فالنسيا هي واحدة من المدن الإسبانية الرائعة، ذات هندسة معمارية فريدة، وبساتين من الليمون والحمضيات، والكثير من الأماكن التاريخية، جعلتها تنافس كبريات المدن الإسبانية لناحية جذب السياح من كافة أرجاء العالم.
تصف صوفيا من موقع Hand and luggage " فالنسيا" بأنها "ذلك المكان المليء بآلاف السنين من التاريخ والتقاليد والتراث، إنه المكان الذي لا يمكن تفويته خلال زيارة إسبانيا".
تقع فالنسيا على الساحل الشرقي لإسبانيا. هي بلا منازع مسقط رأس طبق "الباييا" الشهير، تضم شواطئ رملية زاهية تمتد على مدى كيلومترات. تتميز بطقسها المعتدل، حيث أشعة الشمس لا تفارقها على مدار العام تقريباً.
إن لم تكن هذه الأسباب كافية لزيارتها، فهي أيضاً موطن لأشجار الليمون، وخاصة الفالنسي، ومن هنا ربما جاءت تسمية المدينة، وهو أيضاً ما يجعلها المدينة المعطرة ذات الروائح الذكية.
إنها خروج عن التقاليد السياحية، وهي عنوان لاكتشاف الوجه الآخر لإسبانيا، بهذه الكلمات تدعو صوفيا الزوار لزيارة المدينة.
جولة تاريخية
تتميز فالنسيا بوجود العديد من الآثار القديمة كالكنائس والقلاع التاريخية. بحسب صوفيا، فإن زيارة كاتدرائية القديس نيكولاس تعتبر واحدة من الجولات التي تجمع ما بين الآثار القديمة والفن القوطي، خاصة أن الكنيسة مزينة بلوحات جدارية ضخمة تعود إلى القرن السابع عشر. بالإضافة إلى ذلك، يقصد السياح دار الأوبرا، والتي تعتبر تحفة فنية فريدة، ومتحف العلوم الأشهر في أوروبا.
ولا تكتمل الجولة التاريخية من دون المرور بسوق الحرير، وهو سوق تقليدي، يعود تاريخه إلى مئات السنين، يتميز بتصميمه الهندسي ذي الطابع الأندلسي، وكان واحدا من أشهر أسواق الحرير في أوروبا.
في المدينة القديمة، والتي تنصح صوفيا بزيارتها بعد الظهر، يمكن استئجار عجلة هوائية للقيام بنزهة واكتشاف البلدة بطريقة مختلفة، ولمحبي شراء الهدايا التذكارية، فإن البلدة القديمة تحتوي على مئات المحال التجارية المخصصة لبيع الهدايا التذكارية والمشغولات اليدوية، كالقبعات والحلي.
نشاطات مختلفة
ما يميز مدينة فالنسيا هو تنوع ساحاتها التي تجمع ما بين القديم والحديث. ولعل أبرز ساحة يمكن زيارتها هي ساحة "لافيرجن" أو ساحة العذراء، التي تتميز ليس فقط بتاريخها والمباني المحيطة بها التي تعود إلى القرون الوسطى، بل أيضاً بكونها المكان الأكبر لاستضافة الكثير من الأمسيات الفنية كالمسرحيات التي تروي قصص التاريخ الإسباني.
وليس بعيداً عن ساحة العذراء، يقع متحف الخزف والفخار، حيث كان السكان القدامى يعملون بتجارة الفخار والزجاج الملون، ويصدرونه إلى كافة أرجاء أوروبا. في هذا المتحف، يتعرف السائح على كيفية صناعة الفخاريات من خلال ورش الأعمال التي تقام يومياً، حيث يمكن للزائر صناعة أشكال مختلفة من الفخاريات والاحتفاظ بها، كما أن هذه الورش فرصة مناسبة للأطفال للاستمتاع بوقتهم وتسليتهم. وبالإضافة إلى ورش الأعمال، تضم قاعات المتحف العديد من الآثار الفنية القديمة، والمقتنيات الثمينة.
المعالم الطبيعية
لا شك أن موقعها الجغرافي، كمدينة ساحلية، جعل السياحة الشاطئية في فالنسيا تزدهر بشكل لافت، نظراً لما تمتلكه من منتجعات راقية وشواطئ خلابة، حيث يقضي السائح يومه بين الرمال الذهبية والمياه الفيروزية. تتميز شواطئ فالنسيا عن غيرها من الشواطئ الأوروبي، بكونها تحوي شعابا مرجانية وكائنات بحرية متنوعة ونادرة، لذا فهي مكان مناسب لممارسة الرياضات الشاطئية الممتعة كالصيد والغوص، والقيام بنزهة بحرية على متن المراكب الصغيرة.
