ضربات خسائر المقاطعة الموجعة تتواصل

26 ابريل 2024
ملصق مقاطعة إسرائيل مثبت إشارة مرور في باريس، 21 أبريل 2024 (فيكتوريا فلديفيا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- النص يناقش تشكيك البعض في فعالية مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى تراجع الدعوات للمقاطعة بعد 7 أشهر من الحرب والمخاوف من تأثيرها السلبي على الاقتصاد المحلي.
- يُبرز النص استمرار فعالية المقاطعة من قبل الأسر العربية والإسلامية، مع تأكيد على الخسائر المالية للشركات المستهدفة وزيادة الوعي الجمعي تجاه القضية.
- يُسلط الضوء على الضغوط الشديدة من المستهلكين على الشركات الداعمة للاحتلال، مثل حملات ضد النادي الأهلي وخسائر شركات كبرى، مؤكدًا على قوة وفعالية سلاح المقاطعة في دعم القضية الفلسطينية.

هناك من يمطّ شفتيه شبراً، زاعماً أن مقاطعة الشركات ومنتجات الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي لا جدوى منها، وأن الحملات التي صاحبتها لم تؤتِ ثمارها، ولم تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وهي التأثير في اقتصاديات تلك الدول الداعمة لحرب الإبادة الجماعية في غزة والمراكز المالية للشركات الداعمة للاحتلال. وأنه بشكل عام فقد تراجعت تلك الدعوات بشدة بعد مرور ما يقرب من 7 أشهر على اندلاع الحرب إلى حد الاختفاء، وأنه يجب التوقف عن ممارسة هذا السلوك حالياً ومستقبلاً، خصوصاً أنه يضرّ بالاستثمارات المحلية والعمالة، سواء في المطاعم التي تجري مقاطعاتها أو المصانع والشركات التي أعلنت دعمها لجيش الاحتلال.

لكن الواقع يؤكد عكس ذلك تماماً، فشبح المقاطعة لا يزال يطارد المنتجات الداعمة لإسرائيل، والنتائج المالية والخسائر التي تكشف عنها الشركات المستهدفة بحملات المقاطعة تؤكد أنها لا تزال نشطة وفعالة رغم محاولة وسائل إعلام الزعم والإيحاء بغير ذلك. وأنه رغم مرور ما يزيد على 200 يوم على حرب غزة، لا تزال الأسر العربية تقاطع داعمي الاحتلال في مصر والأردن وسورية ولبنان ودول الخليج وتونس والعراق والجزائر والمغرب والسودان واليمن وماليزيا وتركيا وباكستان وبنغلادش وغيرها من الدول العربية والإسلامية، وأن مقاطعة هذه المرة تختلف كثيراً عن مقاطعات المرات الماضية من حيث التأثير والمدى الزمني الممتد وزيادة الوعي الجمعي.

شبح المقاطعة لا يزال يطارد المنتجات الداعمة لكيان الاحتلال، والنتائج المالية والخسائر التي تكشف عنها الشركات المستهدفة تؤكد فعاليتها

أحدث فصول المقاطعة الضغوط الشديدة التي تمارسها جماهير النادي الأهلي المصري على إدارة النادي لفسخ التعاقد مع شركة كوكاكولا العالمية الداعمة للاحتلال، أسوةً بما فعله اتحاد الكرة الجزائري، مع تزايد الاتهامات للنادي ببيع قضية غزة من أجل الرعاة والأموال. ولا ننسى صيحة "مشروب الدم مش عايزين" المدوية التي هتفت بها جماهير نادي الزمالك المصري قبل أيام ضد كوكاكولا بعد الحديث عن اقتراب رعايتها للنادي الأبيض.

أما عن خسائر الشركات المقاطعة فحدّث ولا حرج. ماكدونالدز لا تزال صاحبة النصيب الأكبر من تلك الخسائر، رغم حملات الدعاية وغسل السمعة التي تقوم بها من وقت لآخر. فيوم 13 مارس الماضي خسرت ماكدونالدز نحو 7 مليارات دولار من قيمتها خلال ساعات بعد إعلان مديرها المالي إيان بوردن استمرار تأثير المقاطعة داخل الدول العربية الإسلامية، وإقراره بأن المبيعات ستنخفض تباعاً على مستوى العالم في الربع الأول من العام الجاري نتيجة استمرار الصراع في الشرق الأوسط وضعف الطلب في الصين.

كذلك اعترف الرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبكزينسكي، بانخفاض المبيعات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك الشرق الأوسط، وماليزيا، وإندونيسيا.
ستاربكس الأميركية، شركة القهوة الأولى عالمياً، تعرضت هي الأخرى لخسائر فادحة جراء مقاطعة منتجاتها في الدول العربية والإسلامية. ففي بداية ديسمبر الماضي، تكبدت الشركة خسارة هائلة في القيمة السوقية، بلغت 11 مليار دولار، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 9.4 بالمئة، كذلك كشفت نتائج أعمال "ستاربكس" حدوث تراجع في الإيرادات التي سجلت 9.4 مليارات دولار، وهي أقل من توقعات الشركة.

تكرر المشهد مع شركات أخرى مثل دومينوز بيتزا الأميركية التي شهدت انخفاضاً في المبيعات، وكنتاكي وبيتزا هت، وغيرها من الشركات التي كانت هدفاً قوياً للمقاطعة.
وتراجع الإقبال على المشروبات الغازية التي تنتجها شركات عالمية في المنطقة العربية، مع إقبال ملحوظ على المنتجات الوطنية، كما هو الحال في مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن، التي أنتجت مصانعها مشروبات محلية لاقت إقبالاً شديداً.

حالة الغضب من الشركات الداعمة للاحتلال لا تزال حاضرة بقوة مع استمرار الحرب على غزة

حالة الغضب من الشركات الداعمة للاحتلال لا تزال حاضرة بقوة مع استمرار الحرب على غزة، وإصرار قوات الاحتلال على اقتحام رفح، وارتكاب مجازر جديدة بحق الفلسطينيين هناك لا تقلّ بشاعة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها في شمال ووسط غزة وخانيونس وغيرها من المناطق الفلسطينية.

ختاماً، يمكن التأكيد أن سلاح المقاطعة لا يزال الأقوى لدى المواطن العربي، خاصة مع فرض الحكومات والأنظمة قيوداً شديدة على التظاهرات المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والداعمة للقضية الفلسطينية.

المساهمون