غموض "بريكست" يهدد 70% من حصيلة الصيادين الهولنديين

19 ديسمبر 2020
لن يتمكن صيادو هولندا من الإبحار في المياه البريطانية دون اتفاق(Getty)
+ الخط -

يحضر صيادو ميناء آيماودن الهولندي آخر الغنائم التي أمسكوا بها في المياه البريطانية، والتي قد تكون الأخيرة، في حال أخفقت مفاوضات "بريكست".

وبينما يفرغ عمال الميناء قواربهم من صناديق الأسماك المجلدة في مرفأ آيماودن الواقع غرب أمستردام، تهدد العاصفة السياسية بانهيار أعمالهم.

وقد تكون مسألة الصيد البحري الحساسة السبب خلف عرقلة التوصل إلى اتفاق تجاري في نهاية المرحلة الانتقالية في 31 ديسمبر/ كانون الأول، والتي تخرج من بعدها المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة.

وبدون اتفاق، لن يتمكن صيادو هولندا بعد اليوم من الإبحار في المياه البريطانية بحثاً عن السمك كما فعلوا على مدى قرون.

ويؤكد أرنو لانغراك (47 عاماً)، مدير شركة الصيد "كورنبليس فروليك" العاملة منذ خمسة قرون "يبقى أن نعرف ما إذا كان يتعين علينا الصيد فقط في المياه الأوروبية أو أن بإمكاننا أيضاً الصيد في المياه البريطانية".

منذ 400 عام 
وقال لانجيراك إن "الصيادين الهولنديين، يصطادون (في المياه البريطانية) منذ 400 عام، وربما أكثر. حبذا لو نستمر بفعل ذلك لـ400 عام إضافية أيضاً".

وفي حين أن الصيد التجاري يشكّل نسبياً جزءاً قليلاً من اقتصادات الدول المشاطئة مثل فرنسا وبريطانيا وهولندا، لكنه يحمل أهمية سياسية كبرى.

ويقع مصير الصيادين المجهول كما حال صيادي آيماودن، في قلب نزاعات على السيادة والهوية الوطنية والتجارة. في آيماودن، تفرغ الشاحنات صناديق السمك للمرة الأخيرة هذا العام. تغادر العديد من قوارب الصيد الميناء بعد عيد الميلاد، أملاً بالعودة لرحلة صيد جديدة بعد رأس السنة، لكن لا يقين بأن ذلك سيحصل فعلاً.

في "كورنيليس فروليك" المجاور، يقوم عمال بتنظيف كميات كبيرة من سمك الرنجة، التي سيجري توضيبها وتوزيعها في الأسواق البلجيكية والهولندية والألمانية.

وما يثير استياء الهولنديين الذين يحبون تناول سمك الرنجة، أن البريطانيين أنفسهم لا يستهلكون إلا جزءاً بسيطاً من الثروة السمكية الموجودة في مياههم.

يوضح أرنو لانغراك "يتناول البريطانيون خصوصاً السمك ورقائق البطاطا، لكن لا يأكلون الرنجة ولا الماكريل، وهذه نحن نأكلها. هم يتناولون سمك القد". واعتبر أنه "لأمر متوقع من البريطانيين أن يرغبوا بالمزيد من الحصص التي لا يستهلكونها حتى".

بالنسبة للصيادين، فإن نتائج عدم التوصل لاتفاق واضحة. وقال جيرار فان بالسفورت (68 عاماً)، رئيس الجمعية الأوروبية لسفن الصيد التي يقع مقرها في هولندا، "تحصّل السفن الهولندية المزودة بثلاجات، 70% من غنائمها من المياه البريطانية".

مدمّر
وأضاف "لا اتفاق يعني لا وصول للمياه (البريطانية). وذلك يعني أننا سنخسر 70% من رقم أعمالنا. هذا مدمّر".

وتصطاد السفن المزودة بثلاجات الأسماك التي تعيش قرب سطح البحر مثل الرنجة والماكريل والسردين، قبل أن يجري تجليدها لإبقائها طازجة لحين الوصول إلى الميناء.

وتؤكد المملكة المتحدة أنها تريد أن تقرر بنفسها من يحقّ له الصيد في مياهها الإقليمية، لكن بروكسل تأمل التوصل لاتفاق طويل الأمد، يضمن وصول سفن صيد الاتحاد الأوروبي إلى المياه البريطانية.

وأعلن مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه الجمعة أنه لم يبق إلا "ساعات قليلة" قبل تخطي الخلافات مع المملكة المتحدة، وأكد أن الصيد لا يزال الموضوع الأكثر حساسية في المفاوضات.

في موانئ الصيد الهولندية مثل آيماودن، يسود القلق، لكن الهولنديين يؤكدون أنهم يريدون اتفاقاً عادلاً.

(فرانس برس)

المساهمون