أصبح سحب المياه الجوفية عبر "الطلمبات"، مهمة رائجة في محافظات مصر، رغم تكاليفها التي تصل إلى ما بين 3 و4 آلاف جنيه. إلا أن بعض المصريين يراها أفضل من "فاتورة المياه" التي وصلت إلى أرقام قياسية، إلى جانب انقطاعها المتكرر يومياً.
إلا أن المياه الباطنية تطرح تحديات صحية تطاول جميع أفراد الأسرة، لكونها مختلطة بمياه الصرف الصحي، وتؤدي إلى العديد من الأمراض، أخطرها الفشل الكلوي، والإصابة بالفيروسات الكبدية. هذا ما كشف عنه أحد الأطباء في محافظات صعيد مصر، الذي رفض ذكر اسمه، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن المئات من الفقراء بالقرى والمدن لجأوا إلى المياه الجوفية، رغم التحذيرات من خطرها.
وارتفعت قيمة فواتير المياه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما أصبحت شهرية مثل باقي الفواتير الأخرى (الغاز – الكهرباء) لتزيد الأعباء على ميزانية الأسرة كل شهر، وتخلق عجزاً عن السداد، وتقود إلى دوامة من المشاكل، خصوصاً أن الغالبية العظمى من الأسر في مصر هي من ذوي الدخل المتوسط وما دون.
وانتقد عدد من المواطنين في المحافظات المصرية، ارتفاع قيمة فواتير المياه بصورة مثيرة للغضب، وهو ما أدى إلى حالة من الغليان في الشارع.
وسأل علي محرم (موظف): "على أي أساس تُحتسَب فاتورة المياه؟"، مؤكداً أن "المحصل يهددنا برفع العداد إذا لم ندفع المبلغ بالكامل.
وعبّر عبد الله الدكروري عن دهشته بدفع مبلغ مالي شهرياً للمياه يقدر بـ 85 جنيهاً لشقة ابنه المسافر، رغم أن لها عداداً منفصلاً عن عداد العمارة السكنية، وعند سؤال الجهات المسؤولة عن ذلك، أكدوا أنها مصاريف إدارية، حتى لو كانت الشقة مغلقة.
ومن جانبه قال عمرو الإدريسي (موظف) إنه اشترى بالتعاون مع سكان العقار "طلمبة" لسحب المياه من باطن الأرض، رغم تكلفتها التي وصلت إلى 3500 جنيه، على أن تُشغَّل "المياه الحلوة" ساعتين يومياً فقط، مؤكداً أنه يخشى من الفاتورة العالية للمياه التي وصلت إلى 1700 جنيه شهرياً على ثلاث شقق فقط، دون مراعاة لظروف المواطنين وأزمة كورونا، والحالة الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها فقراء مصر بصفة عامة.
وشدد صبحي إبراهيم (موظف) على أنه لا يوجد أي سبب لارتفاع قيمة فاتورة المياه بطريقة لا يصدقها عقل أو يقبلها أي منطق، والتي تحصلها شركة المياه من المواطنين، مضيفاً أن زيادة قيمة الفواتير بهذا الشكل إضرار بجيوب مشتركيها من دون وجه حق، موضحاً أن البعض من المواطنين لجأ إلى "دق الطلمبات" لسحب المياه الجوفية من باطن الأرض، رغم مخاطرها الصحية على الأطفال والكبار، بهدف الاستغناء نهائياً عن مياه الحكومة. وللوقاية من الأمراض، اشترى عدد من المواطنين "الفلاتر" لتنقية المياه.