عين تركيا على السياح الأوروبيين لتعويض خسائر العام الماضي

16 مارس 2021
مساع لتعزيز السياحة في تركيا (Getty)
+ الخط -

تستمر مساعي تركيا لتعويض خسائر القطاع السياحي بعد صفعة كورونا العام الماضي، بسبب تراجع عدد السياح إلى نحو 11 مليوناً زاروا تركيا في مقارنة مع توقعات وصلت إلى 57 مليوناً، وسط محاولة استثمار أهم روافع الاقتصاد التركي التي تعول عليها خلال ذكرى مئوية تأسيس الجمهورية عام 2023.
ويقول وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي إن بلاده اتخذت إجراءات جديدة تتعلق باستقبال السياح الأجانب، واضعة بالاعتبار معدل الإصابات بفيروس كورونا والتطعيم باللقاح لدى البلدان التي سيأتي منها السيّاح، مؤكداً، خلال لقاء تلفزيوني أمس، مواصلة مطالبة السياح الأجانب بإبراز نتيجة اختبار "PCR" للكشف عن الإصابة بكورونا لغاية منتصف إبريل/ نيسان المقبل.
وفي خطوة رآها مراقبون تسهيلات تركية، أشار الوزير إلى أن المطالبة باختبار "PCR" ستتراجع بناء على معدلات الإصابة بالفيروس، كما من المتوقع تقليص فترة المطالبة بالاختبار من 26 أيار/مايو إلى منتصف إبريل/نيسان المقبل.
وكانت شركات سياحية كبرى قد توقعت أخيراً أن تلجأ الحكومة التركية إلى وقف فترة المطالبة بالاختبار، طالبة، خلال اجتماع مع وزيري النقل والسياحة قبل أيام، إلغاء شرط الاختبار في 15 نيسان/ إبريل من أجل افتتاح موسم سياحي خالٍ من الاختبارات، وأن الطلب، بحسب مصادر إعلامية، قابله الوزيران "بشكل إيجابي".

ووعدت الشركات الكبرى التي التقت المسؤولين الحكوميين، "أنيكس تور، توريستك،"كورال ترافيل و"كورندن للخطوط الجوية"، بجذب ما مجموعه 10 ملايين سائح من روسيا؛ السوق الرئيسي لتركيا، إلى جانب أوكرانيا وروسيا البيضاء، على مدار هذا العام.
وتوقعت الشركات السياحية التركية وصول حوالي 5 ملايين سائح من روسيا إلى مدينة أنطاليا الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بينما تتوقع وصول 1.5 مليون سائح روسي إلى سواحل بحر إيجه.

وتتجهّز إسطنبول بدورها لاستضافة مليون سائح قادمين من روسيا، بعد رفع عدد الرحلات الجوية من 30 إلى 50 رحلة، ومن المقرّر أن تهبط نحو 100 طائرة أسبوعيًّا في أنطاليا وحدها اعتبارًا من حزيران/ يونيو وحتى نهاية أيلول/ سبتمبر، بحسب منسّق شؤون روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء في شركة "بيغاس توريستك" أورهان سانجار.
ومن جهته، أشار رئيس "كورندن للخطوط الجوية" يلدراي كارير، خلال الاجتماع مع الوزراء، إلى إلغاء رحلات نيسان/ إبريل إلى أوروبا بسبب نقصٍ في الطلب، بينما يرتفع الطلب على تركيا، وخاصة على مدينة أنطاليا حاليًّا.
وطلبت الخطوط الجوية التركية، أمس، من جميع المسافرين الراغبين في زيارة تركيا، ملء "استمارة الدخول" الموجودة على الموقع الإلكتروني قبل مدة أقصاها 72 ساعة من موعد السفر إلى تركيا، بهدف تتبع الحالة الوبائية (HES) تلقائياً للمسافرين بواسطة المعلومات المقدمة، كي تتمكن الجهات المعنية من الاتصال بالوافدين في حالة وجود أي تماس مع مصاب بفيروس كورونا خلال سفرهم وإقامتهم. 
وتسبّب الوباء، الذي قلّل من عائدات السياحة في جميع أنحاء العالم بسبب القيود المفروضة على السفر وعلى الرحلات الجوية، في خسارة 76 بالمئة من الوافدين الأوروبيين إلى تركيا. ففي حين أن حوالي 20 مليون سائح من أوروبا وصلوا إلى تركيا في 2019، تقلّص هذا الرقم إلى 5.5 ملايين سائح فقط في 2020.

