حصل "العربي الجديد" على معلومات تفيد بقيام مكتب أمن الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، خلال الأيام القليلة الماضية بتجنيد عدد كبير من الشباب من محافظات سورية مختلفة، وذلك عبر مكاتبها المُنتشرة في حماة وحمص ودمشق، لتسند لهم مهمة مرافقة الشاحنات التجارية من معبر نصيب الحدودي مع الأردن، جنوب محافظة درعا، ومعبر التايهة جنوب غربي مدينة منبج، شرقي حلب، والفاصل بين قوات النظام السوري وقوات سورية الديمقراطية(قسد)، وهو المعبر الوحيد الذي يربط مناطق سيطرة قوات النظام بمناطق سيطرة قسد شرق حلب.
وتأتي حملة التجنيد لأمن الفرقة الرابعة، بعد إعادة فتح معبر التايهة الذي تُسيطر عليه قوات النظام السوري، والقريب من بلدة التايهة 27 كم جنوب غربي مدينة منبج، في الـ30 من كانون الثاني/يناير العام الحالي، عقب إغلاقه لأسابيع، عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، رداً على محاصرة قوات "قسد" المربع الأمني لقوات النظام في مدينة الحسكة شرق البلاد. فيما يشهد معبر نصيب الحدودي الوحيد مع الأردن تدنياً في مستوى الحركة التجارية وخاصةً في الآونة الأخيرة.
وكشف مصدر مطلع لـ"العربي الجديد"، أن "مكتب أمن الفرقة الرابعة، بدأ قبل أسبوعين بحملة تجنيد جديدة طاولت شباباً من مختلف المحافظات السورية، عن طريق سماسرة يعملون لصالح أمن الفرقة"، مُشيراً إلى أن "خدمة المُجندين ستكون 20 يوماً في الشهر مقابل عشرة أيام إجازة، براتب شهري قدره 200 ألف ليرة سورية شهرياً، فضلا عن الحوافز اليومية والإتاوات التي تفرضها الفرقة على سائقي الشاحنات، والتي سيكون لهؤلاء نصيب منها".
وأوضح المصدر أن "حملة التجنيد لا تزال مستمرة بُغية الوصول إلى العدد المطلوب وهو 500 شخص، حيث وصل العدد حتى الأحد، إلى 400 شاب 120 منهم من محافظة حلب وأريافها الشمالية، بما فيها مدينتا نبل والزهراء، و123 من محافظة دمشق وريفها، و82 من محافظة حماة، بريفيها الجنوبي والغربي، والبقية من محافظات سورية مختلفة عبر تسعة سماسرة أبرزهم محمد رحال، الذي نشط أخيراً بإبرام عدة عقود تجنيد مع الحرس الثوري الإيراني والفرقة الرابعة لتجنيد شباب سوريين في صفوف تلك القوات والمليشيات".
ولفت المصدر إلى أن "العقود المبرمة شملت الشباب المتخلفين عن الخدمة الإلزامية، وعناصر لجان المصالحات، وتم تزويدهم ببطاقات أمنية خاصة بالقوات الرديفة للفرقة الرابعة لتسهيل مرورهم على الحواجز العسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام"، مؤكداً أن "أول دفعة من المُجندين الجدد بدأت بعملها قبل أسبوع بمرافقة الشحنات التجارية من المعابر المذكورة إلى عمق مناطق سيطرة قوات النظام".
ورصد "العربي الجديد" لجوء الفرقة الرابعة أخيراً إلى نشر 11 حاجزاً أمنياً على طريق دمشق – حلب، انطلاقاً من أرياف حماة الشمالية حتى مدينة حلب؛ جاء ذلك بعد الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة خفض التصعيد الرابعة، إدلب وما حولها، وفرْض قوات النظام والمليشيات الحليفة لها سيطرتها على الأوتوستراد الدولي دمشق - حلب "أم 4" المار من إدلب وأرياف حلب وحماه.
وتفرض قوات أمن الفرقة الرابعة المسيطرة بشكل رئيسي على الطريق، إتاوات على شحنات الشركات السورية الخاصة تتراوح ما بين 50 و100 ألف ليرة سورية، يتقاضاها كل حاجز يتبع لأمن الفرقة على كل شحنة، التي تحمل مواد مختلفة منها الخضراوات، والمواد الغذائية، والأقمشة، والألبسة، ومواد البناء، بالإضافة إلى فرض عناصر الفرقة مبالغ مالية على جميع حافلات النقل السياحية التي تقل الركاب والمسافرين وتكاسي الأجرة، حتى أن باصات الخدمة الخاصة بنقل الموظفين العاملين ضمن دوائر النظام الحكومية، لم يتم استثناؤها من فرض الإتاوات.
وكان إبراهيم الجباوي، ضابط الشرطة المنشق، والعضو الحالي في "هيئة التفاوض" المعارضة، وهو ابن محافظة درعا الحدودية مع الأردن، أكد في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أن "حركة العبور بين الأردن وسورية باتت بحدودها الدنيا"، مقدراً خسائر النظام السوري بنحو 15 مليون دولار يومياً، مقارنة بحركة العبور قبل عام 2011، حين كان معبر نصيب يشهد عبور أكثر من 6000 شاحنة يومياً، مضيفاً أن "الضرر لحق أيضاً بالجانب اللبناني الذي يصدر للخليج براً عبر سورية والأردن".