غزة: التقسيط والجمعيات الخيرية لتحريك أسواق الأضاحي

04 يوليو 2022
ما بين 15 و20 شيكل سعر كيلو غرام لحم العجول (عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -

يتفاوت إقبال الفلسطينيين في قطاع غزة على شراء الأضاحي لموسم عيد الأضحى هذا العام بين منطقة وأخرى نتيجة للارتفاع الطفيف في الأسعار الحاصلة وتردي الأوضاع المعيشية وعدم ارتفاع نسبة صرف الرواتب للموظفين الحكوميين الذين تتدنى رواتبهم شيئاً فشيئاً.

واستعد أصحاب المزارع لهذا الموسم مبكراً عبر توريد كميات كبيرة من الأضاحي لتغطية السوق، مع طرح تسهيلات للراغبين في شراء الأضاحي بما يسهم في رفع نسبة الشراء في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة والهشة.

وأدى تدهور الحالة الاقتصادية لابتكار أشكال جديدة تساعد الراغبين في الأضحية على القيام بذلك، مثل شرائها بالتقسيط على دفعات مالية، أو التشارك بنظام الحصص في رأس العجل الواحد بين ستة وسبعة أشخاص.

في الوقت ذاته، فقد انعكست الحرب الروسية الأوكرانية بالسلب على أصحاب المزارع ومربي المواشي في القطاع نتيجة لارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف بشكلٍ كبير، وهو الأمر الذي سينعكس بالسلب على أرباحهم المالية، وربما قد يسبب لهم مخاسر لاحقاً.

وتجاوز سعر طن الأعلاف حالياً 2200 شيكل إسرائيلي، بعد أن كان سعره قبل بضعة أشهر لا يتجاوز 1000 شيكل، وهو الأمر الذي رفع التكلفة على أصحاب المزارع وانعكس بالسلب على الأرباح المتوقعة. (الدولار الأميركي = 3.50 شيكل).

زياد النادي صاحب إحدى مزارع المواشي يصف إقبال الفلسطينيين على الشراء بالسيئ مع بقاء عدة أيام فقط على حلول عيد الأضحى، وهو الأمر الذي قد يكبده خسائر مالية كبيرة حال بقاء المواشي دون بيع.

ويقول النادي لـ "العربي الجديد" إن الموسم الحالي للأضاحي أقل بنسبة 60 في المائة عن الموسم الماضي، بالرغم من أن الأسعار مشابهة لحد كبير لما كانت عليه العام الماضي، مع ارتفاع التكلفة فيما يتعلق بالأعلاف والحبوب.

وحسب النادي فإن معضلة تذبذب سعر صرف الدولار الأميركي ستكبد أصحاب المزارع خسائر مالية كبيرة، حيث كانت أسعار صرف الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي عند الشراء منخفضة، فيما ارتفعت أسعار الصرف بشكل كبير حالياً.

ويتوقع أن تسهم الجمعيات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع في تحسين الإقبال على شراء الأضاحي من خلال عمليات الذبح التي تتم بشكلٍ كبير من أجل التوزيع على الأسر الفقيرة والمحتاجة في غزة.

وتتفاوت أسعار الأضاحي حسب نوع المواشي إلا أن الأسعار حالياً تتراوح ما بين 15 و20 شيكل لكيلو غرام العجول، فيما يتم بيع الخراف في السوق المحلي بعملة الدينار الأردني بواقع 6 دنانير لكل كيلو غرام. (الدينار الأردني = 1.41 دولار)

في سياق متصل، يقول الناطق باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني إن وزارته سمحت بإدخال 14 ألف رأس من المواشي والعجول بالإضافة إلى 22 ألف من الخراف من أجل تغطية حاجة السوق الفلسطيني خلال موسم الأضاحي.

ويؤكد البسيوني لـ "العربي الجديد" أن بوادر موسم الأضاحي إيجابية رغم ارتفاع المدخلات الإنتاجية لهذا العام مقارنة بالمواسم السابقة، إلى جانب الأوضاع المعيشية والاقتصادية للسكان وتأثيراتها على حركة البيع والشراء.

ويشير إلى أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع تلعب دوراً بارزاً في موسم الأضاحي وهو الأمر الذي يسهم في تحريك عملية الشراء للمواشي خلال الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الأضحى.

زياد النادي صاحب إحدى مزارع المواشي يصف إقبال الفلسطينيين على الشراء بالسيئ مع بقاء عدة أيام فقط على حلول عيد الأضحى، وهو الأمر الذي قد يكبده خسائر مالية كبيرة

في الأثناء، يقول عبد الرحمن البلعاوي، مالك إحدى مزارع المواشي، إن الأسعار لهذا العام شهدت زيادة بمقدار شيكل لكل كيلو غرام على مختلف رؤوس المواشي، وهي نسبة بسيطة للغاية لم تؤثر على معدلات الشراء.

ويوضح البلعاوي لـ "العربي الجديد" أن عملية الحجز على صعيد مزرعته بدأت بشكلٍ مبكر حيث لم يتبق إلا 40 رأساً من المواشي لديه من إجمالي 170 رأس متوفرة لديه من أجل موسم الأضاحي، وهو الأمر الذي يعكس إقبال المواطنين على الشراء رغم الحالة الاقتصادية.

ويشير إلى أن الموسم لهذا العام يواجه مشكلتين أساسيتين هما ارتفاع أسعار الأضاحي عالمياً، ما أدى لارتفاع أسعارها محلياً، فضلاً عن ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف بشكل يفوق الأسعار التي كانت قبل بضعة أشهر.

وحسب المزارع البلعاوي فإن هذا الموسم سيكون قريباً إلى حد ما من الموسم السابق بالرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسكان، حيث يقبل بعض الفلسطينيين على عملية الشراء خلال اليومين الأخيرين قبل عيد الأضحى.

ويعاني القطاع من ارتفاع في معدلات البطالة، خصوصاً في فئة الشباب حيث وصلت إلى 68 في المائة، فيما يعتمد نحو 80 في المائة من السكان على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الإغاثية، بالإضافة لارتفاع في قضايا الذمم المالية نتيجة الأزمات الاقتصادية.

المساهمون