأوروبي سيقف دائماً إلى جانب لبنان".
7/7 وبات واضحا بان النيات الحسنة لا يمكن ان تحقق التطور، ولكن بحسب وجهة نظرنا ما سمعناه من الرئيس ميقاتي ومن البيان الوزاري واعلان النوايا وما نعرفه يؤكد ان هناك ما يستحق الدعم#لبنان #pcm pic.twitter.com/wisjHKtXZK
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) October 5, 2021
وأشار طراف إلى أنه "حتى الآن ليس لدينا أي مؤشر بأنّ الحكومة لن تكون على السكة الصحيحة وسنتابع الموضوع عن كثب، وتعلمون ما حصل مع الحكومة السابقة، وبات واضحاً بأنّ النيات الحسنة لا يمكن أن تحقق التطور، ولكن بحسب وجهة نظرنا ما سمعناه من الرئيس ميقاتي ومن البيان الوزاري وإعلان النوايا، وما نعرفه، كل ذلك يؤكد أنّ هناك ما يستحق الدعم".