قرار "أوبك+" يعكس تراجع المخاوف من فائض النفط ومن مخاطر أوميكرون

05 يناير 2022
قررت "أوبك+" الالتزام بزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً في فبراير (Getty)
+ الخط -

قال محللون ومصادر لوكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، إنّ قرار تكتل "أوبك+"، هذا الأسبوع، الالتزام بالزيادة المزمعة في إنتاج النفط لشهر فبراير/شباط، يعكس تراجع حدة المخاوف من تكوّن فائض كبير من النفط في الربع الأول، بالإضافة إلى رغبة في اتساق الإرشادات الموجهة للسوق.

فقد قررت مجموعة الدول المنتجة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاءها وعلى رأسهم روسيا، أمس الثلاثاء، زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً، في فبراير/شباط المقبل.

كانت الولايات المتحدة قد حثت التكتل على ضخ المزيد من النفط الخام لدعم التعافي الاقتصادي العالمي من الجائحة، وتهدئة الأسعار التي بلغت نحو 80 دولاراً للبرميل. غير أنّ "أوبك+" قالت إنّ السوق لا يحتاج المزيد من النفط.

وخلال المحادثات، درس الوزراء والمسؤولون بيانات "أوبك+" الداخلية، قبل اجتماع الثلاثاء، وكانت تشير إلى فائض في المعروض يبلغ 800 ألف برميل يومياً في يناير/كانون الثاني، و1.3 مليون برميل في اليوم خلال فبراير/شباط.

ورغم أنّ هذا يمثل فائضاً يزيد عن الطلب، فهو أقل بكثير من التقديرات الأولية التي أثارت مخاوف، ففي ديسمبر/كانون الأول قدرت أرقام "أوبك+" الداخلية الفائض في يناير/كانون الثاني بمقدار مليوني برميل يومياً، وزيادته إلى ثلاثة ملايين برميل في اليوم في فبراير/شباط.

وقال مندوب شارك في اجتماع "أوبك+"، إنّ "الصورة تحسّنت منذ القرار السابق"، مشيراً إلى التوقعات للربع الأول من العام. وأضاف: "المخزونات انخفضت".

وقال مندوبون آخرون إنّ التعديلات ترجع في جانب منها إلى تقدير "أوبك+" أنّ المتحور أوميكرون من فيروس كورونا، سيكون أثره محدوداً على الطلب، وأنّ عجز بعض المنتجين عن زيادة الإنتاج؛ بسبب عوامل مقيدة للقدرة الإنتاجية، سيعمل على إبقاء الزيادة الفعلية في الإمدادات منخفضة.

ويبدو أنّ المستثمرين يتفقون على أنّ تأثير أوميكرون بسيط.

وقد ارتفعت أسعار النفط إلى 80 دولاراً للبرميل، لتعود تقريباً إلى المستوى الذي كانت عليه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما بدأ تواتر الأنباء عن ظهور المتحور الجديد، مما أدى إلى انخفاض الأسعار في اليوم نفسه أكثر من 10%.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الثلاثاء، إنّ التكتل يعتقد أنّ هناك ضبابية في الوقت الحالي في ما يتعلق بانتشار أوميكرون، متابعاً أنه "ومع ذلك تبيّن الملاحظات والتحليل أنه رغم مستوى انتشار العدوى المرتفع، فإنّ معدلات دخول المستشفيات منخفضة بما يكفي، وهذا ليس له تأثير على انخفاض الطلب".

وحذرت المحللة باربرا لامبريخت لدى "كومرتس بنك"، من أنّ المعنويات قد تتحول بسرعة، مشيرة إلى احتمال أن يؤدي أوميكرون إلى فرض قيود أشد على التنقلات، لكنها أضافت: "يبدو أنّ كل شيء يسير بسلاسة لأوبك+ في الوقت الحالي".

وقالت مصادر "أوبك+"، إنّ التكتل حريص أيضاً على الالتزام بإرشاداته السابقة للسوق، وهي نقطة ركّز نوفاك رئيس وفد موسكو في اجتماع "أوبك+" على أهميتها في ديسمبر/كانون الأول.

وكان الاجتماع قصيراً نسبياً بمعايير "أوبك+"، إذ بدأ الساعة 12.30 بتوقيت غرينتش، واستغرق أقل من ساعتين، ووصفه مندوبون بأنه "سهل وبلا مشاكل".

وقال مصدر في "أوبك+": "نحن بحاجة للاستقرار. أسعدني أن نبدأ العام بداية سلسة".

(رويترز)

المساهمون