وتزيد آمال الشركات السياحية والفنادق التركية في السياح الأوروبيين، بالتوازي مع ارتفاع درحات الحرارة وزيادة جهود التطعيم.

إذ أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا في البلاد بلغ 11 مليونا و500 ألف شخص، كاشفاً، خلال ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة أمس الاثنين، تصميم حكومته على الارتقاء بتركيا إلى المكانة التي تستحقها في النظام العالمي الجديد بعد جائحة كورونا.
وقال نائب رئيس الاتحاد الفندقي في تركيا محمد إيشلر إن هناك زيادة في الحجز المبكر من أوروبا، متوقعًا انتعاش القطاع السياحي خلال عام 2021، بعد أن تأثر العام السابق بسبب جائحة كورونا، مضيفاً، خلال تصريحات اليوم، إن عام 2020 كان عامًا جيدًا على الرغم من أن الوباء أثّر على القطاع السياحي في تركيا، وأن الحجوزات المبكرة من أوروبا للموسم الجديد رسمت الابتسامة على وجه صناعة السياحة، التي لم تجد ما توقعته في عام 2020 بسبب الوباء.
وتوقع إيشلر ارتفاعًا كبيرًا في إقبال السياح من المملكة المتحدة في منتصف شهر مايو/أيار، وبعد ذلك سيستمر الطلب في أوروبا، خاصة أن هناك زيادات كبيرة في الحجوزات القادمة منها، "نسعى إلى جذب 30 مليون سائح في نهاية العام".
ويرى الاقتصادي التركي خليل أوزون أن تراجع عائدات السياحة العام الماضي كان السبب الأهم بتراجع سعر صرف الليرة والتأثير على عائدات الدولار، فأن يتراجع السياح من 57 مليوناً، كما كانت الخطط، إلى نحو 13 مليوناً منهم 11 مليون أجنبي، فذلك أثر على نشاط الاقتصاد التركي بشكل عام، وعلى توازن عرض العملات وحركة الأسواق على وجه التحديد.

سياحة وسفر
التحديثات الحية

ويضيف أوزون لـ"العربي الجديد" أن أمل بلاده ومساعيها للحفاظ على سمعتها السياحية والعائدات لم تتوقف حتى في أوج تفشي الوباء، فرأينا ترويجاً كبيراً للسياحة الشتوية، وفعلاً هذا القطاع يحقق نمواً حتى الآن رغم الإغلاقات وتراجع حركة الطيران وقدوم السياح.

كما اتجهت تركيا، بحسب أوزون، إلى السياحة العلاجية، فكسرت أسعار الاستشفاء الأوروبية بأكثر من 40% والأسعار الأميركية بنحو 90%، خاصة في قطاعات جراحة التجميل وطفل الأنبوب وزراعة الشعر، وذلك بالتوازي مع إعلان برنامج "السياحة الآمنة والصحية دائماً" وتخصيص السياحة للنساء فقط، ضمن برامج وتسهيلات وأماكن متخصصة.
ولتبقى تركيا على تواصل مع السياح، يشير الاقتصادي التركي إلى أن بلاده افتتحت موقعاً خاصاً للسياحة الافتراضية على الإنترنت ثلاثي الأبعاد، لتحافظ على إرثها الثقافي وليستمتع برؤيتها كل من يرغب بذلك، لتحافظ على الترويج والتواصل مع محبي تركيا وتؤسس للموسم الحالي وحلمها بعد عامين باستقطاب 75 مليون سائح وجني 65 مليار دولار من القطاع في عام 2023.

المساهمون