قالت تقارير غربية وعراقية، اليوم الأربعاء، إن العراق يتجه تحت ضغط أميركي لوقف توريد الغاز الطبيعي والكهرباء من إيران في صفقة تقايض الدعم المالي الأميركي للميزانية العراقية مقابل إنهاء توريد الطاقة من طهران.
وحسب تقرير لنشرة "أويل برايس" الأربعاء، ستراقب واشنطن بعناية إعلان العراق الأخير عن إنهاء استيراده للغاز في غضون السنوات الثلاث المقبلة، لأنه سيعني أيضًا إنهاء اعتماد العراق طويل الأمد على إيران في إمدادات الغاز.
من جانبه قال عضو لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية في مجلس النواب العراقي علاء الحيدري في تصريح لصحيفة "الصباح" العراقية يوم الثلاثاء إن بغداد بصدد التوجه لزيادة إنتاج الغاز لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض منه، والاستفادة منه بالدرجة الأساس في توفير الطاقة الكهربائية، منوها بأن أغلب المحطات الكهربائية التي تعاقد العراق عليها مع شركة (سيمنس) سيكون الغاز أساسياً في تشغيلها.
ووقع العراق مجموعة من الاتفاقات مع شركات صينية وأميركية لتجميع الغاز الطبيعي المصاحب للنفط والذي ظل يشتعل في الهواء واستخدامه في توليد الكهرباء بدلاً من تركه يلوث البلاد. ولدى العراق احتياطات ضخمة من الغاز الطبيعي ولكنها غير مستغلة.
وحسب خبير الطاقة البريطاني سايمون واتكنز، يقدر إجمالي احتياطيات العراق المؤكدة من الغاز الطبيعي بنحو 131 تريليون قدم مكعب، وتأتي في الترتيب الثاني عشر من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.
وتصاحب معظم احتياطيات الغاز الطبيعي في العراق النفط في حقول البترول الكبرى في جنوب البلاد، وكانت هناك تحركات مشجعة بين الحين والآخر من الحكومات العراقية لاستغلال هذا الغاز بدلاً من تركه يحترق في الهواء ويلوث الجو.
وحسب تحليل بمركز "وودرو ويلسون" في واشنطن، وقع العراق عقدين مع "شركة Geo-Jade" الصينية من أجل تطوير حقلي الحويزة ونفط خانه، بالقرب من الحدود مع ايران، كما أن شركة "يونايتد اينرجي" الصينية توصلت إلى صفقة مع بغداد لتطوير حقل نفط السندباد بالقرب من البصرة. وذلك وفقاً لتقرير المعهد الأميركي.
ورغم الاحتياطات الضخمة للغاز ظل العراق يستورد حوالي 40% من الغاز الذي يستخدمه من ايران، ويخصص معظمه لتوليد الكهرباء.
في ذات الصدد، يرى خبير الطاقة البريطاني واتكنز في تحليل بنشرة "أويل برايس" الأميركية اليوم الأربعاء، أن العراق أطلق ثاني أكبر كمية من الغاز الملوث للجو في العالم، وذلك بعد روسيا، ويقدر بنحو 17.37 مليار متر مكعب.
وحسب تحليل الخبير واتكنز، أعلنت وزارة النفط العراقية أنها وقعت صفقة مع شركة الهندسة الأميركية العملاقة بيكر هيوز لتجميع الغاز المصاحب للنفط من حقلي الغراف والناصرية.
وتشمل المرحلة الأولى من مشروع الناصرية والتي ستكون مماثلة لحقل الغراف حلاً متقدماً لمعالجة الغاز المصاحب للنفط في مجمع الغاز الطبيعي المتكامل في الناصرية لتجفيف وضغط غاز الشعلة لتوليد أكثر من 100 مليون قدم مكعب قياسي من الغاز لكل (ملي قدم مكعب / يوم) .
وحسب "أويل برايس" ستشمل المرحلة الثانية من تجميع الغاز العراقي توسيع محطة الناصرية لتصبح منشأة كاملة للغاز الطبيعي المسال (NGL) لتجميع 200 مليون قدم مكعب في اليوم من الغاز الجاف والغاز المسال والمكثفات. وسيذهب هذا الإنتاج إلى قطاع توليد الطاقة المحلي.
وكانت شركة بيكر هيوز قد ذكرت سابقاً أن معالجة الغاز المشتعل من هذين الحقلين سيسمح بتوفير 400 ميغاوات من الطاقة للشبكة العراقية. وفي حال السماح لبيكر هيوز بالمضي قدماً في المشروع فإن تنفيذه سيستغرق حوالي 30 شهراً فقط.
ويمكن بعد ذلك طرح خطط تطوير مماثلة لمواقع الغاز المصاحب الرئيسية الأخرى في حقول النفط العراقية. والتي ستشمل حقول حلفايا (300 مليون قدم مكعب في اليوم)، وراتاوي (400 مليون قدم مكعب في اليوم).
ويشير التقرير إلى تطوير مشروع التجميع ودمجه مع مشروع الغاز الرئيسي الوحيد الذي أحرز تقدماً كبيراً في العراق حتى الآن، وهو مشروع شركة غاز البصرة (BGC)، الذي تديره شركة شل البريطانية العملاقة للنفط والغاز.
وتمتلك شركة شل حصة 44 في المائة في المشروع. وتم تصميم مشروع غاز البصرة "BGC" خصيصاً لتمكين العراق من زيادة استقلاله في مجال الطاقة وتحقيق التنويع الاقتصادي من خلال التقاط الغاز المشتعل حالياً من حقول الرميلة وغرب القرنة 1 والزبير في المرحلة الأولى.
ووصل معدل إنتاج المشروع 1035 مليون قدم مكعب في اليوم، وهو أعلى معدل بتاريخ العراق في إنتاج الغاز، ويكفي لتوليد ما يقرب من 3.5 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتشغيل ثلاثة ملايين منزل.
كما أن شركة BGC مسؤولة أيضاً عن إمداد حوالي 70 بالمائة من غاز البترول المسال العراقي (LPG)، وتعزيز قدرات العراق التصديرية، مما ساعد البلاد على أن تصبح مُصدِّراً صافاً لغاز البترول المسال. وفي يونيو/ حزيران العام الماضي 2022، صدر العراق نصف الكمية المنتجة للخارج.