قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، إن "بلاده تأثرت كثيراً بتداعيات أزمة التضخم العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا"، مؤكداً أن "هناك زيادات أخرى مرتقبة في أسعار السلع الأساسية، ولكن في حدود معقولة، نتيجة ارتفاع أسعار القمح العالمية بنسبة 48%، واللحوم بنسبة 11%، والدواجن بنسبة 10%، والنفط بنسبة 55% منذ بدء الأزمة".
وأضاف مدبولي، في مؤتمر صحافي بمقر مجلس الوزراء، زاعماً أن "الزيادة في أسعار السلع الغذائية بلغت 32% في الخارج، مقابل 10% فقط في مصر"، ومشيراً إلى أن "الأزمة الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على جميع دول العالم، في ظل ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة خلال أسابيع قليلة".
وتابع: "كل المؤسسات الدولية تتحدث عن التأثيرات الكبيرة على الاقتصاد العالمي بسبب الأزمة في أوكرانيا، والدولة تسعى لاستيعاب جزء كبير من التضخم في الموازنة العامة لتخفيف الآثار عن المواطنين"، مدعياً أن "المواطن المصري لديه دور في التخفيف من حدة الأزمة، وهو ترشيد الاستهلاك، وعدم المغالاة في شراء السلع بحجة ارتفاع أسعارها، أو تخزينها مع اقتراب شهر رمضان".
وزاد مدبولي: "المصريون يشتكون من ارتفاع سعر الدقيق (الطحين) بنسبة 17% بسبب الأزمة الحالية، في حين أن سعره ارتفع بنسبة 47% في دول أخرى"، مستكملاً: "الدولة المصرية لديها مخزون يكفيها من السلع الأساسية، ولن تلجأ إلى الأسواق العالمية في الوقت الراهن. وكافة السلع متوافرة في السوق المحلية، لأن مصر لديها فائض من الاحتياطيات الاستراتيجية للسلع".
وواصل بقوله: "الحكومة لن تسمح بإخفاء أي سلعة، أو ممارسة أي نوع من الاحتكار أو الاحتيال أو التحايل، وسنواجه مثل هذه الممارسات بكل حزم وشدة"، مستدركاً "الدولة بكل طوائفها، وليس الحكومة فقط، قادرة على تخطي الأزمة الراهنة، لا سيما أنها أثبتت صلابتها، وقدرتها على تحمل الصدمات، والاستمرار في عملية التنمية خلال أزمة فيروس كورونا".
وأردف مدبولي: "35% من التضخم في مصر مستورد من الخارج، والحكومة تتفهم شكاوى المواطنين من غلاء الأسعار، وعملت منذ اللحظة الأولى للأزمة على امتصاص أكبر قدر ممكن من التأثير السلبي لموجة التضخم العالمية"، مضيفاً "أقول للمواطنين بمنتهى الشفافية والأمانة إن هناك دولاً كثيرة حملت الزيادات في الأسعار للمستهلكين مباشرة، ومنها أسعار البترول في أوروبا التي زادت بنسبة 100% خلال 14 يوماً"، وفق مزاعمه.
وعلى خلاف ما يروّج له مدبولي من ادعاءات، فقد ارتفع سعر رغيف الخبز غير المدعوم في مصر بنسبة 50% مؤخراً، فضلاً عن المعجنات، والمعكرونة، والحلويات، نتيجة ارتفاع أسعار الدقيق بنسبة تزيد على 30%، إلى جانب الارتفاعات الأخرى في أسعار الذرة الصفراء، وفول الصويا، والأرز، والسكر، وزيوت الطعام، بنسبة 20% على أدنى التقديرات.
من جهته، قال وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، إن "إنتاج القمح في روسيا وأوكرانيا يمثل قرابة 32% من كميات القمح المصدرة عالمياً"، مدعياً أن "الدولة (الحكومة) ستتحمّل الزيادة في تكلفة رغيف الخبز المدعوم نتيجة ارتفاع أسعار القمح العالمية".
وأضاف المصيلحي: "يوجد مخزون كافٍ من السكر، ولن يكون فيه أي زيادات مستقبلية. والحكومة سوف تتدخل لخفض أسعار الأرز إلى أقل من 10 جنيهات للكيلو، من خلال تنظيم معارض (أهلاً رمضان) في المحافظات، اعتباراً من 15 مارس/ آذار الجاري، لتوفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة للمواطنين".
وتابع: "هذه المعارض ستشهد تخفيضات تراوح ما بين 10 % و15% على بعض السلع، وما بين 20% و25% على البعض الآخر، مقارنة مع أسعارها في السوق المحلية. كما ستعمل الوزارة على زيادة المعروض من الدواجن في المجمعات والمعارض التابعة لها، خصوصاً أن أسعارها تشهد ارتفاعاً غير مسبوق".