للحصول على مساحة من الاسترخاء والاستجمام، عليكم زيارة حديقة ديل توريا، وهي واحدة من المساحات الخضراء الكبيرة في المدينة، التي تضم ملايين مختلفة من النباتات والزهور، كما أن هناك جزءا مخصصا للأزهار النادرة، حيث يمكن للسائح التعرف عليها من وراء لوح زجاحي. كما تحتوي الحديقة على نوافير مياه وبحيرات اصطناعية، حيث يمكن ممارسة رياضة التجذيف، إضافة إلى ذلك، تضم الحديقة ملاعب كبيرة، مع مسارات مخصصة للتجول وركوب الدرجات.
فرح في كل مكان
لا تخلو فالنسيا من المهرجانات التي تقام على مدار العام، ولكل مهرجان طابعه المميز. ولعل أكبر احتفال يقام هو لاس فالاس، إنه مهرجان مشهور عالمياً، يأتي الناس من جميع أنحاء العالم للاحتفال به. تتميز الاحتفالات في المدينة بطابعها التقليدي، حيث يرتدي السكان الأزياء التراثية، ويجولون في الشوارع العامة، ولذا إن كنتم من محبي الأجواء الفنية، لا تفوتوا المهرجانات الفنية والكرنفالات الفلوكلورية.
ولن تكتمل أي رحلة إلى هناك من دون الاستمتاع بطبق الباييا الشهير، حيث يمكن للزائر تناوله في المطاعم المطلة على البحر خاصة على المرفأ، إذ عادة ما تكون الأجواء الخاصة بتناول هذا الطبق مفرحة، حيث تعلو أصوات الموسيقى مع ما يرافقها من عروض حية، كما يمكن للزائر أن يشاهد الطهاة عند تحضير الطبق الخاص بهم، لذا فإن التجربة ستكون أكثر من رائعة.
تقول صوفيا "بعيداً عن طبق الباييا، يمكن للزائر اختبار قائمة طويلة من الطعام الاستثنائي"، تنصح بتناول الكعك الخفيف المحشو باللحم، والخرشوف مع صلصة القهوة".
الوجه الآخر
تعرف بمدينة الاحتفالات والمهرجانات، ولذا كانت سببا لجذب السياح، الأمر الذي انعكس على اقتصادها وعلى عائدتها المالية، بالإضافة إلى كون السياحة مورداً اقتصادياً هاماً، تعتمد فالنسيا أيضاً على قطاع الخدمات، إذ يعمل أكثر من 80% من السكان في قطاعات خدماتية مختلفة، منها قطاع التجارة والتعليم والترفيه والإعلام والأزياء والعلوم والفنون.
بحسب بيانات الأمم المتحدة، يبلغ إجمالي الناتج المحلي لمنطقة فالنسيا الحضرية 52.7 مليار دولار، بما يعني 28141 دولارًا للفرد.
إضافة إلى ذلك، وبسبب موقعها الجغرافي المميز على الشواطئ، بات ميناء فالنسيا يلعب دوراً هاماً في حركة التجارة البحرية، وهو الأول في إسبانيا في حركة الحاويات اعتبارًا من عام 2008 في إجمالي حركة المرور. هذه المميزات الاقتصادية، رفعت أسعار الإقامة في فنادقها، وتالياً ارتفعت معها أسعار الطعام.
فالسائح الذي يريد الإقامة في فندق 4 نجوم، عليه تسديد ما لايقل عن 60 دولاراً أو حتى 70 دولاراً في الليلة الواحدة، أضف إلى ذلك أن الإقامة في المنتجعات السياحية تصل أسعارها إلى أكثر من 180 دولاراً في الليلة الواحدة.
ارتفاع أسعار الفنادق انعكس بطبيعة الحال على أسعار المطاعم، خاصة المطاعم الحاصلة على نجمة ميشلان، إذ يحتاج الزائر ما لايقل عن 250 دولاراً لتناول وجبة في هذه المطاعم، أما بالنسبة إلى المطاعم المحلية، فأسعارها مختلفة، تبدأ من 10 دولارات وترتفع تدريجياً.