سجّل سعر صرف الدولار اليوم الثلاثاء في السوق السوداء في لبنان ارتفاعاً لافتاً وصل الى 8500 ليرة لبنانية للشراء و8600 ليرة للمبيع، في وقتٍ تتحضّر فيه البلاد لإقفال عام جديد لمواجهة فيروس كورونا اعتباراً من يوم الخميس 7 يناير/كانون الثاني الجاري، وحتى صباح الاثنين في الأول من فبراير/ شباط المقبل.
في المقابل، لا يزال سعر صرف الدولار لدى الصرافين تبعاً لتسعيرة المنصة الإلكترونية ثابتاً على 3850 ليرة لبنانية من حيث الشراء، و3900 ليرة مبيعاً.
وقال نائب نقيب الصيارفة محمود حلاوي، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يرى أي رابط بين الإقفال وارتفاع سعر صرف الدولار، بل على العكس، فإغلاق البلاد يجب أن يؤدي حكماً إلى انخفاضه".
وأضاف أنه من "الزاوية الاقتصادية البحتة، لمقاربة الملف، باعتبار أنّ الحركة الاقتصادية في حال الإغلاق لن تكون ناشطة، وستتدنّى الحاجة إلى المواد الاستهلاكية، والطلب عليها وكذلك المحروقات، والاستيراد، وبالتالي، ينخفض الطلب على العملة الصعبة".
وأشار إلى أنّ "العامل النفسي في لبنان هو سيّد الموقف وله التأثير الأساسي في السوق، لا ذلك الاقتصادي، ولهذا السبب فقط قد يرتفع سعر صرف الدولار نتيجة مخاوف الناس ولجوئها لشراء أو بيع الدولار".
لكن حلاوي يلفت من جهة ثانية إلى أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار اليوم قد تكون له علاقة بمغادرة المغتربين والسياح الأراضي اللبنانية وعودة الطلب المرتفع على الدولار، وذلك بعدما توافدوا إلى لبنان خلال فترة الأعياد، وساهموا في تنشيط الحركة الاقتصادية وضخّ الدولار في السوق، الأمر الذي ساهم في إحداثِ توازنٍ بعض الشيء في العرض والطلب.
ويشدد حلاوي في السياق على أن لا ضوابط أو رقابة على السوق السوداء، التي تشهد فوضى وتفلّتاً، الأمر الذي يجعلها تتحكّم بسعر الصرف صعوداً ونزولاً من دون أن نعرفَ حتى العوامل والمؤشرات التي استندت إليها في تحديد الأسعار، كما حصل اليوم على سبيل المثال، إضافة إلى أنّ عملية الشراء والبيع باتت مرهونة بالتطبيقات التي تنشر الأسعار بشكل يومي ويتابعها المواطن اللبناني ويتأثّر تلقائياً بها.
ويشير نائب نقيب الصيارفة في لبنان، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الخوف من عدم تشكيل حكومة يؤدي بدوره إلى فوضى في سعر الصرف، وارتفاعه في السوق السوداء، خصوصاً في ظلّ غياب بوادر بإمكانية ولادة الحكومة في وقتٍ قريبٍ كما يتردّد في الإعلام، وسط تأزم الوضع الاقتصادي، واتساع رقعة الانهيار التي تترافق مع غياب الحلول.
وأضاف حلاوي أن "المواطن يخشى من ارتفاع أكثر في سعر الصرف من دون أن ننسى أنه وصلَ في مراحل سابقة إلى 9 آلاف ليرة، ولامس كذلك العشرة آلاف، ما من شأنه أن يزيد الطلب عليه تحسباً من هذا السيناريو".
من جانبه، يقول أحد الصرافين لـ"العربي الجديد" إنّ "تجار العملة بدأوا سياسة الإحجام عن بيع الدولار، وذلك بهدف استئناف العملية عند ارتفاع سعر الصرف، الأمر الذي لا يقتصر فقط على سوق الصيارفة، بل على مختلف القطاعات".
وأضاف أن "هذا المشهد يترافق مع كل حديث عن تصاعد سعر صرف الدولار، بهدف بيع السلع التي قاموا بشرائها على السعر المنخفض نسبياً وفق الأسعار الجديدة لتحقيق مكاسب وأرباح إضافية، مستخدمين ذريعة الحاجة إلى البيع وفق السعر المرتفع لشراء الدولار فالبضائع "على العالي" في وقتٍ لاحقٍ".