أصبحت مدينة بودروم التركية واحدة من أهم الوجهات السياحية البحرية للكويتيين بسبب طبيعتها البحرية واعتدال أجوائها، إذ ساهموا في تحريك عجلة الاقتصاد السياحي داخل هذه المدينة الساحلية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط.
ورغم عدم وجود إحصائيات واضحة لعدد السياح الكويتيين الذين يقضون صيفهم في مدينة بودروم من أصل 120 ألف سائح كويتي زاروا تركيا خلال جائحة كورونا في الصيف الماضي، وفق إحصائيات وزارة السياحة التركية في مارس/ آذار الماضي.
إلّا أنّ أحمد زين، وهو مدير مكتب سياحي في الكويت يقول لـ"العربي الجديد" إنّ عدد السياح الكويتيين إلى تركيا ارتفع إلى 200 ألف سائح هذا العام، ذهب 30 ألفاً منهم على الأقل إلى مدينة بودروم الساحلية على فترات مختلفة.
وأضاف زين أنّ بودروم تمثل وجهة سياحية مفضلة للكويتيين الذين يحبون الحياة البحرية كلّ عام، لكنّها هذا العام تفوقت على كلّ الوجهات التقليدية الأخرى مثل ماربيا في إسبانيا وميكونوس في اليونان بسبب الاشتراطات الصحية هناك والإغلاق الجزئي، ورغم وجود عدد من السياح الكويتيين في هذه المدن المذكورة إلّا أنّ أغلبهم اتجه إلى بودروم.
ويقول حمد العجمي، وهو شاب كويتي جاء إلى بودروم لأول مرة للسياحة لـ"العربي الجديد": "بودروم مدينة جميلة ورائعة وتشبه الجزر والمدن اليونانية الساحلية، لكنّ الفارق أنها أرخص بكثير منها، ومستوى البنية التحتية فيها مذهل بشكل كبير جداً".
يتابع العجمي أنّه قام بتصوير رحلته إلى بودروم، فذُهل أقاربه من المستوى المتطور فيها، وقرروا زيارتها بعدما كانت زيارتهم لتركيا تقتصر على إسطنبول والشمال التركي الريفي فقط.
بدوره، يقول وليد السعيدي، وهو سائح كويتي، إنّه ذهب في أوائل يوليو/ تموز الماضي، إلى ميكونوس اليونانية حيث اعتاد قضاء إجازته الصيفية مع أصدقائه، لكنّه فوجئ بقرار السلطات الصحية اليونانية فرض قيود على الحركة هناك فاتجه إلى بودروم التركية لأول مرة.
أما الكويتي عمر الظفيري، فيقول لـ"العربي الجديد" إنّه يزور بودروم بشكل مستمر لأكثر من 6 سنوات، كما زار المدن البحرية الأخرى القريبة منها مثل فتحية وأنطاليا وألانيا، لكنّ أفضل مدينة بالنسبة له كانت بودروم.
يضيف الظفيري: "الكثير من شيوخ الأسرة الحاكمة في الكويت والتجار بدأوا بالتوافد على بودروم في السنوات الأخيرة وصارت بالنسبة لهم مكاناً مفضلاً، وهذا الأمر يعطيها مكانة كبيرة لدى الكويتيين الذين يرون الشيوخ والتجار يذهبون إليها، مما يحولها من مدينة للسياحة من الدرجة الثانية إلى مدينة من الدرجة الأولى تنضم إلى مصاف نخب أماكن السياحة البحرية الكويتية مثل ماربيا الإسبانية وميكونوس اليونانية وكانّ الفرنسية".
وقال سليمان جافيد، وهو مالك لأحد المقاهي في بودروم لـ"العربي الجديد": "كان الموسم كارثياً في العام الماضي بسبب ظروف فيروس كورونا، لكنّ الأمور أفضل بقليل هذا الموسم، ولا سياح أجانب وأغلب السياح أتراك، إضافة إلى الكويتيين الذين توافدوا بقوة هذا العام".
يضيف جافيد: "أغلب الكويتيين لا يسكنون في الفنادق الموجودة وسط البلد، بل يسكنون في الفلل والمنازل المحيطة بها، لكنّهم ينزلون إلى وسط البلد كلّ يوم وينشطون حركة الأسواق، وأغلب زبائني الحاليين هم من الكويتيين والأتراك، ولا وجود للأجانب بكثرة هذا الموسم، ربما هناك مجموعة أو اثنتان من أوكرانيا".
بدوره، يقول محمد يلدز، وهو صاحب صالون حلاقة في بودروم، لـ"العربي الجديد" إنّ "عدد السياح الكويتيين هذا العام لافت أكثر من الأعوام الماضية، بسبب انعدام وجود السياح من جنسيات أخرى تقريباً. اليوم، في محل الحلاقة الخاص بي، كان أكثر من نصف الزبائن من الكويتيين وأتمنى أن تتحول بودروم إلى وجهة دائمة لهم".