يتجه لبنان نحو العتمة بخطوات متسارعة، حيث أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن توقف كل من معملي الزهراني ودير عمار لتوليد الكهرباء تباعًا نتيجة نفاد مخزونهما من مادة الغاز أويل، علماً أن هذين المعملين ينتجان غالبية الطاقة الكهربائية في البلاد.
وأدت هذه الأزمة إلى خفض ساعات التغذية في غالبية المناطق، مع ارتفاع ساعات التقنين إلى أكثر من 19 ساعة في عدد كبير من المناطق. ويترافق ذلك مع شح في توافر الوقود، ما يدفع أصحاب المولدات الخاصة إلى زيادة ساعات التقنين بدورهم، ليقبع آلاف اللبنانيين تحت العتمة الشاملة. وشرحت مؤسسة كهرباء لبنان في بيان لها، الجمعة، أسباب توقف محطتي توليد الكهرباء عن العمل شمالي وجنوبي البلاد.
وقالت المؤسسة في البيان: "تعذر تفريغ ناقلتين بحريتين محملتين بمادة الغاز أويل، بانتظار استكمال الإجراءات المصرفية لدى المصارف الأجنبية".
وأفادت بـ"توقف خدمة معملين لتوليد الكهرباء، وهما الزهراني (جنوب)، ودير عمار (شمال)، نتيجة نفاد خزينهما من مادة الغاز أويل". وأضافت أنه "إزاء استمرار هذا الوضع الخارج عن إرادة مؤسسة كهرباء لبنان، ستستمر المؤسسة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة بشكل متواصل، للحفاظ على أكبر قدر ممكن من الحد الأدنى في الاستقرار بالتغذية بالتيار الكهربائي لأطول فترة ممكنة، بما يتجانس مع خزين المحروقات المتبقي لديها".
بدورها، أعلنت "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" التابعة لوزارة الطاقة في بيان، الجمعة، توقف معامل توليد الطاقة الكهرومائية التابعة لها عن العمل جراء نقص الوقود.
كذا، أعلنت شركة "كهرباء زحلة"، في بيان، أنه "من أجل الحفاظ على استمرارية الكهرباء لأكثر من 300 ألف شخص في مدينة زحلة، و16 بلدة بقاعية، وبعد صفر تغذية من مؤسسة كهرباء لبنان، لجأنا مكرهين إلى قطع التيار عن الإنارة العامة منذ أسبوع وعن أصحاب المصانع والمحطات الخاصة، الجمعة، وحتى إشعار آخر"، داعية "جميع المشتركين للتخفيف من استهلاك الطاقة كي لا نضطر إلى اللجوء للتقنين".
وانعكست أزمة الكهرباء على توفير المياه مباشرة، حيث قالت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي في بيان، الجمعة، أنه "وبعدما تم قطع الكهرباء عن منشآتنا كافة ومحطات إنتاج وتوزيع المياه الكبرى، وعدم تأمين التيار الكهربائي حتى عبر خطوط الخدمات العامة، وبسبب قلة مخزون المازوت المتوافر لديها، فإنها ستبدأ بتقنين توزيع المياه إلى الحدود الدنيا، علما أن هذه الكميات المتوافرة لا تكفي إلا لفترة قصيرة جدا ستتوقف بعدها كل منشآتها ومحطاتها عن ضخ وتوزيع المياه".
ولفتت إلى أن الانقطاع طاول أيضا محطات الصرف الصحي التي تديرها في نطاق صلاحياتها. كذا، أعلنت مؤسسة لبنان الشمالي، في بيان، أنها "ستضطر آسفة إلى إعلان حال الطوارئ القصوى وتطبيق برامج تقنين تطاول عملية ضخ وتوزيع المياه في المناطق السكنية في محافظتي الشمال وعكار".
وهذه المشكلة ليست الوحيدة، إذ استكملت الليرة اللبنانية مسار انهيارها، الجمعة، مسجلة أكثر من 19 ألفاً أمام الدولار في السوق السوداء، وسط إضراب الصيدليات وامتداد الطوابير أمام محطات الوقود.