تخوّف سوريون من نتائج الاتفاق السوري الأردني بعودة الحركة على معبر جابر-نصيب، وذلك بأن يؤدي لمزيد من ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية.
واتفق الجانبان السوري والأردني أمس الثلاثاء على تسهيل حركة الترانزيت والسماح للشاحنات والبرادات السورية بدخول الأراضي الأردنية باتجاه دول الخليج.
ويرى الباحث السوري يحيى السيد أحمد أن إعادة فتح معبر "نصيب-جابر" ضرورة وحاجة، ليس لسورية والأردن فقط، بل ولما بعد الأردن في دول الخليج العربي، للتنقل ونقل فائض الإنتاج بسورية ولبنان وبالتالي زيادة التبادل التجاري "لأن النظام بدمشق كما لبنان بأمس الحاجة للتصدير والقطع الأجنبي".
ويستدرك الباحث خلال تصريحاته لـ"العربي الجديد" أن "إعادة فتح المعبر وما تكبده التجار وحتى المزارعون من خسائر، ربما يكون درساً لوقف علميات تهريب المخدرات من سورية ولبنان باتجاه دول الخليج، ضمن شحنات الصادرات".
وأضاف أنه رغم أهمية الصادرات إلا أنها "يجب ألا تكون على حساب العرض بالسوق المحلية ورفع الأسعار لحرمان المستهلكين من إنتاج بلدهم".
وتشهد أسعار الخضر والفواكه بالأسواق السورية ارتفاعات مضطردة منذ ما قبل عيد الأضحى، وصلت بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق إلى نحو 50% على الفواكه وأكثر من 30% على الخضر الموسمية.
ويتوقع الباحث الاقتصادي السيد أحمد زيادة أسعار الخضر والفواكه بعد عودة التصدير للأردن وعبور الشاحنات عبرها لدول الخليج العربي، مقدراً كمية الصادرات اليومية بنحو 500 طن من الخضر والفواكه، بعد أن تراجعت خلال الفترة السابقة إلى ما دون 150 طناً واقتصار الشاحنات العابرة الأردن على نحو 30 شاحنة يومياً، حيث اتجه التجار السوريون إلى معبر البوكمال مع العراق لتصدير نحو 600 طن من الخضر والفواكه إلى العراق وإيران.
وهو ما أكده سابقاً عضو لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه بدمشق أسامة قزيز، بقوله: "لقد أثر التصدير على رفع الأسعار، بعد تراجع ما يدخل سوق الهال "الجملة" بدمشق من خضر وفواكه".
ويستبعد قزيز انخفاض أسعار الفواكه خلال الأيام المقبلة، معتبراً خلال تصريحات صحافية أمس أن التصدير هو السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الفواكه حالياً، ومشيراً إلى أن أسعارها ارتفعت خلال فترة العيد بنسبة تراوحت بين 25 إلى 50% نتيجة عدم توقف التصدير خلال هذه الفترة.
ويزيد التصدير إلى روسيا من نقص معروض الخضر والفواكه الموسمية بالأسواق السورية، إذ تلتزم حكومة بشار الأسد بعقد تصدير 700 حاوية من الفواكه والخضر إلى روسيا خلال العام الجاري، تم إبرامه مطلع العام في غرفة تجارة طرطوس على الساحل السوري مع وفد روسي.
ويعاني السوريون من ارتفاع الأسعار وتراجع الدخل، ما زاد نسبة الفقر عن 90% بعد أن وصلت تكاليف المعيشة بحسب مركز قاسيون قبل أيام إلى مليون و240 ألف ليرة سورية في حين لا يزيد معدل الرواتب والأجور بعد زيادة الأسد الأخيرة عن 73 ألف ليرة، ما أوصل السوريين لشراء الفواكه بالحبة أو الاستغناء عنها بالمطلق لتأمين الخبز ومستلزمات الحياة الضرورية.
وكان استطلاع قد أجرته منظمة “save the children”، قد كشف أن نحو 5 ملايين طفل سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن 65 بالمئة من الأطفال السوريين لم يتناولوا حبة فاكهة، منذ ثلاثة أشهر.
وذكر الاستطلاع أن "عدداً غير مسبوق من الأطفال في سورية الآن يعاني من ارتفاع معدلات سوء التغذية" لافتاً إلى أن إجمالي عدد الأطفال الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في أنحاء سورية ارتفع إلى أكثر من 4.6 ملايين.
(الدولار= 2512 ليرة سورية رسمياً)