لبنان: "الصحة" تعلن عن انفراج أزمة الأدوية مركزياً.. ومعاناة المواطن مستمرة

27 اغسطس 2021
الصيدليات لا تزال تفتقر إلى الكثير من الأدوية الضرورية للمرضى (فرانس برس)
+ الخط -

تتحدث حكومة تصريف الأعمال في لبنان عن انفراج نسبي في قطاع الدواء، على ضوء المداهمات الأخيرة التي نفذتها وزارة الصحة ضد مستودعات احتكارية في عدة مناطق، فيما لا يزال المواطن يعاني لإيجاد ما يحتاج إليه من الدواء، ويكابد شظف العيش من الغلاء الفاحش.

فقد أعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، في بيان، أنه "بعد متابعة حثيثة، بالتزامن مع عمليات الدهم التي يقوم بها التفتيش الوزاري، انفرجت الأمور مركزيا".

وأوضح البيان أن الوزير "تبلغ أمس (الخميس) بدء مصرف لبنان (المركزي) منح الأذونات المتراكمة والمصادقة من الوزارة منذ فترة وعددها 1800 فاتورة".

ومن هذا المنطلق، طلبت الوزارة من الشركات المستوردة "البدء بصرف الدواء المحجوب وشحن المقطوع بدءا من اليوم (الجمعة)"، على أن "تكون مستودعات الوكلاء المستوردين، إضافة إلى مستودعات الأدوية العامة، تحت الرقابة والتتبع الإلكتروني والميداني بمؤازرة من التفتيش الوزاري والأجهزة الرقابية المختصة".

استنكار فقد الأدوية من السوق

ومع استمرار الأزمة على أرض الواقع، اعتبر النائب قاسم هاشم، في تصريحات إعلامية، أنه "لم يعد مقبولا تبرير فقد الأدوية وعدم استيرادها أو تخزينها، بعدما تبين أن مصرف لبنان دفع 118 مليون دولار للشركات المستوردة".

أضاف هاشم: "يبدو أن هذه الكارتيلات وضعت يدها وخفت الأموال تحت حجج واهية بأنها تسديدا لمستحقات سابقة، وهذا مخالف للحقيقة، لأن المصرف المركزي غايته تأمين المبلغ لتأمين الأدوية، ولذلك يجب على وزارة الصحة وضع الأمور في نصابها والعمل على تصحيح الأمر، وإلا فستكون الوزارة مسؤولة عن فقدان الدواء".

وطالب هاشم القضاء بـ"التحرك لإجبار الشركات على تأمين الأدوية تحت طائلة المقاضاة، وعندئذ لا بد لمصرف لبنان من استعادة الأموال لتكون في تصرف أي مستورد يستعد لتأمين متطلبات سوق الدواء".

إدانة عمالية لكارتيلي المحروقات والأغذية

وفي حين لا يزال المواطن يرزح تحت أشد أزمة شح المحروقات منذ انتهاء الحرب الأهلية، رد رئيس "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان" (FENASOL) كاسترو عبد الله على "من يحاولون إسدال الستارة على أحد أكبر الكارتيلات في لبنان، المحتكر وكارتيل المحروقات إبراهيم الصقر، ملايين الليترات من البنزين والمازوت وآلاف قوارير الغاز المعبأة، وجدت في أحد مستودعاته في زحلة وحبل احتكاره على الجرار".

وقال: "شهروا بكل محتكر، أعلنوا أسماءهم، بلغوا عنهم أينما وجدوا. نحن الشعب ونحن العمال والمزارعون، ونحن ثوار انتفاضة 17 تشرين المجيدة، ونحن الرازحون تحت مستوى الجوع، كلنا يعني كلنا في مواجهة الكارتيلات ومن يقف وراءهم كائنا من كان من السلطة الفاسدة أو من حيتان المال، أي المصارف".

أضاف: "للأسف الشديد، لقد حذرنا منهم وأشرنا إليهم وإلى غرفهم السوداء المدارة من الكارتيل الأكبر حاكم مصرف لبنان منذ بداية الأزمة والانهيار الاقتصادي، ومنذ بدعة السلع المدعومة والدواء المدعوم وفرق سعر الدعم، ذهب بعشرات ملايين الدولارات للشركات الكبرى".

وتابع قائلا: "كنا نرى بأم العين شح المواد المدعومة في الأسواق وندرتها. واليوم نسأل: أين الوزارات والأجهزة الأمنية من مداهمة مستودعات كارتيل المواد الغذائية؟ حتما ستجدون هناك الأطنان من السلع الغذائية التي كانت مدعومة. أين أنتم من كارتيل الطحين المدعوم والمستودعات ورغيف خبز الفقراء الذي بات يباع في السوق السوداء؟".

المساهمون