قطر: حاجة متزايدة للعمالة الفندقية مع اقتراب كأس العالم

05 نوفمبر 2021
قطر تخطط لتوفير 100 ألف غرفة فندقية (Getty)
+ الخط -

تتنامى احتياجات الفنادق القطرية للأيدي العاملة كلما اقترب الحدث الرياضي الأبرز في العالم، مونديال 2022، الذي تستضيفه الدوحة، ما يدفع نحو السعي إلى توفير العمالة الماهرة المؤقتة أو الدائمة المستقدمة من الخارج، أو الاستفادة من إعادة تدوير العمالة الموجودة محليًا عبر شركات الاستضافة.
وتخطط قطر لاستضافة 1.2 مليون زائر خلال فترة مونديال 2022 التي تبدأ في 21 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وتمتد على مدار 28 يومًا، على أن تقام المباراة النهائية يوم 18 ديسمبر/كانون الأول، تزامناً مع احتفالات دولة قطر باليوم الوطني، بحسب موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وحسب اللجنة، يقطع ملف استضافة دولة قطر للبطولة وعدًا بتوفير 100 ألف غرفة، وتعمل دولة قطر حالياً على إتاحة عدد أكبر من ذلك، عبر إقامة المزيد من الفنادق والمنشآت السياحية، خاصة في مدينة لوسيل الجديدة وداخل العاصمة الدوحة وضواحيها.
وفي هذا السياق، يرجح خبراء في القطاع السياحي وأصحاب شركات الضيافة والنظافة تزايد الطلب على العمالة الفندقية أو تلك التي ستعمل على تشغيل ملاعب كأس العالم والمرافق المرتبطة بالبطولة. فيما يقلل بعض أصحاب الفنادق من ذلك، بحكم اعتمادها على توظيف العمالة الكافية لنسبة الإشغالات الحالية للفنادق.

يُشار إلى أن إشغالات الفنادق والشقق الفندقية، باستثناء التي استخدمت للحجر الصحي لكبح انتشار كوفيد 19، بلغت 70% خلال شهر سبتمبر/أيلول 2021، مقارنة بـ 55% نسبة عن نفس الفترة من العام الماضي، بحسب النشرة الشهرية لجهاز التخطيط والإحصاء الحكومي.

عقود مؤقتة
الاستفادة من تدوير العمالة الموجودة في قطر للعمل في الفنادق خلال فترة كأس العالم، أمر صعب، بحسب تأكيدات رجل الأعمال حسن الحكيم، الذي يُرجع ذلك إلى نقص العمالة التي غادرت بلا عودة أثناء فترة جائحة كورونا.
ويضيف الحكيم، لـ"العربي الجديد"، أن شركات الضيافة والنظافة يمكن أن تسهم في استقدام العمالة المطلوبة للفنادق وملاعب كأس العالم على حد سواء، شريطة أن يتم منحها إمكانية استقدام عمالة بعقود "مؤقتة" للعمل خلال فترة ستة إلى ثمانية أشهر، تتضمن فترات اختبار وتدريب وتأهيل قبيل استضافة كأس العالم.

وسيُمكّن ذلك شركات الضيافة والنظافة من استقدام آلاف العمالة المتخصصة حسب القدرة الاستيعابية لكل شركة، حيث يتطلب ذلك توفير السكن الملائم والغذاء ووسائل التنقل، بحسب الحكيم الذي يرى أيضًا أن ذلك سيكون خيارًا أفضل للفنادق ومشغلي ملاعب كأس العالم.

شركات الاستقدام
ويرى الخبير السياحي عادل الهيل، أن احتياج هذه الفنادق للعمالة سيكون لفترة قصيرة ولا يتطلب أن تتكبد الفنادق عناء البحث وإجراء المقابلات الشخصية وتخصيص ميزانيات لتذاكر السفر وغيرها.

سياحة وسفر
التحديثات الحية

وأضاف الهيل، لـ"العربي الجديد"، أن الاعتماد على شركات الضيافة والنظافة لاستقدام العمالة المناسبة هو الحل الأمثل، مبينًا أن هذه الشركات يمكنها توفير العمالة المتخصصة للعمل في الفنادق أثناء المونديال بسهولة، عبر نظيراتها في بعض الدول الأوروبية ودول شرق آسيا، لا سيما مع إغلاقات الفنادق. ونوه إلى أن ما يصل إلى 50% من الفنادق ذات الخمس نجوم مغلقة بسبب الجائحة، وهي عمالة متخصصة وجاهزة.

عمالة دائمة
لكن أحمد حسين، الذي يمتلك ثلاثة فنادق ويدير شركة للسياحة والسفر، يفضل أن يستقدم الفندق العمالة مباشرة لاختيار المناسب منها بعناية، وتحت تصرّف الفندق بعقود مباشرة بين الفندق والعامل، وضمن نطاق مسؤوليته الكاملة من دون وسطاء.
ويضيف حسين، لـ"العربي الجديد"، أنه إذا دعت الحاجة لاستقدام عمالة، فسيتوجب استقدامها قبل المونديال بستة أشهر على الأقل، وستكون دائمة وغير مؤقتة.

ويعول حسين على استدامة الحاجة أو الطلب للعمالة الفندقية بعد كأس العالم، لأن المونديال سيكون محطة رئيسية ضمن عدة محطات من بطولات ودورات الألعاب الرياضية المتنوعة التي ستحول قطر إلى عاصمة جذب سياحية، لافتًا إلى أن كأس العرب الذي ينطلق 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري هو تجربة ونموذج مصغر لكأس العالم.
وطالب حسين الذي يشارك بـ 500 غرفة ضمن ثلاثة فنادق لاستضافة مشجعي كأس العالم، بتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية في الدولة وملاك الفنادق، للعمل على تقديم استضافة استثنائية لكأس العالم.

المساهمون