قبرص: الحرب على غزة تنشّط مشروعات الغاز والكهرباء المشتركة مع إسرائيل

08 نوفمبر 2023
تسعى قبرص إلى إسالة الغاز الإسرائيلي وتصديره لأوروبا (Getty)
+ الخط -

قال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، إن التداعيات السياسية والاقتصادية الناجمة عن الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين قد توفر قوة دافعة لخطط إنشاء خط أنابيب ينقل الغاز الطبيعي البحري إلى قبرص لمعالجته وشحنه إلى الأسواق الخارجية.

شدد باباناستاسيو على أن القتال في قطاع غزة ورغبة إسرائيل في تعزيز أمن الطاقة يضفي ثقلا على كابل كهرباء مقترح تحت البحر بقدرة 2000 ميغاواط سيربط شبكات الكهرباء في إسرائيل وقبرص بالبر الرئيسي الأوروبي عبر اليونان.

قال باباناستاسيو إن اتصالات إسرائيل مع تركيا بشأن التعاون المحتمل في مجال الطاقة - وهي جزء لا يتجزأ من رغبة الحكومة الإسرائيلية في إبقاء جميع الخيارات المتاحة مفتوحة - ربما تكون قد تراجعت على جانب الطريق، نظرا لانتقادات تركيا القاسية المتزايدة للممارسات الإسرائيلية في غزة.

وبعد أن أخبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مئات الآلاف من المشاركين في تجمع مؤيد للفلسطينيين الشهر الماضي بأن بلاده تخطط لاتهام إسرائيل رسميًا بارتكاب جرائم حرب، قالت الحكومة الإسرائيلية إنها تعيد تقييم العلاقات الدبلوماسية مع أنقرة.

وربما تكون العلاقة المتدهورة قد أدت إلى تضييق الخيارات المتاحة أمام إسرائيل لتصدير إمداداتها الفائضة من الغاز في ظل البدائل التي تقدمها قبرص المجاورة.

قال باباناستاسيو لوكالة "أسوشيتدبرس" في مقابلة إن الحرب "غيرت الوضع إلى حد ما، وهنا يتعين على قبرص الاستفادة من هذه الفرصة الناشئة".

وأضاف أن الإمارات أبدت اهتماما "فوريا بالاستثمار في الكابل الذي تبلغ قيمته 1.9 مليار يورو (2.03 مليار دولار).

وقال إن الأردن أبدى أيضًا اهتمامًا "بأن يصبح جزءًا من النقاش".

وافق الاتحاد الأوروبي على تمويل المشروع بمبلغ يصل إلى 657 مليون يورو (702.57 مليون دولار).

وتخطط قبرص لسحب 100 مليون يورو أخرى من صندوق التعافي والمرونة التابع للاتحاد الأوروبي، وتأمل أن يقدم بنك الاستثمار الأوروبي للبلاد قرضًا بقيمة 600 مليون يورو أخرى. ومن المتوقع أن يقوم مستثمرون آخرون بتغطية الباقي.

وفقا لباباناستاسيو، تريد إسرائيل تسريع المشاريع التي من شأنها تعزيز إمداداتها من الكهرباء لأن بعض التقديرات تشير إلى أن البلاد ستشهد نقصا في غضون ثلاث إلى أربع سنوات.

وقال الوزير: "هناك تحديات أمنية، لذلك تنظر إسرائيل بعين إيجابية للغاية إلى ربطها الكهربائي مع قبرص واليونان، والذي يربطها بشكل أساسي بالشبكة الأوروبية".

وطرحت قبرص على إسرائيل في وقت سابق من العام الجاري فكرة إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي والقبرصي من الرواسب البحرية إلى الجزيرة لمعالجته وتصديره في نهاية المطاف.

سيكون ذلك نسخة مبتورة من خط أنابيب أطول بكثير يهدف إلى نقل غاز شرق البحر الأبيض المتوسط مباشرة إلى اليونان. وقد ألغت الولايات المتحدة الفكرة، لكن باباناستاسيو قال إن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتبر خط الأنابيب الأطول خيارًا.

لا تزال قبرص وشركة الطاقة الأميركية شيفرون تحاولان التوصل إلى اتفاق للتوفيق بين الأساليب المختلفة لتطوير حقل غاز أفروديت، وهو أول حقل يتم اكتشافه قبالة قبرص والذي تشير التقديرات إلى أنه يحتوي على 4.2 تريليونات قدم مكعبة من الغاز.

تريد شيفرون إرسال الغاز إلى مصر عبر خط أنابيب، لكن قبرص تريد معالجته في منشأة إنتاج عائمة، لأنه سيكون أكثر فائدة من الناحية الاقتصادية للحكومة القبرصية وسيوفر المزيد من المرونة لتزويد الأسواق الأخرى.

(أسوشييتد برس)

المساهمون