يشهد سعر صرف الدولار، اليوم الإثنين، تقلبات حادة، حيث انخفض بحلول الظهر إلى ما دون 16 ألف ليرة، نزولا من 23 ألفا خلال الأسبوع الماضي، ليرتفع بعد الظهر لأكثر من 18 ألفا، قبل أن يُفضي تكليف نجيب ميقاتي عصرا إلى خفضه دون هذا المستوى من جديد، ليرتفع مجددا في وقت لاحق.
وبعد انخفاضه الكبير خلال أيام قليلة إلى حوالى 16 ألف ليرة اليوم الإثنين، مع اتجاه غالبية النواب لتسمية رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، عكس الدولار الأميركي مساره صعوداً ليتجاوز، قبل انتهاء المشاورات، عتبة 18 ألف ليرة خلال بضع ساعات بنتيجة المضاربات عند الساعة الرابعة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، قبل أن يتراجع دون هذا المستوى مجددا مع فوز ميقاتي بمهمة التكليف بأغلبية 72 نائبا من أصل 128.
أحد الصرّافين تحدث لـ"العربي الجديد"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، قائلا إن "العامل الحاسم في السوق السوداء هو المضاربة بيعا وشراء للاستفادة من فارق السعر، مع أن العامل السياسي المرتبط بمشاورات رئيس الجمهورية ميشال عون مع النواب لتكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، وما سبقتها من توقعات إيجابية نسبيا، لعبت دورا في البداية فخفضت الدولار من نحو 23 ألف ليرة إلى أقل من 16 ألفا".
وبعدما تجاوز الدولار 18 ألفا، عاد ليُتداول في السوق السوداء في نطاق بين 17700 ليرة حدا أدنى للشراء، و17800 ليرة حدا أقصى للمبيع، عند الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي، علما أن هذه الأسعار تقودها تطبيقات إلكترونية غير معترف بها رسميا من السلطات النقدية والمالية، لكنها تشكل مرجعية لكل من يريد تبديل العملة شراء وبيعا.
وفور إعلان فوز ميقاتي بمهمة التكليف، انخفض سعر الصرف أكثر إلى هامش بين 17650 ليرة للشراء و17750 ليرة للمبيع. وحوالى الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، شهد سعر صرف الدولار مزيدا من التراجع مسجلا 17500-17550 ليرة. وعلى وتيرة تقلباته القوية منذ الصباح، عاد الدولار إلى الارتفاع بعد ذلك بنصف ساعة تقريبا، مسجلا هامش 18150-18200 ليرة. وما لبث السعر أن ارتفع أكثر إلى 18450-18500 ليرة، ثم إلى 18950-19000 ليرة.
وكان سعر صرف الدولار قد انخفض، مساء الأحد، إلى ما دون 19 ألف ليرة، بعدما كان قد تجاوز 23 ألف ليرة إثر اعتذار سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، علماً أن خبراء اقتصاديين يربطون الانخفاض الحاصل أيضاً بـ"شح العملة الوطنية"، بعدما تهافت المواطنون في الأسبوعين الماضيين على بيع دولاراتهم على السعر المرتفع وخشية انخفاضه.
واليوم، طلب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة من المستوردين وأصحاب المؤسسات التجارية خفض الأسعار بأقصى سرعة، وبشكل ملحوظ قبل صباح الغد كحدٍ أقصى، في أعقاب الانخفاض الكبير في سعر صرف الدولار باعتباره عملة الاستيراد من الخارج.
كما أكد أن فرق "مديرية حماية المستهلك" ستواصل جولاتها الرقابية استنادا إلى القوانين المرعية الإجراء، مشيرا إلى أن الوزارة التي تتفهم الارتفاع بأسعار بعض السلع في حال ارتفاع سعر الصرف، إلا أنها تحذر من تمادي بعض أصحاب المؤسسات التجارية بعدم خفض الأسعار مع انخفاض سعر الصرف، وهو أمر غير مقبول، لا أخلاقيا ولا مهنيا، في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها اللبنانيون.
ومن المتوقع أن تواجه حكومة ميقاتي، الذي خلصت المشاورات الملزمة إلى تكليفه اليوم، جملة من الملفات، أبرزها ضبط "فلتان" سوق العملة وأسواق التجزئة، ولا سيما المحروقات والدواء والغذاء وغيرها من السلع الاستهلاكية.