قطعت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التيار الكهربائي الواصل إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري في جنوب محافظة الرقة شمال شرقيّ البلاد، وبعض المناطق القريبة في ريف حمص الشمالي (سوط)، وذلك لليوم الثامن على التوالي، الأمر الذي أثر بآلاف السكان العاملين في الزراعة.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قسد" واصلت الضغط على النظام السوري في عدة نواحٍ للخضوع لشروط التفاوض معها في القامشلي شمال شرقيّ البلاد، وكان آخر تلك الضغوط قطع التيار الكهربائي عن مناطق عديدة في ريف الرقة الجنوبي وامتداده في ريف حمص الشمالي الشرقي.
وأضافت المصادر أنّ الكهرباء القادمة من مناطق "قسد" في الرقة إلى منطقتي معدان والسبخة جنوبي محافظة الرقة قطعتها مليشيات "قسد"، حيث باتت المناطق تلك من دون كهرباء بشكل تام لليوم الثامن على التوالي، الأمر الذي يهدد السكان بالعطش أيضاً.
ويُعَدّ سدّ الفرات المصدر الرئيسي للكهرباء في الرقة، وكانت "قسد" قد زعمت سابقاً تسليم محطات التوليد في السد للنظام السوري من أجل إعادة تشغيلها بعد تعرضها للتخريب إبان سيطرة تنظيم "داعش" على المنطقة.
ويعمل معظم سكان المنطقة الجنوبية الخاضعة للنظام في ريف الرقة، وامتدادها في منطقة السخنة بريف حمص الشمالي، في تربية المواشي والزراعة، ويعتمدون على الكهرباء والوقود في عمليات استجرار المياه للسقاية والشرب، والكهرباء لم تأتِ إلى المنطقة منذ أسبوع، ودخلت اليوم الثامن على التوالي.
ويقول مواطن من المنطقة، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معاناتنا تزيد، وهناك تخوف من نفاد مياه الشرب من المنازل، كذلك فإنّ المعاناة تزيد أكثر مع صعوبة تأمين المياه للمزروعات والمواشي التي هي مصدر الرزق الأساسي لنا"، مشيراً إلى أنّ الكهرباء في المنطقة مصدرها الرئيسي محطات التوليد في مناطق "قسد" ولا يمكن جرّها في الوقت الحالي إلا من هناك.
وتقول أم سالم من أهالي السبخة، لـ"العربي الجديد"، إنّ منطقتهم بعيدة عن نهر الفرات، و استجرار المياه من الآبار للسقاية في ظل انقطاع الكهرباء "أمر صعب ومكلف للغاية"، موضحة أنّ فقر المنطقة بالأمطار يجبرهم على الري خلال فترات انقطاع المطر، وذلك يعني ارتفاع الأسعار أو ترك الأرض من قبل المزارع وتكلف خسارة باهظة.
وتعاني البنى التحية في معدان والسبخة والسخنة في الأصل من واقع متردٍّ نتيجة الحروب المتكررة في المنطقة، وكان آخرها الحرب على تنظيم "داعش"، وهجمات الأخير المتكررة على قوات النظام، التي أدت إلى تلف كبير في شبكات الكهرباء.
ويعاني النظام السوري أيضاً من أزمات على كل المستويات الاقتصادية والمعيشية، بداية بالنقص الحاد في المحروقات، وصولاً إلى الانخفاض الحاد في القيمة الشرائية لليرة السورية، حيث يقف النظام عاجزاً عن تلبية متطلبات المنطقة من ماء وكهرباء ووقود.
وكانت "قسد" قد حاصرت النظام السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي ومناطق أخرى، على خلفية التوتر بين الطرفين في القامشلي، الذي جاء بعد عمليات اعتقال وخطف متبادلة بين الطرفين.