تدفع فوضى ارتفاع الأسعار في لبنان الكثير من التلاميذ وأولياء أمورهم للبحث عن الكتب المستعملة أو تصويرها، فيما باتت هذه البدائل حتى تفوق القدرة الشرائية. أما عشاق المطالعة فعدد كبير منهم محرومون من ملمس الكتاب، بعدما أصبح سعر بعضها يفوق الحد الأدنى للأجور.
ولا يزال الحد الأدنى للأجور عند 675 ألف ليرة لبنانية (32 دولاراً)، بينما تشهد أسعار كل شيء انفلاتاً متواصلاً، إذ أضحى سعر صرف الدولار أكثر من 21 ألف ليرة.
في مكتبة "الغزالي" التي افتتحت في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، عام 1986، معتمدةً على الكتب الدينية والثقافية في بداياتها، ثم أضافت الكتب المدرسية، يقول صاحبها بسام الطويل لـ"العربي الجديد": "أصبحت المدارس تعتمد على عملية تبديل الكتب بين التلاميذ أو شرائها مستعملة بدلاً من الجديدة، مما يؤدي إلى تراجع بيع الكتب الجديدة".
ومع ارتفاع كلفة الكتب المدرسية، يتزايد أيضاً سعر تصوير الأوراق والمحاضرات الجامعية رغم اعتماد نظام التعليم عن بعد، حيث قد يصل سعر تصوير مقرر دراسي واحد إلى 28 دولاراً، كما تقول ملاك عيسى، وهي طالبة في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية.
تقول ملاك لـ"العربي الجديد": "ساعد نظام التعليم أونلاين في التخفيف من كلفة المواصلات إلى الجامعة، لكن أعباء تصوير الأوراق والمحاضرات مرتفعة جداً، لدينا 7 مواد علينا تصوير مقررات خمس منها، وهناك كتابان علينا شراؤهما".
في المقابل، يقول محمد عطية، وهو صاحب مكتبة خاصة، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار تصوير مقررات الجامعة يرجع إلى ارتفاع أسعار الورق فهو يباع بالدولار، مشيراً إلى أنّ سعر صندوق الورق ارتفع من 14 دولاراً إلى 16 دولاراً، وذلك بعد أزمة كورونا والإغلاق.
يضيف عطية: "كان سعر أكبر مقرر في الجامعة بحجم كتاب لا يتخطى 10 آلاف ليرة لبنانية، أما الآن فقد يصل سعر المقرر الواحد إلى 150 ألف ليرة". أما في ما يتعلق بالكتب المدرسية والقرطاسية، فيقول: "يصل سعر أحد الكتب المدرسية إلى 59 دولاراً، فتلجأ المدارس لتصوير الكتب بالاتفاق مع الأهالي على ذلك".
كذلك تطاول الأزمة الاقتصادية عشاق المطالعة، إذ يقول محمود قاسم (27 عاماً)، وهو محاسب عاطل عن العمل: "لطالما تعودت على القراءة منذ صغري، لكن بعد الأزمة أقلعت عن السؤال عن الأسعار لأنتظر العروض فقط".
ويضيف: "تراجع شرائي للكتب عن العام الماضي وما قبله، لكن ازدادت المطالعة عن طريق التبديل، إذ أشتري كتاباً مثلاً وعندما أنهيه أستبدله بكتاب آخر مع صديق".