ضرائب بلا خدمات في سورية: النظام يلاحق التهرّب استجداءً للسيولة

20 مارس 2021
الأزمات تلاحق المصانع السورية (Getty)
+ الخط -

يصف الصناعي السوري مصطفى حلاق عودة نظام بشار الأسد لـ"التلويح بالعقوبات" للمتهربين ضريبياً، بالإجهاز على ما تبقى من صناعة سورية، مؤكداً خلال اتصال مع "العربي الجديد" أنه لا يشجع المتهربين أو يدافع عنهم، ولكن الدولة التي تطالب بالضرائب من المفترض أن تؤمن بالمقابل ولو الحد الأدنى من الخدمات، وكذلك مناخاً آمناً للعمل ومستلزمات للإنتاج. ويضيف المتخصص في صناعة الأقمشة أنه من حق الدولة والخزينة جباية الضرائب "ولكن من حقنا عليها، تأمين المواد الأولية ودعم الصادرات".

بدوره، يكشف صناعي رفض ذكر اسمه أن وزير المالية كنان ياغي توعّد الصناعيين والتجار في مدينة حلب، في حال لم يسددوا ما عليهم من استحقاقات ضريبية متراكمة.

ويقول الصناعي السوري لـ"العربي الجديد": "لم نسمع من الوزير سوى الوعود بانتهاء الحرب وانفراج الوضع الاقتصادي، لكنه لم يقدم أي تعهّد بتمويل الصناعيين".

ويؤكد أن ما قيل عن تخفيف الضريبة أو الإعفاء عن السنوات السابقة غير صحيح، لأن الوزير أكد خلال لقائه صناعيي وتجار حلب على تحصيل جميع حقوق الدولة. وأكد بلهجة صارمة على ملاحقة المتهربين الذين ازدادوا بعد اتساع اقتصاد الظل. لا بل حمّل ياغي وزارة المال والموظفين جزءاً من المسؤولية، قائلاً إن "كادر الوزارة ضعيف ويوجد بعض الموظفين شركاء مع الصناعيين والتجار بالتهرب"، متوعداً بأنّ "أي محاسب يثبت تورطه في هذا الموضوع سيتم سحب الرخصة مباشرة منه".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويتفاوت حجم التهرب الضريبي في سورية، خاصة بعد "الفوضى وإغلاق المنشآت" كما يقول موظف مالية إدلب السابق إبراهيم اليتيم.

ويشير اليتيم لـ"العربي الجديد" إلى أن التهرب الضريبي يعتبر تاريخياً "شطارة" لأن معظم المكلفين ينظرون لنسب الضرائب كإتاوة، لأنهم لا يأخذون في المقابل خدمات من الحكومة، سواء على صعيد الدعم أو الترويج.

ويرى اليتيم أن الإصلاح الضريبي بسورية يجب أن يبدأ من القوانين، كما لا بد من كفاية موظفي المالية، لأن موظفاً يتقاضى 70 ألف ليرة سيكون عرضة للرشى.

ويشير إلى أن التهرب كان قبل عام 2011 بنحو 200 مليار ليرة سورية، مشيراً إلى أن ملاحقة الصناعيين والتجار في هذه الفترة "هي الحل الوحيد أمام نظام الأسد لتأمين بعض السيولة". لكن رئيس قسم المحاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق إبراهيم عدي قدّر حجم التهرب الضريبي حالياً بحدود 2000 مليار ليرة وهذا الرقم يعادل إلى حد ما إجمالي قيم الدعم الاجتماعي في موازنة 2021.

المساهمون