غزو أوكرانيا يطاول مخزون القمح المصري بعد إلغاء مناقصتين

02 مارس 2022
مساعٍ لتوفير القمح اللازم لصناعة الخبز (Getty)
+ الخط -

طاولت تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا والمخاوف من العقوبات الغربية على موسكو، محاولات مصر استيراد القمح عبر المناقصات العالمية الدورية التي تجريها لتعزيز مخزونها من هذه السلعة الحيوية.

فقد اضطرت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، للتخلي، مرتين خلال أسبوع واحد، عن جهودها لشراء هذه السلعة التي تحتاجها لتوفير الخبز لشعبها، مما يسلط الضوء على التهديد الذي تشكله الحرب الروسية الأوكرانية على احتياجات العالم من الغذاء، وفقاً لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية. وكانت روسيا مصدر حوالي 50 في المائة من واردات مصر من القمح في 2021، في حين جاءت 30 في المائة من أوكرانيا، بحسب بيانات لقطاع الحبوب في البلاد.

وألغت مصر الإثنين، مناقصة لشراء القمح بعدما سحبت القليل من العروض (عرضان للقمح الفرنسي وواحد أميركي)، بأسعار أعلى بشكل حاد، في مقارنة بـ17 مشاركاً في مناقصة أجريت في منتصف فبراير/ شباط، قبل اندلاع الغزو الروسي.

وكانت القاهرة قد ألغت الخميس الماضي أيضاً مناقصة للقمح في أعقاب مشاركة عدد ضئيل من المصدرين.

وروسيا وأوكرانيا معًا تصدران أكثر من ربع القمح إلى العالم. وفي حين أن السلع الأساسية الروسية معفاة حتى الآن من العقوبات الغربية على روسيا، يشعر التجار بالفزع من العقوبات المتسارعة، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين وتوقف الشحن في المنطقة. ورجح التجار أنه لن يكون من السهل العثور على إمدادات بديلة لمصر عن أوكرانيا وروسيا في ظل الشح الحالي في السوق العالي وتقلبات الأسعار الشديدة.

وأعلنت وزارة التجارة والصناعة المصرية، الثلاثاء، أنه تمت الموافقة على مد المهلة الاستثنائية لتحديد نسبة المحتوى الرطوبي للقمح لمدة عام حتى إبريل/ نيسان 2023.

وقال خالد صوفي رئيس الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة إن القرار يأتي بهدف ضمان توفير هذه السلعة الاستراتيجية للمستهلك المصري بالجودة اللازمة.

وأشار إلى أن القرار يستهدف تنويع مصادر استيراد القمح وإتاحة الفرصة لوزارة التموين والتجارة الداخلية لتعدد المناشئ واختيار أفضل العروض المقدمة لاستيراد القمح على ألا تزيد نسبة المحتوى الرطوبي عن 13.5 في المائة من الوزن كحد أقصى.

بدوره، قال وزير التموين والتجارة الداخلية، علي المصيلحي، خلال لقاء تلفزيوني إن "لدينا احتياطياً من القمح حالياً يكفي لمدة 4 شهور، توجد 3.8 ملايين طن من القمح داخل صوامعنا حاليًا بخلاف الوارد من موسم الحصاد في إبريل/ نيسان المقبل".

ولفت إلى "استهداف إنتاج أكثر من 9 ملايين طن من القمح ستكون متاحة خلال 40 يومًا من الآن، وهذه الكميات تكفي للاستهلاك خلال العام الحالي من دون اللجوء إلى الاستيراد".

وأكد أن العقوبات الغربية ضد روسيا سوف تؤثر سلباً على إمدادات القمح العالمية، لافتاً إلى أن "تعاقداتنا مع روسيا وأوكرانيا على القمح مستمرة، والطرفين يحاولان المحافظة على التزاماتهما رغم الأزمة".

المساهمون