"طريق التنمية".. مشروع تجاري يربط دول الخليج بتركيا عبر العراق

22 مارس 2023
أردوغان والسوداني أكدا أهمية المشروع الاستراتيجية والاقتصادية (الأناضول)
+ الخط -

أعلنت أنقرة وبغداد الاتفاق على مشروع لربط ميناء الفاو العراقي على الخليج العربي بالأراضي التركية عبر طريق بري لتسهيل حركة التجارة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في أنقرة مساء الثلاثاء، إنه تمت "مناقشة جميع جوانب علاقاتنا الثنائية خلال لقائنا مع رئيس الوزراء، وأكدنا العزم على العمل معا".

وكشف أردوغان، عن مشروع لـ"طريق وممر للنقل بالسكك الحديد يمتد من البصرة إلى الحدود التركية"، لافتاً إلى أن "الوزراء المعنيين سيعملون في هذا الصدد واتخذنا خطوة حاسمة تظهر رغبتنا في العمل معا لتحقيق هذا الهدف".

وأطلق الرئيس التركي على المشروع "طريق التنمية"، معتبراً أنه "مشروع ذو أهمية استراتيجية عالية ليس فقط لتركيا والعراق فقط وإنما للمنطقة بأكملها"، موضحاً أن "ملايين الأشخاص في منطقة جغرافية واسعة من أوروبا إلى الخليج سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر من إنشاء هذا الطريق".

وبين أن "الدول الشقيقة الأخرى مهتمة أيضا بهذا الشيء"، لافتاً إلى أن "ذلك سيعزز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي في نفس الوقت علاقاتنا الإنسانية في هذه المنطقة".

وتابع أيضاً "إننا نتشارك مع إخواننا العراقيين الخطوات التي يمكن اتخاذها لزيادة التجارة الثنائية بيننا"، موضحاً "تبادلنا الأفكار حول حل المشكلات التي يواجهها رجال الأعمال والمواطنون الأتراك، ووجدنا الفرصة لتقييم القضايا الإقليمية الحالية في المنطقة".

ويبلغ طول الطريق المستهدف في المشروع المُعلن نحو ألف كيلومتر يبدأ من موانئ البصرة أقصى جنوبي العراق المطلة على مياه الخليج العربي، وصولا إلى المثلث العراقي التركي السوري من جهة منطقة فيش خابور، ويبلغ الوقت المتوقع لقطعه في حال أنجز الطريق بين 12 و16 ساعة للسيارات، وأقل من ذلك للقطار في حال تم إنجاز سكة الحديد فعلا، والتي يوجد جزء كبير منها ويمكن أن يدخل ضمن خط الطريق بعد عمليات تأهيل تخضع لها.

أهمية اقتصادية

من جانبه، قال عضو غرفة تجارة العاصمة بغداد، سلام العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن الطريق في حال إتمامه يمكن أن يعود بإيرادات مالية ضخمة على العراق سنويا، على نحو مماثل لقناة السويس المصرية".

وأضاف العبيدي أنه "فضلاً عن تحول العراق لمنطقة نقل رئيسة بين آسيا وأوروبا، فإن السوق العراقية ستنتعش وسيكون هناك تنوع مهم يحتاج العراق له".

وتوقع العبيدي أنه "في حال جدية المشروع وعزم الحكومة العراقية المضي به، فإنه من غير المستبعد أن يرى المشروع النور خلال 4 سنوات، خاصة وأن هناك أجزاء واسعة من الطريق هي أراض سهلية بسيطة يمكن شق الطرق فيها بسهولة".

ورجح أن "يوفر المشروع عشرات آلاف من فرص العمل داخل العراق بدءا من البصرة وحتى نقطة التقاء الطريق بالحدود التركية".

وقال الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، إن "أهمية الاتفاق بأنه سيحول العراق إلى محطة نقل كبرى للدول الأوروبية بعد تركيا".

وأضاف المرسومي أن "الشحنات التي تصل بحراً عبر ميناء الفاو ستعبر إلى تركيا وأوروبا من خلال القناة الجافة، كما أنها ستنقل السلع التركية والأوروبية إلى العراق، ومنه إلى دول الخليج وإيران وسورية والأردن".

وأشار في تصريح مكتوب، وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إلى أن "القناة الجافة تعد المشروع المكمل لميناء الفاو الكبير (في البصرة) المتوقع أن تنجز المرحلة الأولى منه عام 2025".

وسينخفض زمن الرحلة البحرية للسفن المحملة بالبضائع من ميناء شنغهاي الصيني إلى ميناء روتردام، التي تستغرق نحو 33 يوماً بحراً إلى 15 يوماً فقط، عندما تنقل البضائع من شنغهاي إلى ميناء جوادر الباكستاني ثم إلى ميناء الفاو العراقي، ومنه عبر القناة الجافة إلى تركيا ثم إلى أوروبا.

واعتبر أن "النقل عبر العراق سيوفر تخفيضاً جوهرياً في كلفة نقل البضائع يصل إلى أكثر من النصف".

يشار إلى وجود مشروع مواز للربط التجاري بين الإمارات وتركيا من خلال إيران، لنقل البضائع من ميناء الشارقة إلى ميناء بندر عباس الإيراني، ومن ثم تبدأ السير براً إلى تركيا ثم إلى ميناء الاسكندرون.

ويختصر المشروع الإماراتي أيضا مدة الرحلة إلى 7 أيام مقارنة بمدة الطريق البحري التقليدي عبر قناة السويس الذي يستغرق نحو 20 يوماً، كما يخفض التكاليف.

المساهمون