قفزة في سعر بيتكوين بحكم محكمة.. 28 ألف دولار للوحدة الواحدة
ارتفع سعر عملة بيتكوين اليوم الثلاثاء، متجاوزاً 28 ألف دولار للوحدة الواحدة، لأول مرة منذ ما يقرب من أسبوعين، بعد أن مهدت محكمة أميركية الطريق أمام إطلاق أول صندوق متداول في البورصة للعملة المشفرة بالسوق الأميركية.
وانحازت محكمة الاستئناف الأميركية لدائرة واشنطن العاصمة إلى شركة "غراي سكيل" في دعواها القضائية ضد هيئة الأوراق المالية والبورصات، التي رفضت طلب الشركة لتحويل "غراي سكيل تراست بيتكوين" إلى صندوق استثمار متداول، لاغيةً حكمها. ومن المتوقع أن يؤثر القرار على الشركات الأخرى التي ترغب في إنشاء صناديق استثمار متداولة لبيتكوين، مثل "بلاك روك" و"فيدليتي".
ويمثل هذا الحكم نقطة تحول لمستثمري العملات المشفرة، وانتكاسة للجنة الأوراق المالية والبورصات، التي كانت تحاول كبح جماح ذلك النوع من الاستثمار الصاعد بقوة.
وألغت اللجنة، المكونة من ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف، قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات برفض إعطاء إذن لشركة "غراي سكيل إنفيسمنت" بإطلاق صندوق استثمار متداول يركز على العملة المشفرة الأشهر، مشيرة إلى أن الهيئة التنظيمية فشلت في توضيح سبب رفض الطلب بشكل كافٍ.
وبهذا الحكم، سيتم تداول صندوق "بيتكوين" من خلال بورصة الأوراق المالية التقليدية، على أن يتم الاحتفاظ بالعملة لدى شركة وساطة، ما سيسمح للمستثمرين بالتعرض لأكبر عملة مشفرة في العالم دون الحاجة إلى امتلاكها بصورة مباشرة. ويرى العديد من المتعاملين أن الموافقة على إطلاق الصندوق ستؤدي إلى مزيد من التبني المؤسسي للعملة المشفرة.
وارتفع سعر بيتكوين، بعد تقلبات عنيفة شهدتها الأسابيع الأخيرة، بنحو 7%، لتلامس 28 ألف دولار خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، وليتجاوز إجمالي ارتفاع العملة منذ بداية العام نسبة 65%، على الرغم من أنها لا تزال بعيدة عن أعلى مستوى سجلته في أواخر عام 2021، حين تجاوزت سعر 68 ألف دولار للوحدة الواحدة.
أيضاً ارتفعت عملة إيثر، وغيرها من العملات المشفرة الرئيسية الأخرى، بسبب هذه الأخبار، كما ارتفعت عملة كوين بيس، المدرجة كشريك في العديد من تطبيقات صندوق بيتكوين المتداول، بأكثر من 14% اليوم الثلاثاء.
وقالت المحكمة، في إشارة إلى المنتجات المتداولة في البورصة، "فشلت الهيئة في تقديم تفسير مناسب لموافقتها على إدراج اثنين من منتجات بيتكوين الآجلة المتداولة في البورصة ورفض منتج بيتكوين المتداول في البورصة الذي اقترحته "غراي سكيل". وأردفت المحكمة أنه في غياب التفسير المتماسك، فإن هذا، على عكس المعاملة التنظيمية للمنتجات المشابهة، يعد أمرًا غير قانوني.
وبدأت "غراي سكيل انفسمنت"، التي تدير أكبر صندوق عملات مشفرة في العالم، دعوى قضائية ضد هيئة الأوراق المالية والبورصة في يونيو/حزيران 2022، بعد أن رفضت اللجنة طلبها لتحويل صندوق بيتكوين الرئيسي الخاص بها، والمعروف برمزها GBTC، إلى صندوق استثمار، فقررت الشركة طرح صندوق الاستثمار المتداول، والذي سيكون مدعوماً ببيتكوين بدلاً من مشتقاتها.
وبعد أن وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات على صندوق بيتكوين المتداول في البورصة القائم على العقود الآجلة لشركة "برو شيرز" في أكتوبر/تشرين الأول 2021، واجه الحكم تأخيرات متعددة، لكن هيئة الأوراق المالية والبورصات رفضت الطلب في نهاية المطاف في الصيف الماضي، مشيرة إلى فشل "غراي سكيل" في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالمخاوف بشأن التلاعب المحتمل بالسوق وحماية المستثمرين.
وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات في بيان لها إنها تراجع قرار المحكمة الصادر اليوم الثلاثاء، لتحديد الخطوات التالية. ووصفت متحدثة باسم "غراي سكيل" حكم اليوم بأنه خطوة هائلة إلى الأمام بالنسبة للمستثمرين الأميركيين، ولكل منظومة التعامل في بيتكوين.
وأصبحت شركة جي بي تي سي، والتي تدير أصولاً بقيمة 16 مليار دولار، اعتبارًا من اليوم الثلاثاء، صاحبة أول منتج عملات مشفرة خالصة يمكن للمستثمرين تداولها في الحسابات الخاصة بهم.
ويتقاضى "غراي سكيل" رسومًا سنوية بنسبة 2% من المستثمرين، مما يجعل المنتج الجديد بمثابة "ماكينة لتوليد النقدية" للشركة الأم "ديجيتال أجينسي غروب".
وقال ديف ويسبرجر، الرئيس التنفيذي لشركة "كوين روتس"، وهي منصة توفر التداول الخوارزمي ومنتجات بيانات السوق الموحدة للأصول الرقمية عبر العديد من البورصات وموفري السيولة، إنه يضمن فعليًا أنهم سيوافقون على بلاك روك وفيدليتي، رغم أن الأمر ربما يتطلب بعض الوقت.
وتقدمت شركات عدة بطلبات لإطلاق صناديق الاستثمار المتداولة لبيتكوين، في السوق الفورية، منذ أكثر من عامين. ولكن حتى الآن، رفضت هيئة الأوراق المالية والبورصات أكثر من 30 عرضًا منذ عام 2021، وهو معدل رفض بنسبة 100%.
لكن معنويات المستثمرين انتعشت في يونيو/حزيران عندما تقدمت شركة بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، والتي تدير أصولاً تتجاوز قيمتها 9 تريليون دولار، بطلب مماثل، حيث تم قبول جميع طلبات إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة التي قدمتها الشركة من قبل، والبالغ عددها 575 طلبًا، باستثناء طلب واحد.
وحصلت شركة كوين بيز في وقت سابق من هذا الشهر على انتصار آخر للعملات المشفرة، حيث أصدرت الرابطة الوطنية للعقود الآجلة موافقة تنظيمية حاسمة تسمح لمنصة "كوين بيس" بتيسير تعامل المستثمرين المقيمين في الولايات المتحدة في سوق مشتقات العملات المشفرة.
وتشكل مشتقات العملات المشفرة أكثر من 75% من إجمالي تداولات العملات المشفرة العالمية، لكن مثل هذه المنتجات كانت محظورة على المستثمرين في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك إلى شدة تعقيدها وارتفاع المخاطرة فيها.
وتعرف المشتقات على أنها أدوات مالية تسمح للمتداولين بالمضاربة على تحركات الأسعار دون امتلاك الأصل الأساسي فعليًا، والذي سيكون في هذه الحالة رمزًا مشفرًا مثل بيتكوين، وربما العملات المشفرة الأخرى.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
