"فولكسفاغن" تتخارج من روسيا... ما مصير مصانعها؟
تمكنت شركة "فولكسفاغن" الألمانية المصنعة للسيارات والمنسحبة من السوق الروسية في نهاية المطاف من بيع جميع أصولها في روسيا لشركة "أفيلون" الروسية الموزعة للسيارات. وشملت الصفقة بيع مصنعها في مدينة كالوغا الواقعة جنوب غربي موسكو، وغيره من أعمال الشركة الألمانية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الذي تم تشغيله في عام 2007، 225 ألف سيارة سنوياً، وكان ينتج سيارات من طُرز "فولكسفاغن تيغوان" وفوكسفاغن بولو" و"سكودا رابيد".
ورغم عدم الإعلان عن قيمة الصفقة بشكل رسمي، إلا أن بيانات مصدر وكالة "إنترفاكس" الروسية تشير إلى أن السلطات الروسية سمحت لـ"أفيلون" بشراء أصول "فولكسفاغن" مقابل سعر لا يزيد عن 125 مليون يورو.
وتعرف "أفيلون" نفسها بنبذة على موقعها على أنها شركة توزيع سيارات رائدة في روسيا تضم حقيبتها 44 علامة، بما فيها سيارات فاخرة مثل "رولز رويس" و"فيراري" و"مرسيدس بنز" و"بي إم دبليو"، بالإضافة إلى السيارات الصينية التي تتزايد حصتها في السوق الروسية بشكل مطرد على واقع انسحاب الشركات الغربية.
وفي عام 2021، بلغت مبيعات الشركة 36.6 ألف سيارة بقيمة 154 مليار روبل (1.9 مليار دولار تقريبا وفقا لسعر الصرف الحالي).
كما تعمل الشركة في مجال بيع السيارات المستعملة والسيارات الإلكترونية والدراجات النارية، بالإضافة إلى بيع قطع غيار ومستلزمات وتقديم خدمات ما بعد البيع.
ويعتبر مدير المكتب الصحافي لوكالة "أفتوستات" المعنية بتحليل سوق السيارات، آزات تيميرخانوف، استكمال "فولكسفاغن" بيع أصولها أمراً طبيعياً في الظروف الجيوسياسية الراهنة، متوقعا أن يشكل استحواذ "أفيلون" على أصول الشركة الألمانية نقلة نوعية لها.
ويقول تيميرخانوف في تعليق لـ"العربي الجديد": "يندرج بيع أصول "فولكسفاغن" لشركة "أفيلون" القابضة للتوزيع ضمن منطق الأحداث الجارية. التزاماً بالعقوبات المفروضة على روسيا، أوقفت الشركات الغربية إنتاج السيارات. وفي ظل انعدام الأمل في استئنافه، تضطر هذه الشركات لبيع مصانعها المتعطلة حتى تحصل على بعض الأموال مقابل ذلك".
ويتوقع أن تحقق "أفيلون" نقلة نوعية باستحواذها على مصنع "فولكسفاغن"، مضيفا: "لن تعود الشركة مجرد موزع السيارات، بل مصنعها أيضا، ومهمتها الآن هي إيجاد شريك توفر له ساحة لتجميع السيارات. على ما يبدو، سيكون ذلك لاعب من الصين لا يملك مصنعاً في روسيا".
ويستشهد في ذلك بواقعة بيع مصنع "مرسيدس بنز" في ضواحي موسكو لشركة "أفتودوم" القابضة لتوزيع السيارات وفق الآلية ذاتها في أبريل/نيسان الماضي.
وكانت "فولكسفاغن" قد أكدت في بيان صدر يوم الجمعة، على استكمال عملية بيع حصة "فولكسفاغن غروب" في شركة "فولكسفاغن غروب روس"، بما فيها الشركات التابعة لها، مضيفة: "مع تسجيل الصفقة، ينتقل حق ملكية الحصة في رأس المال المصرح به لشركة "فولكسفاغن غروب روس" والشركات التابعة لها من البائعين إلى المشتري".
وقال البيان: "يحصل المالك الجديد على كافة الحصص في الشركات التابعة لها في روسيا. وتمت الموافقة على الصفقة من قبل السلطات الحكومية الروسية. ويشمل الانتقال نقل كافة الإمكانيات الصناعية في كالوغا والشركة المستوردة (التوزيع وأعمال ما بعد البيع) والتخزين وأعمال الخدمات المالية وانتقال جميع العاملين".
