لبنان: الأسعار تقفز إلى الضعف في 8 أشهر

22 سبتمبر 2021
السيارات تتكدس أمام إحدى محطات الوقود في بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

أظهرت بيانات رسمية أن أسعار الاستهلاك في لبنان قفزت إلى الضعف تقريباً في غضون الأشهر الثمانية الأولى منذ بداية العام الجاري، في مؤشر على تنامي الضغوط المعيشية في البلد الذي يشهد أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة.

وأعلنت إدارة الإحصاء المركزي التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، في بيان أمس الثلاثاء، أن مؤشر أسعار الاستهلاك (التضخم) لشهر أغسطس/آب ارتفع على أساس سنوي بنسبة 137.7%، كما زاد على أساس شهري بنسبة 10.25% مقارنة بشهر يوليو/ تموز الماضي، لافتا إلى أن التضخم خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى أغسطس/آب بلغ 99.85%.

وعلى أساس جغرافي، جاءت محافظة النبطية (في القطاعين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان) في صدارة المحافظات اللبنانية الأعلى من حيث ارتفاع أسعار الاستهلاك على أساس شهري بنسبة 12.8%، تليها محافظة الشمال بنسبة زيادة 12.2%، ثم البقاع بصعود نسبته 11.78%، والجنوب 9.85%، وجبل لبنان 9.67%، بينما حلت محافظة بيروت في الترتيب الأخير بالنسبة لصعود أسعار الاستهلاك بنسبة 7.17%.

وتتأثر أسعار المستهلكين بشدة بالصعود المتواصل لأسعار الوقود، إذ أظهرت بيانات متخصصة أن سعر صفيحة البنزين (20 ليتراً) قفز بنحو 150 ألف ليرة وبنسبة 608% في عام واحد، وذلك بعد إعلان الأسعار الأخيرة التي حددتها الحكومة يوم الجمعة الماضي.

ووصل سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 174.3 ألف ليرة، بعدما كانت في التاريخ ذاته قبل عام 24600 ليرة، بارتفاع مقداره 149.7 ألف ليرة بنسبة 608%.

وذكرت الشركة الدولية للمعلومات المتخصصة في الأبحاث أنه في حال رفع الدعم كلياً واستقرار أسعار النفط عالمياً واعتماد سعر 15 ألف ليرة لصرف الدولار، سيصبح سعر صفيحة البنزين 214.2 ألف ليرة.

وقررت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، في أولى خطواتها، زيادة أسعار المحروقات ورفع الدعم نهائياً عن المازوت وتسعيره بالدولار، الأمر الذي توقف عنده خبراء اقتصاديون واعتبروه خطوة عشوائية، مشيرين إلى أنه كان الأجدى بالحكومة أن تبدأ برفع الدعم عن البنزين قبل المازوت، الذي يعدّ مادة حيوية أساسية، ما سيساهم بالتالي في ارتفاع كبير للأسعار على مستوى مختلف القطاعات والسلع والبضائع وجميع الفواتير، من ضمنها الاستشفائية.

وأصدرت وزارة الطاقة والمياه، يوم الجمعة الماضي، جدول تحديد سعر مبيع المحروقات، بحيث أصبح سعر صفيحة البنزين "98 أوكتان" 180 ألف ليرة مقابل 130.5 ألف ليرة وفق آخر تسعيرة في 8 سبتمبر/ أيلول الجاري، وبنزين "95 أوكتان" أضحى بـ174.3 ألف ليرة، مقابل 126.4 ألف ليرة.

ولم تؤدِّ قرارات رفع الأسعار إلى حل الأزمة أو التخفيف من وطأتها، إذ فتحت معظم محطات الوقود أبوابها الاثنين الماضي، وسط تهافت المواطنين على المحطات.

لكن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس قال في تصريحات للوكالة الوطنية للإعلام: "قبل الأربعاء ستقوم ثلاث بواخر تحمل أكثر من مئة مليون ليتر بنزين بتفريغ حمولاتها، بحيث يصبح عندها مخزون البنزين متوفراً للأسواق لفترة تفوق الأسبوعين".

المساهمون