أصبح رجل الأعمال كارلوس غصن، الملاحق من قبل الإنتربول الدولي، رئيس "المجلس الاستثماري والاستشاري للشركات الناشئة في جامعة الروح القدس - الكسليك" في لبنان.
ويقدم غصن عبر المجلس نصائح الدعم للشركات الناشئة وتأمين الاستشارة المتخصصة والاستثمار النقدي للمشاريع الناشئة الابتكارية، "من خلال معالجة مشاكل الحياة الواقعية، وذلك في إطار المبادرة الثلاثية الأبعاد التي أطلقتها الجامعة وغصن منذ فترة بعنوان ونمضي قدما"، وفق بيان وزعته الجامعة.
يضم هذا المجلس الذي يترأسه غصن عددا من كبار أصحاب الأعمال والاختصاصيين في مجالات متعددة، ومدير مركز "أشير" للابتكار وريادة الأعمال في جامعة الروح القدس - الكسليك إيلي أخرس.
وألقي القبض على غصن، الذي كان يوما ما رائدا في صناعة السيارات العالمية، في اليابان في أواخر عام 2018 ووجهت إليه تهمة عدم الكشف الكامل عمّا يتلقاه من راتب واستخدام أموال الشركة لأغراض شخصية، وهي تهم ينفيها. وكان الرئيس المقال لتحالف رينو ونيسان وميتسوبيشي ينتظر محاكمته وهو قيد الإقامة الجبرية في اليابان عندما هرب في ديسمبر/ كانون الأول 2019 عبر إسطنبول إلى بيروت مسقط رأسه.
ويحظى غصن بحماية سياسية في لبنان، حيث صرح لتلفزيون "أو تي في" التابع للتيار الوطني الحر، بأن "غصن لديه ثلاث جنسيات، وفيما لم يتحرك الرئيس الفرنسي أو البرازيلي لحمايته، لقي تحركاً من الرئيس اللبناني ميشال عون".
بين الإنتربول والقضاء
وتسلم القضاء اللبناني في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي من الإنتربول الدولي "النشرة الحمراء" حول ملف المدير السابق لشركة نيسان اليابانية كارلوس غصن، وفقاً لما اعلنه وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال، ألبرت سرحان حينها.
وكان القضاء اللبناني أصدر في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2020، قراراً يقضي بوقف ملاحقة الرئيس السابق لتحالف رينو نيسان ميتسوبيشي، كارلوس غصن، بجرم زيارة إسرائيل والتعامل مع العدو وإقامة علاقات تجارية معه، بعد الإخبار الذي تقدّم به المحامون حسن بزي، وجاد طعمة، وعلي عباس، في مطلع شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
وبرَّرَ رجل الأعمال اللبناني، في مؤتمر صحافي عقده في بيروت بتاريخ 8 يناير 2020، عقب فراره من اليابان، أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، زيارته إلى إسرائيل عام 2008، ولقاءه الرئيس الإسرائيلي الأسبق شمعون بيريز، وغيره من المسؤولين ورجال الأعمال، بعد سنتين فقط على اندلاع حرب يوليو/تموز 2006، بين لبنان والعدو، بأنّه "ذهب بصفته فرنسياً، وكممثل لشركة رينو، التي وقعت اتفاقاً مع شركة إسرائيلية تصنع سيارات كهربائية"، زاعما أنه "تأثر كثيراً عندما علم برد فعل قسم كبير من اللبنانيين وامتعاضهم من هذه الخطوة".
دعم الشركات
وأكد غصن اليوم الأربعاء خلال جلسة عقدها "المجلس الاستثماري والاستشاري للشركات الناشئة في جامعة الروح القدس - الكسليك" في بيروت: "أهمية محاولة الشباب تأسيس شركات خاصة بهم، لأن هناك العديد من الفرص المتاحة اليوم بسبب التغيرات التي يشهدها العالم. فالذكاء الاصطناعي من أهم عوامل التغيير، فضلا عن توفر منتجات وخدمات جديدة".
وقال: "نحن هنا اليوم لنساعد الشباب الذين لديهم فكرة مميزة طوروها. نساعدهم على كيفية تنمية أعمالهم محليا ودوليا وعلى كيفية تأسيس شركة ناجحة، كما نبحث في سبل دعمهم إذا كانوا في حاجة إلى التمويل. أنا أشجع كل فرد على القيام بهذا العمل وإحداث تغيير ما في المجتمع، لما لذلك من فرصة له لتأمين مردود مالي وفير في الدرجة الأولى، بالإضافة إلى توفير فرص عمل والمساهمة في تقوية الاقتصاد المحلي".
وقد عرض خلال الاجتماع أربعة من أصحاب الشركات الناشئة مشاريعهم أمام أعضاء المجلس الذين قدموا لهم النصائح الاستشارية وقرروا في الختام دعمها جميعها بعدما نالت ثقتهم، كونها مبتكرة وتستحق الاستثمار فيها".