لبنان: استيراد المحروقات بسعر 3900 ليرة للدولار وتوقعات بارتفاع البنزين

25 يونيو 2021
توقعات بمواصلة سعر صفيحة البنزين الارتفاع (العربي الجديد)
+ الخط -

أعطى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اليوم الجمعة الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المال غازي وزني، بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية بدلاً من 1500 ليرة للدولار الواحد، وذلك استناداً إلى المادة 91 من قانون النقد والتسليف.

وتأتي هذه الخطوة، بحسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، "بالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيداً لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، وفي سياق المساهمة بتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي ستساعد في ضبط عملية شراء الدولار الأميركي في السوق الموازية وفقاً لما ورد في كتاب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية".

كذلك تهدف إلى "تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، خصوصاً وأننا على أبواب موسم صيفي سيسمح بزيادة قيمة العملات الصعبة التي ستأتي إلى لبنان مع قدوم المغتربين والسياح، مع ما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية وبالتوافق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على صيغة جديدة". بحسب بيان رئاسة الحكومة.

 

أزمة الوقود

ويقول ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الخطوة مهمة ونتمنى خيراً في أن تحلّ مسألة الطوابير ومشاهد الإذلال على الطرقات، مشيراً إلى أن سعر صفيحة البنزين سيصب إلى 60 أو 62 ألف ليرة لبنانية.

وتوقع أن يتخطى سعر الصفيحة السعر الرسمي المعلن، خصوصاً في السوق السوداء، إذ تحدث وزير الطاقة من قبل عن احتمال وصوله إلى 200 ألف ليرة.

ويلفت إلى أن كميات البنزين المتوافرة في السوق غير كافية، ويجب سريعاً تفريغ البواخر التي لا تزال متوقفة قبالة الشاطئ اللبناني وتحمل حوالي أربعين مليون ليتر من البنزين لنشهد انفراجاً للأزمة، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة حلّ مسألة التهريب.

 

من جهته، شدد عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان جورج براكس في بيان على أن المهم ضبط مسألتين أساسيتين، أولاً، تأمين فتح الاعتمادات لاستيراد المحروقات بكميات تكفي حاجة الأسواق بصورة متواصلة ومن دون تأخير ولجميع المستوردين معاً، وثانياً، التأكد من وصول مادة البنزين المسلمة للسوق المحلي بكاملها إلى جميع المحطات على كامل الأراضي اللبنانية، وإلا سنبقى حيثما نحن وسنشهد مزيداً من المعاناة ومن النزيف في احتياطنا لدى المصرف المركزي.

وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد ترأس الخميس اجتماعاً ضم وزير المال غازي وزني ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خصص لعرض وضع المحروقات في البلاد وانعكاساته.

وتم خلال الاجتماع درس عدد من الاقتراحات الآيلة إلى معالجة أزمة المحروقات وتفادي حصول أي مضاعفات سلبية تنعكس على الاستقرار الأمني والمعيشي في البلاد.

وقال بيان الرئاسة اللبنانية إن "الرئيس عون أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وتداول معه في النقاط المطروحة، وتقرر على إثر ذلك اتخاذ إجراءات عملية استثنائية لتمكين مصرف لبنان من القيام بالترتيبات اللازمة للحد من تمدد الأزمة بانتظار التشريعات التي يجرى درسها في مجلس النواب والتي من شأنها توفير الحلول الشاملة في ما يتعلق بموضوع الدعم".

ويشهد لبنان منذ فترة أزمة محروقات حادة ترجمت بطوابير السيارات التي تقف يومياً أمام محطات الوقود التي بدورها تعمد إلى التقنين في التعبئة، والإقفال المبكر حفاظاً على المخزون، عدا عن لجوء الكثير من المواطنين أيضاً إلى التخزين تحسباً لرفع الدعم وبالتالي زيادة الأسعار.

وحذرت المديرية العامة للنفط في بيان المواطنين والمؤسسات من انتشار ظاهرة تخزين المحروقات، لا سيما البنزين، وأكدت أن هذه الممارسات تمسّ بأمن المواطنين وممتلكاتهم وجنى أعمارهم وتعرّض السلامة العامة للخطر لمساهمتها في حرائق مباشرة، إذ إن عمليات التخزين المركزية لها شروطها العملية والفنية والبيئية تحت الأرض وفي محطات المحروقات فقط.

وما تزال محطات في بيروت والأطراف تعمد إلى رفع خراطيمها لعدم توافر المحروقات لديها وربطاً أيضاً بالحوادث الأمنية التي تسجل والتي دفعتها إلى طلب الحماية لها وعمّالها لفتح أبوابها من جديد، وقد تخطى عددها 145 محطة.

حذرت المديرية العامة للنفط في بيان المواطنين والمؤسسات من انتشار ظاهرة تخزين المحروقات لا سيما البنزين

 

ويشهد لبنان أيضاً أزمة مازوت دفعت بأصحاب المولدات الكهربائية الخاصة إلى زيادة ساعات التقنين التي تتزامن أيضاً مع تقنين حادّ معتمد من قبل شركة الكهرباء، ما يجعل المواطن أمام عتمة شاملة.

ويعدّ التهريب أيضاً، ولا سيما إلى الأراضي السورية، أحد الأسباب الرئيسية لأزمة المحروقات في لبنان، وخصوصاً البنزين والمازوت، ولم تؤدِّ كلّ القرارات والإجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية الرسمية إلى لجم هذه العمليات رغم قيام الأجهزة الأمنية بضبطِ عددٍ منها، باعتبار أن الرؤوس الكبيرة، أي "مافيا التهريب"، مدعومة سياسياً وحزبياً ويؤمن لها غطاء العبور حتى عبر المعابر الشرعية.

سعر الدولار

وواصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء في لبنان ارتفاعه، متخطياً أمس عتبة الـ16 ألف ليرة لبنانية للمرّة الأولى منذ بدء الأزمة المالية أواخر عام 2019.

 

وتراوح سعر الصرف في السوق السوداء صباح اليوم بين 16250 و16300 ليرة لبنانية، من حيث الشراء والبيع.
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية الخميس قطعاً للطرقات، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار، من ضمنها الضاحية الجنوبية المحسوبة على "حزب الله"، كذلك اعتصم محتجون أمام البنك المركزي تنديداً بالسياسة المالية.

وجابت مسيرات حاشدة منطقة طرابلس شمال لبنان التي تشهد بوتيرة مستمرة قطعاً للطرقات واحتجاجات على الأزمات المتفاقمة والتي لا تقتصر على المحروقات بل كذلك تطاول الغذاء في ظلّ الغلاء الفاحش الذي لحق بشكل متصاعد الخبز أيضاً وهو لقمة عيش الفقير، وانعدام القدرة الشرائية، والأدوية المقطوعة من الصيدليات، عدا عن أزمة المستشفيات وتوقف الكثير من الخدمات الطبية.

المساهمون