قفزت أسعار النفط، اليوم الإثنين، مع دخول أسواق الطاقة والسلع في حالة من الفوضى بعدما فرضت الدول الغربية المزيد من العقوبات لعزل روسيا في أعقاب غزوها لأوكرانيا.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم إبريل/ نيسان المقبل بأكثر من 6 دولارات إلى 105.07 دولارات للبرميل في التعاملات الصباحية، كما صعدت الأسعار في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من 7 دولارات تسليم إبريل/ نيسان، لتصل إلى 99.1 دولارا للبرميل.
واتفقت الدول الغربية، مساء السبت الماضي، على استبعاد بعض البنوك الروسية من نظام المدفوعات العالمي "سويفت"، حيث تستهدف العقوبات الاحتياطيات الأجنبية للبنك المركزي الروسي.
وأمس الأحد، حذرت دول مجموعة السبع، كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، من أنها ستتخذ "إجراءات أخرى" تضاف إلى العقوبات التي أعلنت سابقا إذا لم توقف روسيا عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
كما تحركت شركة النفط البريطانية "بي بي" للتخلي عن أسهمها في شركة النفط الروسية العملاقة روسنيفت الروسية. وقدرت حصة "بي بي" في "روسنيفت" بـ 14 مليار دولار في نهاية العام الماضي 2021.
وقالت سوزانا ستريتر، المحللة في شركة "هارغريفز لانسداون" للاستشارات المالية البريطانية في مذكرة إن "قرار الانسحاب من روسنيفت سيكون مكلفا للغاية لشركة بي بي، لكن من الواضح أن مجلس الإدارة شعر تحت وقع الصدمة بأنه ليس أمامه خيار سوى دفع ثمن باهظ وإبعاد أنشطته عن العدوان الروسي".
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في اضطراب الأسواق من الطاقة إلى المعادن والحبوب، مما أدى إلى زيادة الضغوط التضخمية على الاقتصاد العالمي المتضرر بالفعل من ارتفاع التكاليف.
وفي ظل هذه الخلفية المتقلبة وسريعة الحركة، تواجه مجموعة "أوبك+" التي تضم الدول الأعضاء في منظمة أوبك والمنتجين الكبار من خارجها على رأسهم روسيا، مهمة أصعب من المعتاد عندما تجتمع، يوم الأربعاء المقبل، لمناقشة سياسة الإمداد لشهر إبريل/ نيسان.
قال آندي ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس الأميركية في مذكرة،، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية: "قد تؤدي إزالة بعض البنوك الروسية من نظام سويفت إلى تعطيل إمدادات النفط، حيث يحاول المشترون والبائعون معرفة كيفية التعامل مع القواعد الجديدة".
وضخت روسيا 11.3 مليون برميل من النفط يومياً خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وفقًا لبيانات وكالة الطاقة الدولية.
تعهدت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي بالمساعدة في ضمان أمن الطاقة العالمي، بينما قالت الهند إنها ستدعم مبادرات الإفراج عن احتياطيات النفط الطارئة للمساعدة في تهدئة الأسعار.
وقالت فاندانا هاري، مؤسّسة مركز "فاندا إنسايتس" المعني بأسواق الطاقة إن "زيادة أسعار الخام التي نشهدها اليوم كانت متوقعة، نظراً للتدهور الكبير للوضع في أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، يجب أن تستعد الأسواق للكثير من الهزات الارتدادية".