عودة النشاط السياحي في الأردن خلال 2021 مرهونة بجائحة كورونا

15 فبراير 2021
تراجع الإيرادات السياحية في 2020 إلى 1.4 مليار دولار (Getty)
+ الخط -

طغى التشاؤم على توقعات عاملين في قطاع السياحة الأردنية بإمكانية تعافي القطاع خلال العام الجاري، لأسباب داخلية وخارجية تشترك فيها جائحة فيروس كورونا.
صناعة السياحة تعتبر نفط الأردنيين، لأهميتها في الناتج المحلي الإجمالي، ولكونها مصدراً رئيساً لمداخيل النقد الأجنبي إلى جانب الصادرات وتحويلات الأردنيين المغتربين.
وتراجعت صناعة السياحة اعتباراً من مارس/ آذار 2020، وأغلقت غالبية المرافق أبوابها منذ ذلك الوقت، وسُرِّح عشرات آلاف العاملين في القطاع الحيوي.
بطء التعافي
في تصريحات سابقة له، قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز، إن دخل الأردن من السياحة انخفض من 4.1 مليارات دينار (5.7 مليارات دولار) في 2019، إلى مليار دينار (1.4 مليار دولار) في 2020.

وتوقع الفايز استئناف تسجيل مداخيل للسياحة في البلاد، اعتباراً من 2022، كما كانت عليه قبل الجائحة، ما يعني انخفاض الدخل السياحي 75.61 بالمئة في 2020.
في هذا الخصوص، قال نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر جمال الضامن، إن التعافي في القطاع بالأردن لن يبدأ قبل أكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي، إن أثبت توزيع اللقاحات جدواه عالمياً.
وبيّن أن مكاتب السياحة والسفر في الأردن "مدمرة"، حيث لا توجد حجوزات سياحية، ما أدى إلى غلق العديد من المكاتب وتسريح قرابة 50 بالمئة من العاملين في القطاع، والباقي حُوِّلوا إلى برامج مستفيدة من تعويضات الضمان الاجتماعي.
وأضاف: "نتوقع تجاوز خسائر القطاع العام الحالي المليار دولار. خسائر القطاع لا تقف عند مكاتب السياحة، بل تتعداه إلى حجوزات الطيران والفنادق والمطاعم وغيرها من القطاعات المرتبطة".
وبحسب ما أعلنه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط، فإن "الأردن خسر ما يقارب 85 بالمئة من أعداد المسافرين (القادمين والمغادرين) في 2020، مقارنة بسنة 2019.
بينما الوظائف المرتبطة بقطاع الطيران المهددة بالزوال بسبب الجائحة خلال 2021، أصبحت 50 ألف وظيفة، مقارنة بتوقعات سابقة تبلغ 37 ألف وظيفة في نوفمبر/ تشرين ثاني الفائت، بحسب قراءة "إياتا" للوضع في المملكة.
 تغيير الأولويات
من جهته، قال وكيل السياحة والسفر في الأردن عمر عبده، إن الأمر قد يتطلب عاماً إلى عام ونصف، حتى يبدأ حال القطاع بالعودة إلى ما كان عليه قبل الجائحة.
وبيّن عبده أن قطاع السياحة والسفر "قطاع ثانوي" باتت تحكمه في الوقت الحالي أولويات أكثر أهمية بالنسبة إلى الأسر، جراء التبعات الاقتصادية لأزمة كورونا.
وأضاف أن "خسائر كبيرة في القطاع رافقتها تسريحات بأعداد أيضاً كبيرة للعمالة، التي باتت الآن في صفوف العاطلين من العمل، في ظل تأخر الدعم الحكومي للقطاع".
ويضم القطاع قرابة 700 مكتب سياحي، تشير الأرقام إلى أن 60 بالمئة منها أعلنت الإغلاق رسمياً وفقاً لعبده.
الخبير الاقتصادي زيان زوانه، قال إن القطاع السياحي في الأردن ضمن المنظومة السياحية العالمية يتجه ببطء نحو التعافي، نتيجة استمرار تفشي الفيروس وسلالاته الجديدة.
وقال زوانه إن مداخيل السياحة تأثرت في الأردن بدءاً من مكاتب السياحة وانتهاءً بالأدلاء السياحيين وما بينهما من قطاعات كثيرة مرتبطة.
وأشار إلى أن "المداخيل من القطاع تُعَدّ من أهم مصادر العملة الأجنبية التي تغذي الاحتياطيات لدى البنك المركزي، فضلاً عن أثر التسريحات بزيادة نسبة البطالة في البلاد".

مؤشر بطالة صاعد
في نوفمبر الماضي أظهرت بيانات رسمية ارتفاع معدل البطالة في الأردن إلى 23.9 بالمئة في الربع الثالث من العام الماضي، من 19.1 في الربع المقابل من 2019.
كانت البطالة في الأردن قد سجلت 23 بالمئة خلال الربع الثاني 2020، و19 بالمئة نهاية 2019.
وقالت دائرة الإحصاءات العامة (حكومية) في بيان إن معدل البطالة في الربع الثالث من العام الحالي بلغ بين الذكور 21.2 بالمئة، مقابل 33.6 بالمئة للإناث.
(الأناضول)

المساهمون