زيادة كلفة التأمين بالبحر الأحمر تلحق أضراراً بشركات الشحن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية

07 فبراير 2024
شركات التأمين لا تحبذ مرور السفن بالبحر الأحمر (Getty)
+ الخط -

 قالت مصادر إن شركات التأمين ضد مخاطر الحرب رفعت علاوات التأمين على السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر بنسبة تصل إلى 50%، فيما يتجنب بعض مقدمي خدمات التأمين تغطية مثل هذه السفن بسبب استهدافها من جماعة الحوثي.

وأبطأت الهجمات التي يشنها الحوثيون منذ نوفمبر/ تشرين الثاني التجارة بين آسيا وأوروبا، وأثارت قلق القوى الكبرى. ويقول الحوثيون إنهم يشنون هجماتهم تضامناً مع الفلسطينيين مع استمرار الحرب الإسرائيلية مع المقاومة الفلسطينية في غزة.

ولجأت شركات كثيرة إلى تغيير مسار السفن لتدور حول جنوب أفريقيا، على الرغم من أن بعض السفن ما زالت تعبر البحر الأحمر.

وقال ديفيد سميث، رئيس قسم السفن والالتزامات البحرية في شركة "مجيل آند بارتنرز" للتأمين، إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل تدفع الآن علاوة مخاطر حرب إضافية من 25 إلى 50 بالمائة زيادة عن السفن الأخرى العابرة للبحر الأحمر.

وقال مصدران في قطاع التأمين إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل ستخضع لأقساط أعلى تزيد حتى عن 50%.

وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات للبحرية والشحن في شركة "مارش" للتأمين: "السفن التي واجهت مشكلات حتى الآن جميعها تقريباً ترتبط، على نحو ما، بعناصر ملكية إسرائيلية أو أميركية أو بريطانية".

وقال مصدران إن بعض شركات التأمين تتجنب تغطية مثل هذه الأعمال حالياً.

وفي واحدة من أخطر الحوادث، أصيبت ناقلة تديرها شركة مقرها المملكة المتحدة وكانت حمولتها مملوكة لشركة تجارة السلع الأولية العالمية "ترافيجورا"، بصاروخ تسبب في نشوب حريق أُخمد لاحقاً.

كلفة التأمين تواصل الارتفاع

وقالت مصادر في صناعة التأمين إن علاوات التأمين ضد مخاطر الحرب لرحلات البحر الأحمر بلغت نحو 1% من قيمة السفينة في الأيام العشرة الماضية، ارتفاعاً من نحو 0.7% سابقاً، مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين. وهذا يتحول إلى مئات الآلاف من الدولارات من الكلفة الإضافية لرحلة تستغرق سبعة أيام.

وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة "فيسيل بروتيكت" المتخصصة في تأمين الشحن البحري والمخاطر في الحروب، وهي جزء من شركة "بن اندرايتر"، إن "الممر الآمن الذي يقدمه الحوثيون للسفن التي ترفع علم روسيا والصين أو المملوكة لهما، بما في ذلك هونغ كونغ، وإيران، يراد به توفير درجة من الضمان للأسواق التجارية المرتبطة بتلك الدول".

وأظهرت بيانات شحن أن السفن تضيف أيضاً رسائل إلى بياناتها التعريفية المعلنة لتتبع السفن توضح فيها وجود طاقم صيني على متنها، أو تفيد بأنها لا علاقة لها بشركات بريطانية أو أميركية أو إسرائيلية. وقالت شركة الشحن الإسرائيلية (زيم) إنها تحول سفنها بعيداً عن البحر الأحمر.

ونصحت شركة مخاطر وأمن الشحن البحري الاستشارية البريطانية "درايد جلوبال" عملاءها بتجنب المنطقة حتى إشعار آخر.

وقال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي للشركة: "يدهشني أن السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أو التي تديرها شركات من الدولتين ما زالت تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. إنها تمثل الفئات الأكثر خطورة من السفن لاحتمال تعرضها لهجوم في هذه المنطقة".

وأضاف: "السفن التي تديرها إيران وروسيا والصين وترفع علم هذه الدول هي السفن الوحيدة التي بوسعها العبور بأمان بهذه المنطقة. ولن يهاجم الحوثيون السفن التي تحمل هذه الأعلام أو هذه الاتحادات، لأن روسيا والصين متعاطفتان مع إيران".

وتتزايد المخاوف من احتمال أن تطاول التداعيات سفناً أخرى.

وجاء في مذكرة استشارية بتاريخ الخامس من فبراير/ شباط، أصدرتها اتحادات شحن بارزة، أن "مستوى التهديد الذي تتعرض له سفن ذات مصالح إسرائيلية وبريطانية وأميركية ما زال مرتفعاً". وأضافت المذكرة "لكن يجب على جميع المالكين والمشغلين والطواقم أن يدركوا أنه قد يقع خطأ في التعرف على سفينتهم وأن يفهموا مخاطر تعرضهم لأضرار جانبية".

وتظهر بيانات تتبع شحنات النفط وتصريحات متعاملين في السوق تراجع الواردات الأوروبية من النفط الخام من الشرق الأوسط، لتتجه طلبات الشراء في القارة العجوز نحو الغرب، مضاعفة مشترياتها من النفط الخام الأميركي، وأيضاً من غويانا في شمال أميركا الجنوبية.

يأتي هذا التحول في ظل انقسام يتبلور في أسواق النفط، لا يعرف أحد على وجه اليقين لأي مدى يمكن أن يتسع أو يستمر، في ظل التوترات الحالية في البحر الأحمر، والتوقعات بتصاعدها في الفترة المقبلة.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون