لا تدَعوا اللص يهرب

اللص هنا هو الرئيس اليمني المخلوع على عبد الله صالح الذي أرسل قبل أيام رسائل إلى دول خليجية حملتها قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، ويطلب فيها السماح له بالخروج الآمن له ولأسرته، وحتى يحبك اللص القصة زعم مبعوثوه للعواصم الخليجية أنه أفلس ولم يعد يمتلك ثروة، وأنه لا علاقة له بالحوثيين.

بالطبع طلب أو توسُّل علي عبد الله صالح من دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، قوبل بالرفض الشديد.

التحرك الأخير للرئيس اليمني المخلوع جاء عقب فشل نجله أحمد في إقناع السعوديين بمبادرة من أبرز ملامحها دعم وضعه السياسي في اليمن، ليصبح الرئيس القادم (توريث الحكم)، ووقف الملاحقات الدولية لوالده، ووقف تجميد أمواله، وقد رفض وزير الدفاع السعودي هذه المطالب، وأنهى اللقاء مع نجل صالح الذي تم على عجل في مطار الرياض.

وعلى الرغم من رفض دول الخليج طلب صالح السماح له بالخروج الآمن له ولأسرته، إلا أن فرار الرجل إلى خارج البلاد وارد وبقوة في ظل الفوضى الأمنية التي تعيشها اليمن حاليا، وعدم السيطرة على الحدود وامتلاك للرئيس المخلوع لطيران خاص.

وبالتالي فإن المهمة العاجلة لقوات عاصفة الحزم هي إلقاء القبض على اللص قبل فراره إلى دولة خارجية تسمح له بالاستمتاع بملياراته التي نهبها من صفقات محرمة، بل وعلى التحالف إجباره على التنازل عن ثروته لليمن الذي يعاني أكثر من 60 % من سكانه الفقر، وأكثر من نصف شبابه من البطالة.

ولمن لا يعرف ثروة علي عبد الله صالح، فإنها تقدر بنحو 60 مليار دولار أي 6 الاف مليون دولار، وهذا الرقم ليس من عندي، فحسب تقرير للأمم المتحدة أعده محققون، خلص إلى أن صالح جمع بوسائل الفساد 60 مليار دولار، وأنه كان يجمع ملياري دولار سنوياً منذ عام 1978، وأن ثروته مخبأة في 20 بلداً على الأقل، بمساعدة شركاء في أعماله وشركات وهمية، وهذا الرقم يعادل الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن أثناء فترة حكم صالح الطويلة.

لا تدَعوا اللص يهرب بـ 60 مليار دولار من ثروات اليمن التي نهبها طوال فترة حكمه والممتدة من العام 1978 إلى العام 2012، لأنه لو خرج، فإننا بذلك نعطي فرصة للحكام الفَسَدة للإفلات من العقاب، وعدم محاسبتهم على تجويع شعوبهم ومصّ دمائهم طوال فترة حكمهم، بل ونتيح لهم ميزة الاستمتاع بهذه الأموال المنهوبة والعيش كملوك وسلاطين، هم وأبناؤهم والجيل الخمسون من أحفادهم.

اقرأ أيضا:
60 مليار دولار ثروة الرئيس اليمني المخلوع صالح