لم يقتصر المفعول الاقتصادي السلبي لجائحة كورونا على تهاوي أسعار النفط في ظل تراجع حركة السيارات والسفر حول العالم، بل ألقى بظلاله على سوق الخدمات النفطية في روسيا. إذ توقعت شركة "ديلويت" البريطانية للاستشارات تراجعاً لحجم هذه السوق بنسبة تراوح بين 20 و25 في المائة، أي من 27.5 مليار دولار في عام 2019 إلى ما بين 20.5 و22 مليارا في العام الحالي.
ومع ذلك، سجلت السوق العالمية للخدمات النفطية بمجملها تراجعا أقل بعض الشيء، وذلك بنسبة 19 في المائة إلى 335 مليار دولار. وتشمل سوق الخدمات النفطية أعمال حفر الآبار وصيانتها، وإجراء البحوث الجيوفيزيائية والمسح السيزمي للبحث عن مكامن النفط والغاز.
ولفتت "ديلويت"، في تقرير أوردته صحيفة "إر بي كا" الروسية، الجمعة، إلى أن جائحة كورونا، وانهيار أسعار النفط العالمية من 72 دولارا للبرميل في مطلع العام إلى 25 دولارا في مارس/ آذار الماضي، وصفقة خفض إنتاج كبرى في إطار آلية "أوبك+"، أدت مجتمعة إلى تراجع تمويل الخدمات النفطية.
وأرجع التقرير تراجع سوق الخدمات النفطية الروسية إلى مجموعة من العوامل، بما فيها انخفاض نفقات شركات النفط نتيجة لوفاء روسيا بالتزاماتها في إطار صفقة "أوبك+"، وتراجع الطلب العالمي على النفط، وزيادة المنافسة بين الشركات المقدمة للخدمات النفطية، وتهاوي قيمة الروبل من نحو 61 للدولار الواحد في مطلع العام إلى حوالي 74 روبلاً للدولار حاليا.
كما توقعت "ديلويت" أن يبلغ إجمالي إنتاج النفط في روسيا في العام الحالي 511 مليون طن، وذلك بتراجع نسبته 9 في المائة مقارنة بالعام الماضي، مرجحة في الوقت نفسه أن تشهد سوق الخدمات النفطية في العام المقبل تعافيا بنسبة 6 في المائة بما تعادله بالروبل في حال ازداد الإنتاج إلى 525 مليون طن بعد تخفيف قيود "أوبك+".
وسبق لوزير الطاقة السابق، نائب رئيس الوزراء الروسي الحالي ألكسندر نوفاك، أن أقر في مايو/ أيار الماضي، بتراجع الطلب على الخدمات النفطية في روسيا بنسبة 50 في المائة، مؤكدا أن استقرار عمل القطاع والحفاظ على الوظائف يتطلبان تشغيل الشركات بنسبة 80 في المائة مقارنة مع مستويات التشغيل في العام الماضي.