عام على انفجار بيروت: صوامع القمح المتصدعة مهددة بالانهيار

04 اغسطس 2021
الأضرار ما زالت واضحة على المرفأ بعد مرور عام على الانفجار (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

سنة مرّت على وقوع انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب 2020 وما زال المكان الذي شهد واحدة من أكبر الجرائم في التاريخ يشكل خطراً على السلامة العامة في ظلّ التحذيرات التي تطلق باستمرار من انهيار أهراءات (صوامع) القمح.

علماً أنّ وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة صرّح في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بأنّه سيُصار إلى هدم مبنى الأهراءات بعد تصدّع أساساته، وهو ما لم يحصل لغاية تاريخه.

وأطلق خبراء تحذيرات عدّة من أن صوامع القمح في مرفأ بيروت التي لحقتها أضرار شديدة من جراء الانفجار باتت آيلة إلى السقوط في أيّ لحظةٍ وينبغي هدمها فوراً لما تشكّله من خطرٍ على السلامة العامة لا سيما على كلّ من يقترب منها.

صوامع القمح في مرفأ بيروت التي لحقتها أضرار شديدة من جراء الانفجار باتت آيلة إلى السقوط في أيّ لحظةٍ وينبغي هدمها فوراً لما تشكّله من خطرٍ على السلامة العامة

ويكشف مدير أهراء مرفأ بيروت أسعد الحداد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المبنى مقسّم إلى جهتَيْن، الشمالية تميل بمعدل 2 مليمتر في اليوم نتيجة التضرر الكامل للأقوام الخرسانية، وهي تشكل خطراً كونها غير مستقرّة ومتحرّكة، وقد وردت معطيات بأنّ الجهة الجنوبية بدأت تميل بدورها".

وفي وقتٍ يؤكد الحداد أنّ هناك ضرورة لهدم الأهراءات المهددة بالسقوط، يشدد على أهمية بناء مبنى جديد لكن في موقع آخر، خصوصاً أنّ "هناك حوالي 70 عائلة تعيش من وراء هذا المبنى".

وأصدرت الشركة السويسرية "AMMAN" في وقتٍ سابقٍ تقريراً مفصلاً تطرقت فيه إلى وضع الأهراءات غير المستقرّ والمتحرّك، وأوصت بـ"تفكيك الكتلة الخرسانية الضخمة"، مشيرةً إلى أنّه "يتعيّن بناء صوامع جديدة في موقع مختلفٍ عن المعتمد اليوم".
ولفت الحداد إلى أنّ "مبنى الأهراءات يتبع لوزارة الاقتصاد وهناك لجنة مختصة كانت قد شكلت من مهندسين ومستشارين، ومن بينهم الشركة السويسرية، للعمل انطلاقاً من مسارين، الأول مرتبط بمبنى الأهراء والبنى التحتية، والثاني بالحبوب المتضررة وطريقة معالجتها بعدما أصبحت غير صالحة للاستهلاك البشري أو الحيواني".

السويسرية AMMAN أوصت بـ"تفكيك الكتلة الخرسانية الضخمة"، وأنّه "يتعيّن بناء صوامع جديدة في موقع مختلفٍ عن المعتمد اليوم

وأشار إلى أنّ "الانفجار ضرب كلّ مقومات العمل تقريباً، من ماكينات وآليات دمّرت بالكامل، وقد خسرنا 7 شهداء وسقط 5 جرحى".
وقال الحداد: "الشركة السويسرية تواكب تحركات الأهراءات وهناك محاولات تجري للتخلص من الحبوب، وقد وقعت وزارة الاقتصاد عقداً مع (ريسي غروب) الفرنسية بحضور وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، يشمل معالجة الحبوب المتضررة، وقد أخذت الشركة عينات عدّة لمعرفة كيفية الاستفادة منها مع مراعاة المقتضيات البيئية والشروط الصحية وفق المعايير الدولية، ونحن في هذا الوقت نراقب الأهراء واتخذنا جملة تدابير وقائية منعاً لحصول كارثة جديدة".

إهراءت القمح في مرفأ بيروت حسين بيضون

وتحدث مدير الأهراءات عن هبة بلجيكية كناية عن شفاطات لسحب الحبوب على أمل التعاون مع مطاحن وتجار علف لاستكمال التجهيزات بهدف تفريغ الحبوب في سبتمبر/ أيلول المقبل، ونأمل أن تأخذ الهبة الكويتية طريقها، علماً أنّ عدم تشكيل الحكومة يعدّ من الأمور التي تعرقل هذه الخطوات.

وكان السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي قد أعلن سابقاً أنّ بلاده ستقوم بترميم أهراءات القمح.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويضيف الحداد: "منذ انفجار 4 أغسطس/ آب في مرفأ بيروت الذي يجاوره المبنى ونحن نتعامل مع الوضع بما توفر وتيسّر ونحاول إعادة تدوير الحبوب ومراقبتها، وقد كلفنا بمهام أخرى، منها الاهتمام بهبة الطحين العراقية التي عملنا على تفريغها وتسليمها إلى المعنيين، وهو ما ساعد في تلك الفترة على ثبات سعر ربطة الخبز، وهناك أمور أخرى تكلف وزارة الاقتصاد العاملين في الأهراءات بها".
ويشير الحداد إلى أنّ "تغير سعر الصرف ضرب الكثير من أعمالنا عدا عن مدخرات تعويض نهاية الخدمة وغيرها، إذ نحقق بعض الأرباح كمؤسسة للدولة، لكنّ المدخرات ما عادت تساوي شيئاً، من هنا نعمل على تأمين المساعدات والهبات لنكمل عملنا ونعطي أملاً للشباب".
وكانت وزارة الاقتصاد قد أعلنت عن وجود حوالي 45 ألف طن من الحبوب، لا سيما القمح والذرة، مخزنة في الأهراءات التي كانت تزيد قدرتها الاستيعابية عن 100 ألف طن لحظة وقوع الانفجار، في حين تحدث خبراء، وفق تقارير إعلامية أجنبية عدّة، عن دور المبنى وهندسته التي ساهمت في امتصاص جزء كبير من عصف الانفجار.
وقد بدأ بناء مبنى الأهراءات، بحسب الحداد، عام 1968، يوم وضع رئيس الجمهورية اللبنانية شارل حلو، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح، حجر الأساس لصوامع الغلال.

المساهمون