عمال المياومة في شرق سورية عاجزون عن تأمين متطلبات الحياة

14 ابريل 2022
ارتفاع الأسعار يرهق معيشة السوريين (فرانس برس)
+ الخط -

يواجه عمال المياومة عقبات لتأمين متطلبات الحياة اليومية لعوائلهم، مع ارتفاع الأسعار وسوء الواقع الاقتصادي في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية بالمناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية من المحافظة.
جاسم علي واحد من عمال المياومة في مدينة القامشلي تحدث لـ"العربي الجديد" عن فرص العمل القليلة وغلاء الأسعار.

وقال: "أنا عامل انتظرت طيلة اليوم لأحصل على ربطة خبز من الفرن الآلي والذي يباع بسعر مدعوم، لأنه ليس لدي قدرة على أن أشتري خبزا سياحيا والذي قد تصل تكلفة ربطة منه إلى 1500 ليرة (الدولار = نحو 3900 ليرة)، نأتي إلى هنا صباحا باكرا وننتظر طيلة اليوم دون أن نعمل، حيث نحن في موسم رمضان وليس هناك عمل. الناس الذين يمرون من أمامنا ينظرون إلينا بازدراء، وكأننا منبوذون".

وتابع علي: "مطالبنا هي أن تتكفل المنظمات بتأمين وظائف لنا، فلم يعد لنا القدرة على تحمل الوضع حيث الأسعار غالية جداً والآن موسم رمضان وليس هناك أعمال ترميم أو بناء".
وأصعب ما يواجهه عمال المياومة في المنطقة هو الانقطاع عن العمل الذي يعني حرمانهم من الدخل، وغياب المساعدات التي يمكن أن تقدم لهم لتحسن ظروفهم الاقتصادية.

وعن هذه المشاكل، قال العامل مسعد عبو لـ"العربي الجديد": "طوال ثلاثة أشهر لم نعمل مع العلم أنني أسكن في بيت إيجاره 70 ألف ليرة شهرياً. هناك عمال يأتون من القرى يوميا يدفعون 3 آلاف ليرة، نأمل من المنظمات أن تدعمنا، ونستطيع أن نشكل نقابة لأنفسنا، ولكن ليس هناك طلب على العمل".
المواطن عماد سليمان أوضح أنّ عدد عمال المياومة كان 40 شخصاً قبل فترة في المنطقة، والآن يقارب العدد 400 عامل.
وأضاف سليمان: "هذه السنة ليس هناك موسم زراعي، ولا أحد يساعدنا من منظمات والوضع في رمضان صعب جدا حيث ليس هناك عمل ومتوسط مردودنا اليومي 10 آلاف ليرة وسطيا لا يكفي لشراء الاحتياجات اليومية من الخضروات حيث الأسعار مرتفعة جداً".
وحرم ارتفاع الأسعار نايف جمعة من شراء اللحوم إذ قال لـ"العربي الجديد": "الفروج لم نشتره منذ أشهر حيث سعر الكيلو 7 آلاف ليرة و اللحم الأحمر ليس لدينا قدرة على شرائه أبدا. أحيانا نشتري لحمة الرأس، وهي أيضاً ارتفع سعرها من 4 إلى 8 ليرات... الوضع صعب".

قال العامل مسعد عبو لـ"العربي الجديد": "طوال ثلاثة أشهر لم نعمل مع العلم أنني أسكن في بيت إيجاره 70 ألف ليرة شهري


أما خضر (62 عاما) فيقول: "أعمل في السوق بمدينة القامشلي، ومردودي اليومي بالكاد يصل إلى خمسة آلاف ليرة سورية لا يكفي مصروفنا اليومي حيث لدي أربعة أولاد لا أحد يسأل عنا، نحن كالقطيع بدون راع ليس لدينا نقابة عددنا قد يصل إلى 1000 عامل كلهم من القرى ولديهم عائلات والمعيشة غالية راتبنا لا يمكننا أن نشتري كيلو بندورة (طماطم)".

وأضاف: "نطلب أن يسأل الناس عن وضعنا فالبلدية ترفض توظيفنا وإذا وظفتنا سيكون راتبنا ضعيفا لا يكفي مصروف أسبوع، وبقي أن ننتظر إلى ما بعد العيد حتى نحصل على فرصة عمل".
ويواجه السوريون في مختلف المناطق أزمات معيشية خانقة في ظل تدهور الاقتصاد وتواصل الحرب. وحسب بيان برنامج الأغذية العالمي الصادر في العام الفائت، 2021، يعاني حوالي 12.4 مليون شخص - ما يقرب من 60 في المائة من سكان سورية - من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية. وحسب تقارير دولية، فإنّ نحو 84 في المائة من المواطنين السوريين، تحت خط الفقر.
وبات معظم السوريين في الداخل يعيشون على تحويلات المغتربين، والتي تنامت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، مع نمو كبير للقطاع غير المنظم. ويأتي ذلك، في ظل تخلي الإدارات سواء في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد أو التي تقع تحت سيطرة المعارضة، عن دعم المواطنين في مواجهة الأزمات المعيشية الخانقة التي يعانون منها.

المساهمون