قررت إدارة مصنع "إسمنت" سيناء الاستغناء عن 400 عامل بالمصنع من سكان محافظتي شمال وجنوب سيناء، وتوظيف عمال جدد من محافظات مصرية أخرى، وذلك بعد عملهم في المصنع منذ 20 عامًا. واعتبر سكان سيناء هذا القرار، سابقة تحمل نوعاً من العنصرية ضد أبناء المحافظتين.
وبدأت إدارة المصنع عدة إجراءات ضد العمال، تتمثل في دفعهم للتخلي عن مستحقاتهم المالية عن سنوات العمل الماضية، ومن ثم خفض رواتبهم إلى النصف وإعطائهم إجازات إجبارية غير مدفوعة الأجر، ما دفع العمال إلى تقديم محاضر لدى الجهات المختصة في مركز الحسنة وسط سيناء، لتتجه إدارة المصنع أخيرًا إلى إجبار العمال على التوقيع على استقالاتهم، وعدم السماح لهم بدخول المصنع طيلة الأسابيع الماضية.
وفي التفاصيل، قال أحد عمال المصنع لـ"العربي الجديد" إن الإدارة الجديدة التي تقود المصنع منذ أشهر بعد الدكتور حسن راتب، بدأت من اليوم الأول التعمد في دفع العمال إلى ترك العمل. ولفت إلى أنها فرضت سلسلة إجراءات تعسفية، أدخلت عشرات العمال في نزاع عمل مع الإدارة التي لم تتراجع عن خطواتها، بل زادتها، حد الإجبار على الاستقالة وفرض الإجازات القسرية غير مدفوعة الأجر ولعدة أشهر متتالية، بالإضافة إلى خصم قيمة الرواتب، والتهرب من المستحقات المالية عن سنوات العمل السابقة.
وأضاف العامل، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الإدارة الجديدة المنتدبة للمصنع الذي تملك نصف أسهمه شركة فرنسية، تسعى إلى استبدال العمال من مواطني شمال وجنوب سيناء، بعمال جدد من المحافظات الأخرى خارج سيناء. وأكد أن صرف العمال يؤثر على الآلاف من أفراد أسرهم، وسط تجاهل واضح لأحقية أبناء سيناء بالعمل في المصنع الذي ساهموا بإطلاق عمله قبل عقدين من الزمن.
وتسيطر حالة من التجاهل الرسمي على أزمة العمال الـ 400، في ظل اعتبار إدارة محافظة شمال سيناء أن الأمر متعلق بشركة خاصة، وبالتالي لا يوجد سلطة عليها من قبل الجهات الحكومية حيال القضايا الإدارية والعمالية والمالية. وبعدما نشر عدد من العمال قضيتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، صرح بعض نواب شمال سيناء في مجلسي الشعب والشيوخ أنهم يحاولون إيجاد حل للمشكلة في أقرب وقت ممكن، وبدأوا بالتواصل مع العمال للاطلاع على حيثيات القضية.
وقال أحد المهندسين العاملين في إدارة المصنع لـ"العربي الجديد" إن الإجراء له علاقة بتنظيم العمل في المصنع من قبل الإدارة الجديدة، وإعطاء فرصة لعاملين جدد للاستفادة من العمل بالمصنع، من خلال مسابقة توظيف جديدة سيعلن عنها لاحقًا. و
لفت إلى أنه بإمكان العمال السابقين التقدم للوظائف. واعتبر أن "المصنع لكل المصريين وليس سيناء وحدها".
وأضاف: "وصل الأمر ببعض العمال إلى تسجيل محاضر ضد إدارة المصنع لدى قسم الحسنة وسط سيناء، وآخرين إلى الاعتصام مدخل المصنع، بعيدًا عن الوسائل المتبعة في تسوية النزاعات بين العمال والإدارة". ولفت إلى أنه تم تسجيل العديد من التدخلات خلال الأيام الماضية بهدف الوصول إلى صيغة حل تضمن حقوق الطرفين. ونفى المهندس أن يكون قرار الاستغناء عن الموظفين نابعا من كونهم أبناء سيناء، معتبراً أن تحديث آلية العمل إجراء لا بد منه".