غلاء الطاقة يضغط بقوة على مخابز ألمانيا ويُطفئ فرناً عمره 90 عاماً

23 سبتمبر 2022
قطاع المخابز والأفران يواجه تحديات مصيرية بسبب غلاء الوقود في ألمانيا (Getty)
+ الخط -

منذ 90 عاما وعائلة إنغلبيرت شليكتريمان Engelbert Schlechtrimen تخبز لفائف القمح وخبز الجاودار وكعك الشوكولاتة في مدينة كولونيا الواقعة غربي ألمانيا، لكنها ستضطر لإطفاء أفرانها نهائيا الشهر المقبل بعدما أصبحت عاجزة عن تحمّل غلاء فاتورة الطاقة بسبب تداعيات حرب أوكرانيا.

لقد أسّس أجداد شليكتريمان المخبز في كولونيا قبل الحرب العالمية الثانية، ثم تولى الرجل البالغ من العمر 58 عاما إدارة المؤسسة قبل 28 عاما من والده وحوّلها إلى "متجر عضويّ" يستخدم الوصفات التقليدية ويحظر الإضافات الكيميائية في المخبوزات.

لكن حتى هذه الابتكارات الرائجة لن تنقذه من إغلاق الشركة العائلية المكونة من مخبز ومتجرين يعمل فيها 35 شخصا، بعد قرن من انطلاقتها تقريبا.

لم تفلح المؤسسة في الاستمرار قيد العمل رغم إجراءات التقشف وترشيد استهلاك الطاقة مع غياب الدعم الحكومي للقطاع

وهذه المؤسسة هي واحدة من ضحايا أزمة الطاقة الأوروبية التي سببتها التخفيضات الروسية لإمدادات الغاز الطبيعي المستخدم لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وتشغيل مصانع الطاقة.

وقد أدت الزيادات الناتجة في أسعار الطاقة إلى ضغوط على الشركات التي تكافح أصلا مع ارتفاع بقية التكاليف بسبب ارتفاع التضخم.

ويقول شليكتريمان لوكالة "أسوشييتد برس": "منذ بعض الوقت، كنا نواجه العديد من الأزمات في نفس الوقت: الوظائف الشاغرة ونقص الموظفين وإغلاقات كورونا والزيادات الشديدة في تكاليف المواد الخام، والآن نحن أمام انفجار تكاليف الطاقة وزيادة إضافية في تكاليف الموظفين".

وأشار إلى ارتفاع تكاليف المواد بنسبة 50%، مضيفا: "حتى الآن، لم نشهد سوى زيادة بنسبة 70% فقط، لأننا نسخّن الأفران بزيت الديزل، ويُخشى ارتفاع الأسعار بمقدار 4 أضعاف". ومع أنه حاول توفير استهلاك الطاقة إلى أقصى حد ممكن، لكن هذا لم يكن كافيا لتعويضه من تزايد النفقات.

أيضا، لجأ في سبيل البقاء إلى رفع أسعار منتجاته لتغطية تكاليفه المرتفعة، لكن زبائنه الذين شدوا الأحزمة بسبب استفحال التضخم ابتعدوا وتحولوا إلى بائعين أرخص يبيعون مخبوزات صناعية مقابل نقود أقل. وفي النهاية، اضطر الفرن إلى الاعتراف بأنه لم يعد يحقق ربحا كافيا للحفاظ على عمله.

تواجه المخابز الصغيرة المملوكة للعائلات في جميع أنحاء ألمانيا صعوبة في تغطية تكاليفها

وليس شليكتريمان الخباز الوحيد الذي يكافح من أجل كسب لقمة العيش في ألمانيا هذه الأيام، بل تواجه المخابز الصغيرة المملوكة للعائلات في جميع أنحاء البلاد صعوبة في تغطية تكاليفها. ويقول العضو المنتدب لاتحاد "بايكرز" فريدمان بيرغ: "تشعر العديد من الشركات العاملة في تجارة المخبوزات بالقلق بشأن كيفية سيرها خلال الأشهر القليلة المقبلة، فالألمان يواجهون كارثة تسونامي"، مضيفا: "نود أن نرى إنقاذا ماليا لمخابزنا من خلال تقديم الحكومة الفيدرالية المساعدة أعمالنا بفعالية وسرعة ومن دون بيروقراطية".

وقد سبق وأعلنت الحكومة الألمانية هذا الشهر عن استثمار إضافي بقيمة 65 مليار يورو في جولة جديدة من الإجراءات تهدف إلى تخفيف حدة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة للمستهلكين. لكن بالنسبة لأشخاص مثل شليكتريمان، قد تأتي المساعدة بعد فوات الأوان.

(أسوشييتد برس)

المساهمون