لم تقتصر الأزمات الاقتصادية والمعيشية في اليمن على الوقود وانهيار العملة وندرة المعروض من المواد الغذائية، بل وصلت إلى الموائد اليمنية ومنتجات ومحاصيل مثل الطماطم التي تطاولها أزمة خانقة في عموم المحافظات والمناطق.
ويشهد اليمن قفزة هائلة في أسعار الطماطم من 400 ريال للكيلوغرام الواحد إلى 1200 ريال في صنعاء ونحو 1500 ريال في عدن وحضرموت ومناطق يمنية أخرى في جنوب اليمن، مع انخفاض ملحوظ في المعروض منها في الأسواق المحلية ووصول سعر السلة الواحدة (تزن 22 كيلوغراماً) إلى أكثر من 20 ألف ريال.
متعاملون ومتعهدون تجاريون في الأسواق ومزارعون يعزون أسباب هذه الارتفاعات القياسية في أسعار الطماطم إلي العديد من العوامل، ترتبط أغلبها بمستوى الإنتاج المحلي لمحصول الطماطم الذي يشهد تراجعا بنسب متفاوتة منذ نحو ثلاثة أعوام، إلى جانب أزمة الوقود التي تضرب اليمن، خصوصاً المناطق والمحافظات الزراعية.
إضافة إلى أزمة السيول والفيضانات الناتجة عن هطول الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد مؤخراً وما نتج عنها من أضرار طالت المزارع المنتجة للخضروات والفواكه وصعوبات في عملية النقل التجاري بين المحافظات والمناطق اليمنية.
وحسب بيانات الإحصاء الزراعي، يبلغ إنتاج اليمن من الخضروات نحو 888 ألف طن منها 122 ألفا و673 طنا من محصول الطماطم. وقال حسان الروني وهو بائع في سوق مذبح المركزي للخضروات في صنعاء إن أسعار الطماطم غير مستقرة منذ بداية العام الحالي، لانخفاض كمية المعروض منها في السوق، وتراجع ملحوظ في إنتاج بعض المزارع المتضررة من بعض الحشرات الضارة.
وأكد لـ"العربي الجديد" أن الأسعار ارتفعت الأسبوعين الماضين بصورة ملحوظة، مع وصول سعر السلة إلى ضعف سعرها المعتاد الذي لم يكن يتجاوز 13 ألف ريال، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعر الكيلوغرام واضطرار الباعة إلى وضع هامش ربح محدود بمستوى لا يحد من إقبال المستهلكين على شرائه.
ويستمر سعر الكيلوغرام بالارتفاع في مناطق أخرى مثل عدن وحضرموت وغيرها من المناطق والمحافظات اليمنية في الجنوب الذي يشهد ارتفاعات قياسية تشمل معظم المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية بالتوازي مع التهاوي القياسي المتواصل للعملة الوطنية بعد وصول سعر الصرف إلى نحو 815 ريالا للدولار الواحد.
المتعهد التجاري في سوق كريتر وسط عدن شهاب سالم، تحدث لـ"العربي الجديد" عن الارتباك الكبير الذي يسود الأسواق التجارية وانفلات الأسعار في العاصمة المؤقتة المفترضة للحكومة اليمنية والتي تخضع لإدارة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً منذ إعلانه ما يسمى "الإدارة الذاتية" على المحافظات الجنوبية في إبريل/نيسان الماضي.
وحسب سالم، فإن الارتفاع القياسي الحاصل في أسعار الخضروات خصوصاً الطماطم وبفارق سعري واضح مقارنة بأسعارها في مناطق ومحافظات أخرى، سببه بعدها عن مناطق الإنتاج الزراعي من هذا المحصول، لذا يضطر الباعة والتجار والمزارعون إلى مراعاة تكاليف الإنتاج والنقل المرتفعة للغاية في ظل الصعوبات الشديدة في التنقل التجاري وإيصال بعض السلع والمنتجات إلى الأسواق الاستهلاكية.
الباحث الزراعي أسعد ردمان أشار إلى الأزمة الراهنة في الوقود التي تضرب كثير من المدن والمناطق في اليمن وخصوصا في مادة الديزل وكانت تأثيراتها سلبية على إنتاجية المحاصيل الزراعية، لافتاً إلى بعض الافات المزمنة التي يعاني منها محصول الطماطم في اليمن وأهمها "حشرة حافرة الطماطم" التي ضربت بصورة مباشرة جهود المزارعين وإنتاجية مزارعهم.
وأكد لـ"العربي الجديد" أن هذا الأمر ساهم خلال الفترة الماضية بزيادة مستوى التخوف لدى العاملين في القطاع الزراعي من الخسائر التي يمكن تكبدها جراء هذه الوضعية وتقليص حجم المساحات المزروعة.