غوتيريس يقترح "طريقاً" لتمديد اتفاق صادرات الحبوب الأوكرانية

25 ابريل 2023
بلغت صادرات أوكرانيا من الحبوب لهذا الموسم 40.7 مليون طن حتى 24 إبريل (الأناضول)
+ الخط -

قدّم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "طريقا" اقترح اتّباعه من أجل إتاحة تمديد الاتّفاق الخاصّ بصادرات الحبوب الأوكرانيّة، حسبما قال مكتبه، الاثنين، في بيان بعد اجتماع مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف.

وسلّم غوتيريس لافروف "رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين تُحدّد خطوط طريق يجب اتّباعه، تمّ اقتراحه من أجل تحسين وإطالة وتوسيع" الاتّفاق الذي سمح منذ يوليو/تموز الماضي بتصدير الحبوب الأوكرانيّة عبر البحر الأسود رغم الصراع، وفقا للبيان.

وأرسِلت رسالة مماثلة، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إلى "الموقعَين الاثنين الآخرين" على هذا الاتفاق الذي يُعتبر ضرورياً للأمن الغذائي العالمي، أي أوكرانيا وتركيا.

وقال مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن غوتيريس "أخذ علماً بقلق الاتحاد الروسي" لناحية أثر تطبيق الاتفاقية على صادراته من المواد الغذائية والأسمدة، وقدّم تقريراً مفصّلاً عن التقدّم المحرز في هذا الصدد. وأضاف المكتب أن الأمم المتحدة ستواصل "عملها" من أجل "حل المشاكل المتبقية".

وقال رئيس اتحاد الحبوب الروسي، أمس الاثنين، إن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لم يعد بأي شيء إيجابي على روسيا أو يساعد في تسهيل الإمدادات إلى السوق العالمية.

كما أعرب غوتيريس عن "مخاوفه" بشأن "العقبات الحديثة" التي واجهها "في عمله اليومي" مركز تنسيق الاتفاق الذي يضم ممثلين عن الأطراف الأربعة (أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا)، إذ تمّ مؤقتا خلال الأسبوع الماضي تعليق عمليات تفتيش السفن المحملة بالحبوب الأوكرانية.

من جانبه، قال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك، اليوم الثلاثاء إن اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس‭‭‭ ‬‬‬في ما يخص تحسين وتمديد اتفاق التصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود لن يلقى نجاحا إلا إذا ضغط المجتمع الدولي بشكل جماعي على روسيا.

كما نفى بودولياك تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن كييف تحاول مهاجمة سفنها في البحر الأسود.

اتهامات روسية

من جهته، أكد الكرملين اليوم الثلاثاء على موقفه بأن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ليس ناجحا بالنسبة إلى موسكو.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين: "رغم حقيقة مرور الكثير من الوقت، لم يُنفذ (الاتفاق) بعد ولم يأخذ وضعه الطبيعي كحزمة ولم يتم إدراك الأوضاع التي تثير قلقنا بعد"، مضيفا أنه "بينما لا تضفي الظروف شيئا لصالح الاتفاق، فإننا نواصل مراقبة الأمر".

وقال لافروف في بيان أصدره مكتبه أمس، إنه "حتى الآن لم يحصل تقدم كبير"، مبديا أسفه لغياب "الاستعداد لدى الدول الغربية لفعل ما هو ضروري حقا كي تُنفّذ بنجاح" الاتفاقية بشقيها. وأضاف: "سندرس الأفكار التي قدمها لنا" الأمين العام.

كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بمحاولة مهاجمة سفنها في البحر الأسود وقالت إن ذلك يهدد مستقبل الاتفاق الخاص بصادرات الحبوب.

وقالت الوزارة في بيان بقناتها على تطبيق تيليغرام، أمس الاثنين، إن "الأفعال الإرهابية التي يرتكبها نظام كييف تعرض للخطر تمديد اتفاق الحبوب لما بعد 18 مايو/ أيار هذا العام".

وأضافت، وفقا لوكالة "رويترز"، أن تحليلا لخط سير زوارق مسيرة أوكرانية أُطلقت يومي 23 مارس/آذار و24 إبريل/نيسان يظهر أنها انطلقت من منطقة المياه بميناء أوديسا المخصص لتنفيذ مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

صادرات أوكرانيا

في السياق، أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية أن صادرات الحبوب لموسم 2022-2023 بلغت 40.7 مليون طن حتى 24 إبريل/نيسان، ولم تقدم الوزارة بيانات دقيقة للمقارنة حتى التاريخ نفسه قبل عام، لكنها قالت إن البلاد صدرت 45.7 مليون طن من الحبوب حتى 27 إبريل 2022.

وشملت الشحنات حتى الآن في الموسم الحالي، الذي يمتد من يوليو/تموز إلى يونيو/حزيران، نحو 13.9 مليون طن من القمح و24 مليون طن من الذرة و2.4 مليون طن من الشعير.

وقالت الوزارة، الاثنين، إن صادرات الحبوب في إبريل بلغت نحو 2.8 مليون طن حتى الـ24 من الشهر.

وقالت الحكومة إن أوكرانيا يمكنها حصاد ما يصل إلى 50 مليون طن من الحبوب في العام الجاري إذا كان الطقس مناسبا.

في يوليو/ تموز 2022، وقّعت كييف وموسكو برعاية تركيا والأمم المتحدة مبادرة حبوب البحر الأسود التي خفّفت أزمة الغذاء العالمية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، عبر السماح بتصدير ما يقرب من 25 مليون طنّ من الذرة والقمح وحبوب أخرى.

ووفق بنودها، كان مقرّراً أن تمدّد الاتفاقية تلقائيا للفترة نفسها (120 يوماً) ما لم يُخطر أحد الطرفين الآخر بنيّته "إنهاءها أو تعديلها"، وتمّ تمديدها في نوفمبر/تشرين الثاني لمدّة 120 يوماً حتّى السبت 18 مارس/آذار الساعة 23:59 بتوقيت إسطنبول (20:59 بتوقيت غرينتش).

لكن في 13 مارس، أشارت روسيا إلى أنها قبلت فقط تمديدها 60 يوما على خلفيّة عدم رضاها عن تطبيق اتفاقية ثانية تهدف إلى تسهيل صادرات الأسمدة الروسية.

وتنتقد موسكو مرارا الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة في يوليو الماضي، وتقول إنها ستنسحب منه في 18 مايو/أيار إذا لم تتم معالجة القيود الغربية التي تعرقل صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة. 

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون